التحليل الاساسي في سوق العملات وما أهميته؟

آخر تحديث
ماهو التحليل الاساسي

يعرف التحليل الاساسي في سوق العملات بأنه المنهج أو الطريقة لتحليل الاسواق المالية بهدف التنبؤ باتجاه الحركة السعرية بناء على تقييم الحالة العامة للعوامل الاقتصادية للدولة من خلال بحث أهم المؤثرات الاقتصادية أو النقدية أو الجيوسياسية مثل اسعار الفائدة أو نسبة البطالة أو الناتج المحلي الاجمالي أو الميزان التجاري والكثير من الامور الاخرى ذات التأثير المباشر على عملة الدولة والدول المرتبطة بها.

إشترك معنا بتوصيات التداول

مقدمة إلى التحليل الأساسي

الافتراض وفقاً لمنهج التحليل الاساسي في سوق العملات هو أن سعر الورقة المالية الحالي قد يختلف عن قيمته الحقيقية، فمثلاُ من الممكن ان يكون سعر اليورو الاوروبي مقابل الدولار الامريكي 1.2200 ولكن هذا السعر الحالي فقط، أما وفقاً للعوامل الاقتصادية وبناء على تحليل مكثف يتضح أن قيمته الحقيقية 1.3200 وبالتالي يمكن استخدام هذه المعطيات للتنبؤ بأن السعر سيرتفع وصولاً للقيمة الحقيقية (العادلة) للورقة المالية أو العكس حيث أنه المنهج الاصولي يعتمد على مبدأ أن السوق سيقوم بتعديل القيمة الحالية وصولاً للقيمة العادلة في نهاية المطاف.

ووفقاً للمبدأ المعمول به يظهر جلياً لدينا الفرق بين التحليل الاساسي والتحليل الفني حيث أن الاخير يعتمد على تاريخ الحركة السعرية وصولاً للسعر الحالي، أما التحليل الاساسي فلا يبحث عن السعر الحالي بقدر البحث عن السعر العادل، وهنا تظهر المفارقة المنهجية الاولى بين الطريقتين حيث يناقش العديد من ذوي الخبرة مميزات وسلبيات كل منهج، ومن الجدير ذكره وبالاعتماد على تجارب تاريخية فإن التحليل الاساسي يساعد بتحديد أكثر دقة اتجاه الحركة السعرية المتوقعة ولكنه ليس الاكثر فعالية من ناحية تحديد نقاط الدخول والخروج في الصفقات وأدنى وأعلى سعر متوقع للحركة السعرية، بل أن التحليل الفني يتفوق بأشواط في فعالية تحديد هذه المعطيات.

ومن جهة أخرى يفترض التحليل الاساسي على أن تحليل القوة/الضعف للورقة المالية يعتمد على العوامل الاقتصادية، النقدية، السياسية، الاجتماعية والبيانات السوقية المختلفة بأن هذه البيانات الكمية والنوعية ستدفع الحركة السعرية باتجاهات ايجابية/سلبية متأثرة على المدى المتوسط والطويل إلى قيمتها العادلة أي انها في النهاية ومهما بلغ حجم التأثير ستعود للقيمة الحقيقية، وهنا تبرز اهمية وضوح رؤية التحليل الاساسي التي يمكن استثمارها للتبنؤ باتجاه الحركة السعرية.

ومن الجدير ذكره أن الكثير من المتداولين ذوي الخبرة يقوموا باستخدام منهج التحليل الاساسي للتبنؤ بالاتجاه مع دمج الرؤية بالتحليل الفني الذي يساعد على صقل نقاط الدخول والخروج لاختيار افضل وقت للدخول في الصفقة والخروج منها وكذلك تحديد النقاط المتوقعة لأعلى/أدنى سعر يمكن الوصول له على المدى الزمني المستخدم في التحليل.

 

 

كيف تبدأ التحليل الاساسي في سوق العملات؟

يلاحظ من الناحية العلمية والعملية بأن التقارير التي يتم نشرها بشكل دوري (اسبوعي، شهري، ربع سنوي أو سنوي) تنتج الحركة السعرية للورقة المالية والتي يمكن العثور عليها من خلال متابعة الاجندة الاقتصادية، فبمتابعتها يمكن تقييم الحالة العامة للاقتصاد والنقد في الدولة وايضا تقدير مستوى تدفق رأس المال وايجابيته على الاقتصاد الكلي، فمثلا البلدان التي تتراكم فيها رؤوس الاموال بأحجام اقل متأثرة ببيانات اقتصادية سلبية فإن الاتجاه قد يكون سلبياً بنسبة كبيرة، والعكس صحيح في حالة ايجابية تدفق رؤوس الاموال متأثرة بالبيانات الاقتصادية الايجابية الامر الذي سيدفع لارتفاع عملية الطلب في اسواق الدولة، فهذا الامر الذي قد يبدو على أنه بالغ التعقيد هو انعكاس لأبسط معادلات الاقتصاد وهي التوازن بين مستويات الطلب والعرض، فالزيادة في الطلب تعني ارتفاع في الاسعار والتي بدورها تؤدي إلى التأثير على جميع المؤشرات الاخرى بشكل ايجابي فجميع عناصر الاقتصاد مترابطة، فعند انخفاض البطالة مثلا في دولة ما، هذا يعني ازدياد عدد متقاضي الاجور الذين بدورهم سيقوموا بشراء العديد من السلع الاستهلاكية والكمالية وبالتالي ارتفاع مؤشرات اخرى مرتبطة مثل ثقة المستهلكين التي بدورها ستؤدي إلى دوران عجلة الاقتصاد بشكل ايجابي وبالتالي ازدياد حجم الناتج المحلي وإلخ.

بناء على ما سبق فإن أهم الامور التي يجب أخدها بالحسبان للبدء بالتحليل الاساسي هو اولاً معرفة جميع المتغيرات المؤثرة في تشكيل الرؤية التحليل من خلال معرفة كل المؤشرات الاقتصادية والنقدية مثل قرارات سعر الفائدة والناتج المحلي الاجمالي وغيرها العديد من المؤشرات، وكذلك مراقبة حالة الاستقرار الجيوسياسي والاجتماعي والقرارات السياسية لرأس الهرم الحكومي.

 

أبرز  المؤشرات الاقتصادية

* قرار سعر الفائدة
يتم تحديده من قبل البنك المركزي في الدولة، فالبنك المركزي يخلق الاموال في الدولة ويقوم باقراضها للبنوك الخاصة التي بدورها تقوم بتسديد هذه القروض للبنك المركزي بنسبة فائدة محددة تعرف بإسم سعر الفائدة، وبدورها أيضاً تقوم باقراض هذه الاموال للمواطنين أو المقيمين الذي أيضاً يقوموا بتسديد اقساطها للبنوك الخاصة بنسبة فائدة، وعملية تحديد اسعار الفائدة أحد أهم وظائف البنك المركزي في البلاد للمحافظة على حالة الاستقرار الاقتصادي، فمثلا عند ارتفاع مستويات التضخم تقوم البنوك المركزية لتعديل قيمة الفائدة من خلال خفضها لتحفيز البنوك الخاصة على الاقتراض وبالتالي امكانية اقتراض اموال من قبل المستثمرين من البنوك الخاصة الذين بدورهم سيقوموا باطلاق مشروعات تجارية جديدة لتحفيز الاستهلاك والانتاج على حد سواء.

وتجدر الاشارة إلى أن عملية تغيير اسعار الفائدة تعتبر من أكثر المؤثرات باتجاه الحركة السعرية للأدوات المالية.

 

 

* الناتج المحلي الإجمالي (GDP)
وهو المؤشر المستخدم لقياس قيمة جميع السلع والخدمات في بلد ما خلال فترة زمنية معينة، وهو انعكاس لمدى صحة الاقتصاد حيث من خلال قياس جميع السلع والخدمات نقدياً في الدولة يتم تقدير مستوى ايجابية/سلبية النمو الاقتصادي في الدولة.

 

* الميزان التجاري

ويعرف أيضاً بإسم الحساب الجاري، وهو مؤشر يقوم بقياس الفرق بين اجمالي الصادرات في الدولة مقابل الواردات بقيمة نقدية غالباً ما تكون بالدولار الامريكي، وقد تكون قيمة المؤشر ايجابية بمعنى أن الدولة قامت بتصدير سلع بأكثر مما استوردت مما يعتبر دلالة على اقتصاد قوي أو بقيمة سلبية وتعني أن الدولة قامت بالاستيراد اكثر مما استوردت وهو دلالة على اقتصاد يميل إلى الاعتماد على مصادر خارجية لسد احتياجاته وبالتالي ضعف عام في الاقتصاد.

 

من خلال مراجعة القسم الثاني من اكاديمية الفوركس يمكنك معرفة أهم المؤشرات الاقتصادية المستخدمة بشكل اساسي في عملية التحليل الاساسي

 

اهمية التحليل الاساسي في سوق الفوركس

تبرز اهمية التحليل الاساسي في سوق العملات عند السعي وراء تحقيق أهداف استثمارية بعيدة المدى وبمستوى مخاطرة منخفض وبنتائج متوقعة قد تكون مرتفعة نسبية، حيث يفضل العديد من ذوي رؤوس الاموال على استخدام التحليل الاساسي لتقييم الحالة الاقتصادية للسوق بغض النظر عن الفترة الزمنية اللازمة للوصول للهدف ولكن الاهم هو الوصول للهدف بأقل نسبة مخاطرة ممكنة، والجدير ذكره أن العديد من المستثمرين قد قاموا بالفعل بتحقيق ثروات ضخمة من خلال الاعتماد على التحليل الاساسي، فمثلاً المستثمرين الذين توقعوا بإمكانية حدوث أزمة الرهن العقاري في الولايات المتحدة الامريكية عام 2008 والتي أثرت على العالم بأسره وقبل عدة سنوات من حدوث الازمة، فلقد قاموا باستخدام العديد من التقنيات الاستثمارية للاستفادة من هذه النظرة التحليلية مثل البيع على المكشوف والاستثمار باستخدام الرافعة المالية وقد قاموا بالفعل بتحقيق ثروات ضخمة للغاية، ولكن هذا الامر لا يتناسب مع متداولي الاهداف القصيرة والسريعة الذين يقوموا باستخدام استراتيجيات تداول مثل التداول الخاطف (السكالبينج)

 

أكاديمية تضع أمامك تعلم الاستثمار والتداول

تابع المزيد من مقالات الفوركس عبر أكاديمية MENA

 

Facebook
X
WhatsApp
Telegram
LinkedIn
Pinterest
Reddit
البريد الإلكتروني
طباعة

قد يعجبك أيضا

الأحداث الاقتصادية للأسبوع من 30 ديسمبر إلى 03 يناير 2025

الأخبار الاقتصادية لسوق العملات للأسبوع من 30 ديسمبر إلى 03 يناير 2025: أبرز الأحداث والتوقعات

تراجع الذهب في أسبوع بسبب ارتفاع عوائد السندات الأميركية

تراجع الذهب في أسبوع بسبب ارتفاع عوائد السندات الأميركية

وزارة الخزانة ستصل إلى سقف الدين الجديد منتصف يناير وزيرة الخزانة الأميركية تصرح

وزارة الخزانة ستصل إلى سقف الدين الجديد منتصف يناير وزيرة الخزانة الأميركية تصرح

3 نبوءات متشائمة للعام الجديد .. إلى أين يسير الاقتصاد العالمي؟!

3 نبوءات متشائمة للعام الجديد .. إلى أين يسير الاقتصاد العالمي؟!

ارتفاع أسعار النفط في أسبوع رغم ضعف التداولات قبل نهاية عام 2024

ارتفاع أسعار النفط في أسبوع رغم ضعف التداولات قبل نهاية عام 2024

انضم لأكاديمية مينا

المفكرة الإقتصادية

الأكاديمية
بحث
التوصيات
Scroll to Top