تعتبر صناديق الاستثمار المتداولة (ETFs) أحد أهم وسائل الاستثمار وأدوات المال التي يهتم بها العديد من المستثمرين المبتدئين في مجالات الاستثمار، وذلك لأنها تمنح المستثمر الفرصة لتحقيق التنوع في محفظته الاستثمارية، ما يقيه من المخاطر المحتملة للتقلبات السوقية، حيث تتميز بمرونتها العالية في الاستثمارات، بالإضافة إلى انخفاض تكاليف الاستثمار فيها. وسوف نتحدث في هذا المقال عن أهم فوائد صناديق الاستثمار المتداولة بالنسبة للمستثمرين المبتدئين، وكيفية الاستفادة منها في تحقيق الأهداف المالية المرغوبة.
فوائد صناديق الاستثمار المتداولة للمستثمرين المبتدئين
هناك العديد من الفوائد التي تميز صناديق الاستثمار المتداولة، وهي كما يلي:
التنوع وتقليل المخاطر
يعتبر تنويع المحفظة الاستثمارية بصورة فعالة أحد أهم التحديات التي تواجه المستثمرين الجدد، وهو استراتيجية استثمارية تهدف إلى تقليل المخاطر عن طريق تنويع الاستثمارات على مجموعة مختلفة من الأصول المالية. وفي بعض الأحيان قد يجد المستثمر المبتدئ صعوبة في تحقيق هذه الاستراتيجية عند شراء سندات أو أسهم فردية، لأنها تحتاج إلى الكثير من التكاليف والوقت.
توفر صناديق ETFs للمستثمر في بداية الاستثمار إمكانية الحصول على محفظة استثمارية متنوعة بطريقة سهلة دون الحاجة إلى شراء الأوراق المالية الفردية.
مثلاً، يمنح صندوق ETF التابع لمؤشر “S&P 500” المستثمر المبتدئ فرصة التعرض لـ 500 شركة متنوعة وضخمة في أسواق الأسهم الأمريكية عند شراء وحدة واحدة من الصندوق. يساعد هذا التنوع على حماية المستثمر من مخاطر التقلبات السوقية المحتملة عند مقارنته بطريقة الاستثمار في سهم واحد.
انخفاض التكاليف
تؤثر تكاليف الاستثمار على عوائده الإجمالية بشكل كبير، خاصة مع مرور فترات طويلة، ولذلك يمكن اعتبار صناديق ETFs من أفضل الخيارات من ناحية انخفاض الرسوم، حيث إن أغلب الرسوم في هذه الصناديق تتمتع برسوم منخفضة جدًا مقارنة بالصناديق التقليدية المشتركة التي يتم إدارتها بصورة نشطة. ولذلك يتجه إليها المستثمرون المبتدئون برأس مال ليس كبيراً للاستثمار في استثمارات ذات تكلفة عالية. وبالرغم من اختلاف رسوم الصناديق حسب نوعها، إلا أن أغلب صناديق ETFs تكون الرسوم الإدارية الخاصة بها ما بين 0.03% و 0.5% من قيمة الأصول السنوية. وعند مقارنة هذه النسبة بالصناديق التي تدار بشكل نشط، ستجد فرقًا كبيرًا في التكلفة، حيث تبلغ رسومها ما يزيد عن 1%.
تعرف على: ما هو تداول السلع بوابة لعالم الاستثمار الواسع، هل أنت مستعد لاكتشاف أسراره؟
المرونة في التداول
تمنح صناديق الاستثمار المتداولة (ETFs) المستثمرين مرونة في عملية التداول واتخاذ القرارات الاستثمارية، حيث يتم تداولها في الأسواق المالية تمامًا مثلما يتم تداول الأسهم، وهذا يختلف تمامًا عن الصناديق المشتركة التي تقوم بتنفيذ عمليات البيع والشراء مع تسوية اليوم فقط.
تتيح صناديق الاستثمار المتداولة (ETFs) إمكانية بيع وشراء الوحدات في أي وقت خلال عملية التداول، وهذا يمنح المستثمر الفرصة لتحقيق الربح خلال التقلبات السوقية السريعة.
وتعتبر هذه الميزة إضافة هامة للمبتدئين الذين يفضلون إجراء تحليلات للاستثمارات حسب تحركات السوق السريعة أو الأحداث غير المتوقعة.
إقرأ المزيد: فوائد الاستثمار في الذهب: ملاذ آمن وثروة عبر العصور
إمكانية الوصول بسهولة إلى الأسواق المتنوعة
يمكن من خلال صناديق ETFs أن يصل المستثمر المبتدئ إلى عدة أسواق مختلفة بكل سهولة. قد تكون هذه الأسواق أسواق أسهم، أو سندات، أو أسواق سلع، ويمكن أن تكون أيضًا أسواقًا عالمية.
يوجد صناديق ETFs متخصصة في بعض القطاعات، مثل قطاعات الطاقة المتجددة أو التكنولوجيا أو الرعاية الصحية، ويوجد أيضًا صناديق في أسواق الدول النامية.
ويوجد أيضًا بعض صناديق ETFs التي تتيح للمستثمر المبتدئ إمكانية الاستثمار في الأسواق العالمية مثل أسواق أوروبا أو أسواق آسيا، ويساعد ذلك على تحقيق أرباح من أسواق خارج النطاق المحلي، بالإضافة إلى تنويع المحفظة الاستثمارية.
إمكانية المراقبة والشفافية
معظم صناديق ETFs تمنح المستثمرين مستوى عاليًا من الشفافية، وتوفر لهم تقارير دورية وبيانات محتويات الصندوق. ويتم نشر أداء عدة صناديق من صناديق ETFs بمحتوياتها في الوقت الفعلي أو بمعدل أسبوعي. وهذا يسمح للمستثمر بمتابعة استثماراته والوعي بطريقة استثمار أمواله في الاتجاه المناسب.
تمنح تلك الشفافية في صناديق الاستثمار للمستثمرين الجدد الشعور بالوعي بكيفية استثمار أموالهم والتحكم فيها، ما يزيد من ثقتهم في القرارات الاستثمارية.
الاستثمارات طويلة المدى
بالنسبة للمستثمرين الذين يفضلون الاستثمارات طويلة المدى، يمكنهم اعتبار صناديق ETFs من أفضل الخيارات المتاحة. فبالإضافة إلى مرونتها وانخفاض تكاليفها، يستطيع المستثمر إبقاء استثماراته لمدة طويلة دون الحاجة إلى إجراء أي تغييرات عليها.
وتعتبر الاستثمارات طويلة الأمد من أهم ميزات صناديق الاستثمار المتداولة بالنسبة للمستثمرين المبتدئين الذين قد لا يمتلكون خبرة أو وقتًا كافيًا لإجراء تغييرات على استثماراتهم بشكل متكرر.
يستطيعون الاستفادة من نمو الاستثمارات بشكل مركب مع الوقت، ويتيح لهم ذلك تحقيق عوائد على المدى الطويل بشكل أفضل.
إمكانية البدء برأس مال صغير
يستطيع المستثمرون الجدد بدء استثماراتهم بمبالغ صغيرة، ولا يحتاجون إلى مبالغ أو استثمارات أولية كبيرة مثل الصناديق المشتركة. حيث تتيح صناديق ETFs إمكانية شراء وحدات بمبالغ صغيرة جدًا، حيث يمكن بدء الاستثمار بمبلغ 100 دولار مثلًا أو حتى أقل. ما يساعد على زيادة الاستثمار بشكل تدريجي مع التعرف على السوق ومعرفة نقاط القوة ونقاط الضعف.
أداة تعليمية للمستثمرين المبتدئين
يمكن الاستعانة بصناديق ETFs كأداة مميزة للتعلم بالنسبة للمستثمرين المبتدئين، حيث تتيح للمستثمرين متابعة تأثير الأسواق المالية، وطريقة عمل الأسواق المالية، ومتابعة كيفية تأثير العوامل الاقتصادية على الأسعار. كما تتيح أيضًا تعلم وسائل التنويع بين مختلف أنواع الأصول، مما يساعد في فهم مسارات السوق وتنمية القدرات الاستثمارية بمرور الوقت.
انخفاض نسبة المخاطرة
تعتبر صناديق ETFs أقل خطورة في الاستثمار، حيث أن أغلب الاستثمارات تضمن نسبة من المخاطرة، إلا أن الصناديق المتداولة هي الأقل عند مقارنتها بالاستثمارات الفردية. والسبب في ذلك هو تنوع الصناديق الكبير، ما يقلل من تأثير تقلبات السوق على الاستثمارات، حيث يكون تأثيرها على سهم واحد فقط.
كما تعتبر صناديق ETFs من أفضل الخيارات بالنسبة للمستثمرين الجدد الذين يميلون إلى تقليل مخاطر محفظتهم الاستثمارية.
ولذلك يمكن اعتبار صناديق الاستثمار المتداولة (ETFs) أحد أفضل وسائل الاستثمار بالنسبة للمستثمرين المبتدئين لمميزاتها المتعددة مثل انخفاض التكاليف، والتنوع، ومرونة التداول.
ومن خلال هذه الصناديق، يمكن للمستثمرين الوصول إلى أسواق مختلفة، كما أنها تتيح إمكانية تنويع المحفظة الاستثمارية ومتابعة التطورات السوقية. كما أنها تتميز بالشفافية وتقليل المخاطر، ويحصل المستثمر على كل تلك الميزات بتكاليف منخفضة، مع إمكانية متابعة الاستثمارات بصورة دورية والتعلم على المدى الطويل. وبذلك يصبح المستثمر المبتدئ قادرًا على اتخاذ القرارات المناسبة.
تمتع بتجربة تعلمية مميزة من خلال الأكاديمية الأقوى للفوركس و الأسواق العالمية MENA
