عقب بيانات السندات الأمريكية تراجعت أسعار الذهب خلال جلسات اليوم الأربعاء, عن أعلى مستوى منذ نحو عامين، فى ظل نشاط كبير فى عمليات التصحيح وجني الأرباح، بالإضافة إلى تأثير ارتفاع عائد سندات الخزانة الأمريكية على سعر المعدن الثمين, إلى ذلك تترقب الأسواق الأحداث الجيوسياسية والاقتصادية بين روسيا والغرب.
تداول الذهب
انخفضت أسعار معدن الذهب اليوم الأربعاء بحوالي 2.5% إلى 2,003.71$، من مستوى افتتاح جلسات اليوم عند 2,051.57$، وسجلت أعلى مستوي عند 2,058.78$، وحققت أسعار الذهب صعوداً بنسبة 2.6%، بفعل تسارع عمليات شراء المعدن كملاذ آمن, وسجل معدن الذهب يوم الثلاثاء مستوى قياسي جديد فى 19 شهرا عند 2,070.02 $ للأونصة.
ارتفعت حيازات الذهب لدى صندوق SPDR Gold Trust اكبر صناديق المؤشرات العالمية المدعومة بالذهب بالأمس بحوالي 4.64 طن متري، حيث ازداد الإجمالي إلى 1,067.34 طن متري.
بيانات السندات الأمريكية
ارتفع عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات بنحو 3.0%، ما يضغط بشدة على أسعار الذهب، كون المعدن الثمين أصل غير مدر للعائد يرتفع تكلفته مع ارتفاع عائد السندات, تأتي تلك التطورات فى سوق السندات الأمريكي بدعم رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي “جيروم باول” الذي أكد على رفع أسعار الفائدة الأمريكية لأول مرة منذ عام 2018 خلال اجتماع السياسة النقدية المقرر عقده الأسبوع المقبل.
وتترقب الأسواق غداً الخميس صدور بيانات التضخم الرئيسية فى الولايات المتحدة، لاستبيان مدى تزايد الضغوط التضخمية على صانعي السياسة النقدية الأمريكية، حيث من المتوقع أن يسجل مؤشر أسعار المستهلكين مستوي تاريخي جديد خلال فبراير الماضي.
الأزمة بين روسيا واوكرانيا
تتواصل الحرب الروسية الأوكرانية ليومها الـ14 وفي مستجداتها, حذرت روسيا الغرب من أنها تعكف على تجهيز رد واسع النطاق على العقوبات “سيكون سريعا ومؤثرا وينال من معظم القطاعات المهمة”.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن مدير إدارة التعاون الاقتصادي بوزارة الخارجية دميتري بيريتشيفسكي، قوله إن “رد فعل روسيا سيكون سريعا ومدروسا وملموسا”.
يذكر أن الرئيس الأمريكي “جو بايدن” قال أن الولايات المتحدة ستحظر واردات النفط والغاز الروسية ، وجاء القرار بعد تصويت مجلس النواب الأمريكي على قانون يشرع حظر استيراد منتجات الوقود من روسيا، فى تصعيد جديد بالعقوبات الأمريكية على الكرملين بعد إعلان الحرب على أوكرانيا.
وأعلن الاتحاد الأوروبي عن خطة للتخلي عن الوقود الأحفوري الروسي، وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية “أورسولا فون دير لاين” فى بيان صحفي, لا يمكننا ببساطة الاعتماد على مورد يهددنا صراحة, كما أعلنت المملكة المتحدة البريطانية عن خططها الخاصة للتخلص التدريجي من اعتمادها على واردات النفط الروسية بحلول نهاية العام.
إلى ذلك, قدرت مجموعة “جولدمان ساكس” أن أكثر من نصف النفط الروسي المصدر من الموانئ ظل غير مباع ،فى حين قدر جي بي مورغان أن حوالي 70% من النفط الروسي المنقول بحرا كان يكافح للعثور على مشترين.
وتقول روسيا إن أوروبا تستهلك حوالي 500 مليون طن من النفط سنويا، وتورد روسيا لها حوالي 30 بالمئة من هذه الكمية، أي 150 مليون طن، بالإضافة إلى 80 مليون طن من البتروكيماويات.
في غضون ذلك, أصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قراراً بتقييد أو حظر واردات وصادرات بعض المنتجات والمواد الخام من روسيا في عام 2022.
وقالت وكالة الأنباء الروسية “ريا نوفوستي” إن القرار الذي وقعه بوتين كان بشأن “تدابير اقتصادية تهدف إلى ضمان أمن روسيا”, مضيفةً أن “الحكومة الروسية لم تحدد بعد قائمة بتلك المنتجات، وسيتعين على الحكومة تحديد قائمة الدول التي سيطبق عليها القرار في غضون يومين”.
وذكرت “ريا نوفوستي” أن هذه القيود “لن تشمل المنتجات أو المواد الخام التي يتم نقلها لتلبية احتياجات الروس الشخصية”.
ميدانياً, بدأ اليوم سريان وقف إطلاق النار المؤقت في أوكرانيا، بغية إجلاء المدنيين من العاصمة كييف، بالإضافة إلى مدن خاركيف وتشرنيهيف وسومي وماريوبول، بينما فرضت المملكة المتحدة عقوبات جديدة على الطيران الروسي.
وقال أليكسي ريزنيكوف نائب رئيس الوزراء الأوكراني إن القوات المسلحة وافقت على وقف إطلاق النار في المناطق التي توجد فيها ممرات إنسانية من الساعة 9 صباحا حتى 9 مساء.