سوق تداول العملات الفوركس من أكثر الأسواق المثيرة للجدل، وفي هذا الدرس سنذكر أشهر خرافات عن الفوركس عبر شبكة الانترنت.
فالكثير من المستثمرين في سوق الفوركس تخطو حواجز عالية من الارباح في تداولاتهم بشكل فردي.
لكن هذا لا ينفي حقيقة المخاسر أيضاً فالكثير من متداولي الفوركس خسروا كثيراً أثناء استثمارهم!
هذا الامر وغيره من الامور ساعدوا على خلق الكثير من الخرافات حول سوق الفوركس لدى المستثمرين؟
ولكي يتم نقد هذه الخرافات بموضوعية كي لا يقع المتداولين الجدد في شباكها؛ سنقوم باستعراض بعض الافكار الخاطئة عن العمل في سوق الفوركس.
خرافات عن الفوركس
مئة دولار ستجني لك عشرات آلاف الدولارات
الخرافة الأكثر انتشاراً والتي يتم تسويقها من قبل الكثير من الوسطاء، أي أن استثمارك بمبلغ صغير سيحقق مرابح طائلة.
في الواقع هذا كلام لا يصدقه العقل أو بالأدق نادر الحدوث وبنسبة ضئيلة جدا جدا وتتوفر امكانية تحقيق ذلك عند حدوث حدث غير عادي كل (10-20) عام كخبر جيوسياسي له آثر كبير على المؤشرات الاقتصادية.
مثلما حدث على زوج الدولار الامريكي مقابل الليرة التركية USD/TRY بعد الازمة الاقتصادية التركية وانهيار عملة الليرة التركية امام الدولار الامريكي.
هذه الخرافة ليست واقعية، فالواقع في سوق الفوركس يقول انه كلما كانت هناك امكانية لتحقيق ربح اكبر كلما زادت المخاطرة وامكانية خسارة المبلغ كاملاً.
استراتيجية مضمونة لتحقيق الربح
الخرافة الثانية التي يتم الترويج لها ونسمعها بشكل كبير من قبل متداولي الفوركس هو بحثهم عن استراتيجية مضمونة لتحقيق الربح.
وبما أن سوق الفوركس مبني على الربح والخسارة هذا يعني أن احتمالية الخسارة واردة أيضاً ولا يوجد ما يسمى استراتيجية ربح مضمونة.
الواقع هو أن المتداول عليه بناء استراتيجيته الخاصة القائمة على زيادة المرابح وتقليل المخاسر.
ولا يوجد أي شخص او مؤسسة او جهة قادرة على معرفة اتجاه السوق سواء ارتفاع او هبوط حتى المحقق كونان نفسه لا يستطيع الجزم بأن السوق صاعد أم هابط، ولكن هناك بعض الامور التي تساعد في تنبؤ اتجاه السوق.
فلان خسر كل ما يملك وباع بيته
يشعر الكثير من العملاء خاصة الجدد منهم بشعور الفشل في تجارة الفوركس خاصة لو لم يحظى بأرباح بعد.
أو كان محاطاً بمن يفقدونه حماسه اثناء تداولاته، مع ضرب أمثلة لعدد ممن فشلوا في هذا العمل، هذه الخرافة تفقد الكثير من المتداولين حماسهم.
فالكثير من المتداولين الذين لم يكونوا موفقين في بداية عملهم واتخذوا قراراً بالتوقف عن التداول، لم يكونوا يعلموا كم كانوا قريبين من النجاح.
فالواقع يقول انه إذا توفر لدى المتداول عزيمة وارادة ومعرفة وخبرة في سوق الفوركس فاحتمالية تحقيقه النجاح واردة جداً.
التداول على الحساب التجريبي والحساب الحقيقي متشابه
ذكرنا سابقاً ان منصات التداول المختلفة توفر امكانية فتح حساب تجريبي لتعليم وتدريب المتداولين الجدد.
وأيضاً لتجريب الاستراتيجيات للمتداولين المحترفين وبشكل مجاني برصيد حساب غير حقيقي.
ويعتقد الكثير من المتداولين أنه اذا حقق نجاحات في التداول على الحساب التجريبي فإنه بالتأكيد سيحقق نجاحات اثناء التداول على الحساب الحقيقي.
هذا الامر خاطيء تماماً فعاطفة المتداول الذي يقوم بالتداول على حساب تجريبي تختلف تماماً عن عاطفة المتداول الذي يقوم بالتداول على حساب حقيقي.
لست بحاجة لتعلم التداول فبإمكاني شراء برنامج تداول آلي
هذا الاعتقاد أقرب ما يكون للمقامرة أو الحظ وهذه خرافة كبرى بدون اكتساب العلم والخبرة اللازمين لادارة البرنامج.
فتجارة الفوركس مثلها مثل أي تجارة كانت تحتاج عامل الخبرة والمعرفة لينجح الاستثمار.
التحكم في السوق
عندما اقوم بالتداول على حسابي الحقيقي بمبلغ صغير فسيقوم القائمون على السوق بتحريك السوق لأربح.
وبعدها اقوم ببيع ما املك لافتح حساب حقيقي ويقومون بتحريك السوق لجعلي أخسر.
هذه الخرافة من أكثر الخرافات المتعلقة بسوق الفوركس في مختلف الجنسيات واللغات والثقافات حول العالم. وهي امر خاطيء تماماً.
أولا لان السوق العالمي مراقب على مدار الساعة من عدة جهات وهو سوق غير مركزي ويقوم بالتداول فيه يومياً ملايين الاشخاص والشركات والجهات.
وحجم التداولات اليومية يصل إلى 5-6 ترليون دولارً، وامكانية التلاعب بالاسعار اكثر تكلفة وصعوبة من حجم رأس مالك بأكمله.
ولكن ما حدث معك هو أنك قمت بالتداول بعاطفية، فالمبلغ الصغير في حسابك الحقيقي لم تشكل خسارتك له أي مشكلة لك، وبالتالي التداول بدون قيود عاطفية.
اما المبلغ الكبير فتشكل لك خسارته تهديد كبير وبالتالي قرارات البيع والشراء يتم اتخاذها بعاطفية وفرصة الخسارة هنا اكبر بكثير.
وسنقوم بنهاية هذه السلسلة التعليمية بشرح بعض الدورس والعبر والاستراتيجيات المتعلقة بالتداول العاطفي وكيفية السيطرة عليه لتحقيق النجاح في السوق.
تابع دروس أكاديمية الفوركس المجانية من MENA لتعلم الفوركس من الصفر وحتى الاحتراف