تعتبر إدارة المحافظ الاستثمارية واحدة من أهم مفاهيم الاقتصاد على صعيد الأفراد والمؤسسات والتي ترغب في تنويع مصادر الأرباح والحد من المخاطر المالية، وقد تشمل المحفظة الواحدة أسهماً وسندات في صندوق واحد أو أكثر من صندوق, أو تتوزع بين الأسواق في دولة واحدة أو أكثر على سبيل تحقيق أهداف المحافظ الاستثمارية.
وبسبب أهمية محافظ الاستثمار في ادارة رأس المال, أصبح الاهتمام أكثر بكيفية إدارة المحافظ الاستثمارية، أي يتم اختيار الأسهم والسندات واتباع الاستراتيجيات التي تضمن أقل نسبه مخاطرة وأعلى فرصة لتحقيق عوائد وأرباح للمستثمر، ولكي يتمكن المستثمر من إدارة المحافظ الاستثمارية، يتطلب الأمر امتلاك خبرة ودراسة علمية في هذا المجال وكذلك إمكانيات مادية، لتحديد المخاطر المتوقع حدوثها والظروف التي تواجهم عند تكوين المحافظ الاستثمارية.
إدارة المحافظ الاستثمارية؟
من أكثر الأسئلة الشائعة والتي تتكرر في سوق الاستثمار, كيفية إدارة المحفظة الاستثمارية؟! والإجابة ببساطة ترتبط باستراتيجية وأسس علمية وسلسلة متتابعة من القرارات والخيارات، أما عن أساليب الادارة الصحيحية فتختلف تبعاً للمرحلة التي يكون بها، بداية من مرحلة الانشاء والتأسيس، أي اختيار الأصول الاستثمارية ونسبة كل منها في المحفظة الاستثمارية، وصولاً الى مرحلة بدء النمو وتحقيق عائدات مالية وأرباح، مع الإشارة إلى أنه من الضروري على المستثمرين ادارة المحافظ الاستثمارية الخاصة بهم بشكل منتظم لإبقائها متوازنة في ظل ظروف السوق المتقلبة؛ والحد من المخاطر المالية وتحقيق أعلى عائد ممكن.
أسس إدارة المحافظ الاستثمارية
1. التخطيط: يشمل التفكير وتحديد قائمة الأوراق المالية التي تتناسب مع أهداف المستثمر واحتياجاته للحد من المخاطر فإذا كان المستثمر يرغب بنمو رأس ماله الآن, عليه أن يحقق المكاسب في وقت لاحق.
2. التحفظ والتعقل: يجب أن يكون المستثمر متحفظاً وعقلانياً عند اتخاذ القرارات الاستثمارية وأن يكون متزن في سلوكه الاستثماري عند إعداد محفظة استثمارية، إذ أن أهمية التحفظ تكمن في ابتعاد المستثمر عن المخاطر.
3. التوقيت: من العناصر الهامة في نجاح الاستثمار، فالأسواق دائماً متقلبة وفقاً لظروف الاقتصادية والأجواء السياسية؛ بالتالي من المهم اختيار الوقت المناسب للتداول في أصول المحفظة الاستثمارية، للحد من الخسارة والحصول على العوائد المالية المخطط لها.
4. المراقبة والمتابعة: إدارة المحافظ الاستثمارية تتطلب من المستثمر مراقبة أسعار الأدوات الاستثمارية في محفظته ومتابعتها، فبعض المستثمرين يقومون بشراء الأسهم والاحتفاظ بها دون إعادة النظر فيها بشكل دوري.
5. الاعتماد على المتخصصين: طلب المساعدة من أصحاب الخبرات المالية في ادارة المحافظ الاستثمارية.
ادارة المحفظة الاستثمارية المثلى!
هناك العديد من العوامل التي تتطلب الانتباه لها عند بناء وإدارة المحافظ الاستثمارية؛ وهي كالتالي:
1- إعادة التقييم: هو إجابة على تساؤل كيف أدير محفظتي الاستثمارية؟ نجاح التداول الاستثماري وتحقيق العائدات المالية التي يسعى لها المستثمر تعتمد على إعادة التقييم؛ إذ يقع على المستثمر مراقبة أداء الأصول الاستثمارية الخاصة بمحفظته بشكل دوري، وتقييم حجم العائدات بالنسبة لمستوى المخاطر، بالتالي إما الاستمرار في نفس طريقة التداول أو إجراء تعديلات على أنواع ونسب الأصول بما يتناسب مع التغيرات المحتملة على السوق الاستثماري.
2- تنوع الأصول المالية: يعطي فرصة أكبر لكسب العوائد المالية، خاصةً وأن الأصول المالية سواء سندات أو أسهم لديها مستويات مختلفة من معدلات النمو والاستقرار، بعضها يميل الى الثبات النسبي وبعضها متغير بشكل سريع، والأفضل هو اختيار الأصول المالية التي تكون متوازنة، لأن ذلك يزيد من فرص تحقيق الأرباح وكذلك الحد من المخاطر والخسائر الكبيرة.
3- حجم المخاطرة: زيادة حجم المخاطرة يقابلها زيادة في حجم الأرباح او الخسائر المحتملة, لذلك من أهم الخطوات التي يجب على المستثمر اتخاذها عند فتح محفظة استثمارية, عملية تقييم لقدرة المستثمر على تحمل المخاطر وتقدير الوضع المادي، في سبيل تقليل نسب المخاطرة والخسائر.
4- استعادة التوزان: نظراً لظروف السوق المتقلبة والحركة الدائمة، فإن الأصول المالية سوف تختلف مع مرور الوقت، لذلك لن تحتفظ بها للأبد، لذلك يجب إعادة النظر كل فترة واستبدالها حتى لا تؤثر على حجم العائدات المالية وتكون أكثر قدرة على تحمل المخاطر .
أنواع المحافظ الاستثمارية
يمكن تقسيم المحافظ الاستثمارية حسب الأهداف ودرجة المخاطرة الى سبعة أنواع، بحيث يساعد ذلك على توفير الوقت والجهد في اختيار المحفظة المناسبة؛ وهي كالتالي:
1. محافظ العوائد: تهدف الى تحقيق دخل ثابت ومستقر للمستثمر بقليل من المخاطر، هنا تظهر كفاءة مدير المحفظة في البحث عن الأوراق المالية التي تدر على أعلى العوائد.
2. محافظ الأرباح: تهدف الى تحقيق أرباح جيدة بغض النظر دائمة أو غير دائمة.
3. محافظ الأرباح والعوائد: تحتوي على أشكال وأنواع مختلفة من الاستثمارات فمنها استثمارات لأغراض العائد ومنها استثمارات لأغراض ربحية.
4. المحفظة المهاجمة: يهدف هذا النوع تحقيق فوائض في القيمة، ويمكنها تحمل مخاطر كبيرة؛ لذلك تسمى بالمحافظ الحركية التي تعمل على زيادة استغلال الفرص.
5. المحفظة الحذرة: تهدف الى تأمين زيادة راس المال، ولكنها في نفس الوقت تسعى الى تحقيق عائد معين، لذلك فالمحفظة الحذرة تعتمد في تكوينها على التوفيق بين نمو الدخل وانتظام العوائد، في ذات الوقت يجب أن يتم تطبيق بعض التحكيم، ويكون ذلك بين الدخل والعائد المحقق في الوقت الطويل والدخل والعائد المحقق في المدى القصير.
6. المحافظ التقليدية: تتميز عن المحافظ الأخرى بأنها تبحث عن الفرص الجيدة لاستغلالها في السوق، ومن اهتمامات هذه المحفظة زيادة رأس المال وأيضاً الحصول على نتائج جيدة في مختلف ظروف السوق وتحمل المخاطر بدرجه معينة.
7. المحفظة المضاربة: تعتبر الأكثر خطورة من بين جميع المحافظ الاستثمارية والسبب يعود الى تحققيها عائد كبير جداً أو تكبدها خسائر عالية جداً أي لا يوجد وضع وسط بين الحالتين.
أهداف المحافظ الاستثمارية
- الحفاظ على رأس المال الأصلي, لأنه الأساس في استمرار المستثمر في التداول, واستقرار الحصول على العوائد وفقاً لأهداف المستثمرين المختلفة ووفق طبيعة أصول المحفظة الاستثمارية التي تتشكل بناءاً على هذه الرغبات.
- التنوع في الأصول المالية (الأسهم والسندات) وغير ذلك, لتقليل المخاطر التي من المحتمل أن يتعرض لها المستثمر خلال تداولاته.
- النمو والزيادة في رأس المال.
مكونات المحفظة الاستثمارية
تتكون المحفظة الاستثمارية من أصول أو أوراق مالية مختلفة، وقد يلجئ المستثمر لاستشارة مستشار مالي كي يتأكد من صحة الاختيار وتوازنه بما يضمن تحقيق أعلى عوائد ممكنة, ونمو رأس المال بأمان, والحد من المخاطر.
أهم أنواع أصول المحافظ الاستثمارية
1. الأسهم
يعتبر هذا المكون من أكثر الأصول المستخدمة في المحافظ الاستثمارية، والسهم يمثل جزء أو حصة من شركة ما، ويعتبر المستثمر مالكاً لجزء من الشركة على حسب عدد الأسهم التي يمتلكها في المحفظة الاستثمارية الخاصة به، أما عن أهم مميزات الأسهم التي تجعلها مفضلة, أن الاستثمار يعود بالنفع عند توزيع الأرباح التي تقسمها الشركة على المساهمين، وأيضاً زيادة الأرباح ونمو رأس المال مع نمو ونجاح الشركة.
2. السندات
أوراق تمثل قيمة معينة تقوم الشركة ببيعها للمستثمر في إطار استثثمار المال في تمويل الشركة وتوسعها، وتلتزم الشركة بإرجاع قيمة السندات بعد مدة محددة مع قيمة الفائدة، بالإضافة إلى أنها تتداول بأسواق المال مثل الأسهم، فإذا زادت قيمة السند انخفض العائد عليه والعكس صحيح.
3. الاستثمارات البديلة:
يعتبر هذا النوع من الاستثمارات أقل الأنواع استخداماً في التداول من بين الأسهم والسندات، ويمثل أصول استثمارية قابلة للنمو مثل العملات والعقارات، المعادن الثمينة، النفط والطاقة وغيرها من الأصول.
مزايا المحفظة الاستثمارية
1. التنويع في الاستثمار: يحقق القاعدة الاستثمارية التي تقول (لا تضع كل البيض في سلة واحدة)، ذلك ما يسمح للمستثمر بأن يوزع رأس ماله على أكثر من أداة مالية بنسب متفاوتة حيث يعتبر أسلوب لإدارة المخاطر، لأن اختلاف أصول المحفظة يعتبر عنصر مهم في تقليل المخاطر، ويزيد من تحقيق العائد المستهدف.
2. نهج الاستثمار المبسط: يعتبر امتلاك محفظة استثمارية أمر مهم جداً للمستثمرين الذين يحرصون على اتباع طرق منظمة لاستثماراتهم، لأن جميع أصولهم المالية تم اختيارها بشكل مناسب بناءاً على نسبه المخاطرة ومعدل العائد خلال فترة زمنيه محددة، حيث تكون قرارات التداول بناءاً على تحاليل مدروسة وقرارات موضوعية، مع وجود هدف واستراتيجية للاستثمار.
3. المرونة في أسلوب الاستثمار: أحد أهم مزايا المحفظة الاستثمارية، وتكون مناسبة لكلا النوعين من المستثمرين النشطين والسلبيين.
- المستثمر (النشط) هو من يبيع ويشتري بشكل مستمر بالأوراق المالية؛ الأمر الذي يفرض عليهم معاملات أكثر وعائدات ضريبيه أعلى.
- المستثمر (الغير نشط) لا يرغب بتحمل تكاليف المعاملات الضخمة والعائدات الضريبية؛ لذلك يلجاً لشراء الأوراق المالية والاحتفاظ بها للحصول على عوائد في المدى البعيد.
4- التحليل الآمن للمحفظة الاستثمارية: قبل البدء بالاستثمار من المهم إجراء دراسة تحليلية للسوق، ومميزات الوسيط الذي يطرح المحفظة الاستثمارية.
كيف يمكن قياس عوائد المحافظ الاستثمارية؟