تزخر شبكات تعلم التداول بالعديد من الاستراتيجيات الفنية، ولكن كحال التحليل الفني يعتبر التحليل الأساسي أيضاً منهجاً تحليلاً لا يقل أهمية، وتعتبر استراتيجية تداول المناقلة أو ما يعرف بالكاري تريد “Carry trade” أو التداول المحمول أحد الاستراتيجيات التي تعتمد بشكل كامل على منهج التحليل الاساسي الذي يوفر نظرة أعمق للسوق، ويمكن اعتبار استراتيجية تداول المناقلة أبسط الاستراتيجيات التي تعتمد على هذا المنهج التحليلي، فهي تستند بشكل كامل على التغير في معدلات أسعار الفائدة للعملتين المكونتين للزوج.
يشار إلى أن أسعار الفائدة توفر نظرة شاملة لحالة الاقتصاد الكلي للدولة ويتم تغييرها بناء على معطيات الاقتصاد الكلي، وهي أوضح الطرق وأكثر وسائل البنوك المركزية لمواكبة التغيرات الاقتصادية فمن خلالها يمكن التعرف على اتجاه قوة أو ضعف العملة، حيث أن الدول التي تمتلك قدرات اقتصادية ضعيفة أو متوسطة يكون فيها معدل الفائدة منخفض نسبياً كونها أحد وسائل البنك المركزي لتشجيع الاستثمار الائتماني من خلال الفائدة التي تقدمها البنوك المركزية على الاقتراض من المستثمرين والعكس، أما الدول ذات الاقتصاد القوي المتطورة, تحافظ على معدل فائدة أعلى للاستمرار في نمو الناتج المحلي الاجمالي مع الحفاظ على معدلات التضخم تحت السيطرة، الأمر الذي يدفع قيمة العملة للارتفاع؛ وكذلك يعتبر مؤشر على امكانية ارتفاعها أيضاً.
مبدأ عمل استراتيجية تداول المناقلة
تقوم فكرة الاستراتيجية على تداول زوج عملات أحدها ذو فائدة مرتفعة والآخر ذو فائدة أقل، من خلال شراء العملة ذات الفائدة العالية, وبيع العملة ذات الفائدة المنخفضة، الأمر بسيط إلى حد كبير، فعند شراء عملة ذات قيمة متدنية(معدل فائدة أقل) مثل الين الياباني على سبيل المثال واستثمار الأصول في عملة ذات قيمة أعلى مثل الدولار الاسترالي، ما حدث هنا هو شراء عملة التمويل بعملة الاسثتمار وهي الدولار الاسترالي، عملياً تتدفق رؤوس أموال المستثمرين من اليابان إلى استراليا, لأن المركزي الاسترالي يقدم فائدة أعلى وبالتالي ارتفاع الطلب على الدولار الاسترالي خاصة عندما يشعر المستثمرين بضعف عام في أمان المناخ الاستثماري بالتالي ترتفع قيمة الزوج ككل AUDJPY ويظهر هذا الأمر من خلال الرسم البياني للزوج الذي يشهد معدلات تقلب عالية جداً من الممكن استثمارها لتحقيق عائد ربحي.
كيف نحدد أفضل أداة مالية لاستراتيجية تداول المناقلة Carry Trade؟
يمكن القيام بهذا الأمر بخطوات بسيطة جداً من خلال منصة التداول Meta Trader 4، من خلال نافذة مراقبة السوق في المنصة Market watch نقوم بالضغط بزر الفأرة اليمين على أي من أزوج عملات والتحقق من مدى ملائمته للاستراتيجية ومن ثم الضغط على اختيار “مواصفة Specifications”.
من خلال النافذة الجديدة نقوم بالبحث عن “السواب الطويل Long swap” فإذا كانت القيمة موجبة فإنها الدلالة الأولى على مناسبة الزوج للاستراتيجية.
نتحقق من الرسم البياني الأسبوعي للأداة المالية، ومن ثم نبحث عن ترند عام واضح سواء كان صاعداً أم هابطاً، بالتالي ترتكز جميع تداولاتنا من خلال الاستراتيجية على التداول مع الترند وليس عكسه، ويمكن الملاحظة مثلاً أن الأداة المالية محل الدراسة AUDJPY هنا قامت بتشكيل ترند صاعد واضح ابتداءاً من عام 2002 وحتى نهاية عام 2005 وهي فترة زمنية كبيرة وجيدة جداً لتحقيق أرباح مهولة باستخدام الاستراتيجية من خلال الدخول بشكل مستمر في صفقات مع اتجاه الترند عند ملامسة حدود القناة السعرية.
ما هي مميزات الاستراتيجية؟
1- تستخدم للتداول على المدى الطويل فقط، فقد يتم الدخول في صفقة لعدة أسابيع مثلاً، ويتم التحقق منها على أطر زمنية عالية مثل الاطار الزمني الأسبوعي، وحتى عمليات التصحيح قد تستغرق فترة طويلة جداً الأمر الذي قد يسبب ارباك لعملية التحليل فتكون القدرة على تمييز التصحيح من تغيير الاتجاه ليست بالكبيرة.
2- تصنف ضمن الاستراتيجيات ذات المخاطرة القليلة جداً، فالتداول يكون مع الاتجاه العام وبحجم صفقة بسيطة وتستمر لعدة شهور.
3- تحفز المتداول من خلالها على متابعة جميع المؤثرات الأساسية من أخبار أسعار الفائدة والناتج المحلي الاجمالي وغيرها من الأمور.
4- استراتيجية عمل بسيطة ولا تتطلب مهارات تحليلية عالية ولكن تتطلب مهارات تداول شخصية ونفسية بقدر أعلى مثل القدرة على المحافظة على رصيد الصبر أثناء التداول.
المزيد من استراتيجيات التداول عبر أكاديمية MENA