يشارك الذكاء الاصطناعي بشكل كبير في تغيير العالم وتقدمه، خاصة في السنوات القليلة الأخيرة، حيث تغيرت العديد من القطاعات في مختلف المجالات والصناعات. ولكن بالرغم من الإيجابيات الكبيرة التي منحها الذكاء الاصطناعي للعالم، إلا أنه هناك عدة سلبيات قد تهدد المجتمع والأفراد. وسوف نستعرض في هذا المقال المخاطر والسلبيات التي قد تنتج عن الذكاء الاصطناعي، وكيفية تلاشي هذه المخاطر وتجنبها، لتحقيق التوازن بين مميزات الذكاء الاصطناعي ومخاطره.

المخاطر المحتملة لاستخدام الذكاء الاصطناعي
هناك بعض المخاطر التي قد تنتج عن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي، أهمها ما يلي:
1. مخاطر اقتصادية، زيادة البطالة
تعتبر المخاطر الاقتصادية أحد أبرز المخاطر التي قد تنتج عن الذكاء الاصطناعي، والاعتماد عليه في الوظائف قد يتسبب في التأثير على سوق العمل بسبب تقنيات الأتمتة، واستخدام الذكاء الاصطناعي كبديل للعنصر البشري في الوظائف التي تتطلب مهام متكررة وروتينية، مثل الصناعات الثقيلة، مثل صناعة السيارات، وقطاع الخدمات، مثل خدمة العملاء، وتحليل البيانات، حيث يتم الاعتماد على البرمجيات الذكية والروبوتات.
قد تؤدي تلك التطورات إلى اختفاء عدة وظائف، خاصة التي تعتمد على الأيدي العاملة متوسطة أو منخفضة المهارة.
بالإضافة إلى ما سبق، قد يتسبب الذكاء الاصطناعي في حدوث فجوة اقتصادية بين الأفراد والمجتمعات، وأيضاً فجوة بين أصحاب المهارات الذين يمكنهم مواكبة التطورات التكنولوجية والتقنية، وبين الأفراد الذين لا يستطيعون ملاءمة هذه التطورات السريعة.
2. المخاطر الأمنية للذكاء الاصطناعي والهجمات الإلكترونية والاختراقات
قد يتسبب الاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي في التعرض للهجمات الإلكترونية. هناك بعض الجهات الخبيثة التي قد تستخدم تقنيات تعلم الآلة في تطوير هجماتها السيبرانية بشكل معقد وشديد القدرة على اختراق الأنظمة الدفاعية.
مثلاً، قد يستخدم الذكاء الاصطناعي في تطوير بعض البرامج الضارة، مثل البرامج التي يمكنها التعلم والتكيف واختراق الأنظمة لزيادة فاعليتها في استهداف المؤسسات والأفراد. ولا يتوقف ذلك على اختراق البيانات فقط، بل يمكن أن يتم اختراق العمليات المالية والتجارية، ما يسبب أضرار اقتصادية كبيرة.
شاهد: استخدامات الذكاء الاصطناعي في التداول كيف يحسن AI من جودة الحياة الاقتصادية
3. مخاطر الخصوصية واختراق البيانات
في ظل الاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، أصبح من الصعب الحفاظ على الخصوصية بشكل تام. مثلاً، تقنيات الذكاء الاصطناعي المتخصصة في التعلم العميق، وتحليل البيانات الضخمة تقوم في الأساس على تجميع المعلومات والبيانات الشخصية، ما يسبب زيادة التخوفات تجاه المحافظة على سرية البيانات وخصوصيتها.
إذا لم يتم وضع قوانين صارمة لتنظيم طريقة جمع المعلومات واستخدام البيانات بشكل سليم، قد يتعرض الأفراد لانتهاك الخصوصية. مثلاً، في بعض الأحيان يتم استغلال البيانات في أغراض سياسية أو تجارية غير أخلاقية، أو يتعرض الأفراد لمخاطر استغلال معلوماتهم الشخصية أو التلاعب بها.
4. المخاطر الأخلاقية: القرارات التلقائية
هناك بعض التحديات الأخلاقية التي قد تصاحب استخدام الذكاء الاصطناعي في اتخاذ القرارات المرتبطة ببعض الأمور الشخصية للأفراد، مثل مجالات الرعاية الصحية. قد يستخدم الذكاء الاصطناعي في تشخيص الأمراض، ووضع النتائج الطبية، ولكن قد يكون التشخيص غير سليم ما يعرض حياة المريض للخطر، ولذلك لا يمكن الاستغناء بشكل تام عن العنصر البشري.
علاوة على ذلك، قد يكون هناك قلق بشأن الميول المتحيزة في الأنظمة الذكية. على سبيل المثال، إذا تم تدريب نموذج الذكاء الاصطناعي باستخدام بيانات تحتوي على تحيزات تاريخية، فقد يتسبب هذا في أن يكون القرار الذي يتخذه النظام غير عادل أو متحيز ضد فئة معينة من الأشخاص.
تابع معنا : الدرس (100): الذكاء العاطفي والتداول في سوق الفوركس
5. مخاطر الاستقلالية والتحكم: عدم السيطرة
من أبرز مخاطر الاعتماد على الذكاء الاصطناعي المثيرة للقلق، هو احتمالية فقدان العنصر البشري سيطرته على التقنيات الذكية. إذا تقدمت تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل كبير مع مرور الوقت، سوف يصبح من الصعب السيطرة عليها والتحكم فيها أو مراقبتها.
مثلاً، عدم إمكانية التحكم في سلوك الأنظمة الذكية أو فهمها قد يسبب اتخاذ قرارات ضارة أو غير متوقعة، وهناك احتمالات أسوأ أن يحدث ما يطلق عليه بـ “الذكاء الاصطناعي العام”، وهو أحد أنواع الذكاء الاصطناعي التي تتسم بقدرتها على التعلم والتفكير دون الاعتماد على البشر، وهذا قد يؤدي إلى فقدان البشر تأثيرهم على هذه الأنظمة.
6. المخاطر المتعلقة بإمكانية التلاعب: معلومات مضللة أو أخبار زائفة
يستطيع الذكاء الاصطناعي إنشاء محتوى ذو معلومات مزيفة أو مضللة، من خلال بعض التقنيات مثل تقنيات توليد الصور والنصوص والفيديوهات، ويقوم بإنتاج معلومات زائفة بالرغم من أنها تبدو حقيقة. وقد يتم استخدام هذه الإمكانيات في توليد أخبار زائفة تتعلق بالقضايا الاجتماعية أو السياسية وعرضها على الرأي العام.
يمكن أيضاً تزييف الانتخابات أو الحملات السياسية باستخدام الذكاء الاصطناعي، ما يؤثر بشكل سلبي على قرارات المجتمعات والأفراد، وسير العملية الديمقراطية.
ولذلك يمكن القول أن الذكاء الاصطناعي هو وسيلة رائعة لتحسين كفاءة العمليات الإنتاجية، وتطوير المجتمعات بشكل جيد، ولكن استخدامه بشكل سيء قد يسبب العديد من المخاطر والسلبيات التي يجب الانتباه إليها. كما يجب تنظيم ومراقبة تقنيات الذكاء الاصطناعي، لضمان أنها تستخدم بشكل أخلاقي وآمن، من أجل تحقيق التوازن بين الحفاظ على حقوق وخصوصيات الإنسان والابتكار التكنولوجي. وهذا يعتبر من أكبر التحديات التي تواجه العصر الحديث، ولكنه أساسي لتحقيق نتائج إيجابية ودائمة للجميع.
تمتع بتجربة تداول مميزة من خلال الأكاديمية الأقوى للفوركس و الأسواق العالمية MENA