يعد الحديث عن أشكال تعويم العملات من أهم الموضوعات التي لا بد للمستثمرين والشركات المالية التعرف عليها، إذ أنه وعلى غرار ذلك، يمكن القول إن النظام المالي الاقتصادي يضم قسمين أساسيين، سنتطرق للحديث عنهما بالتفصيل خلال هذه المقالة، وعليه، فإن تعويم العملات يحمل شكلين رئيسيين وهما: “التعويم المُوجة، والتعويم الخالص”.
أشكال تعويم العملات
هناك نوعان من أنواع التعويم، وهما (التعويم المُدار “الموجه”، والتعويم المُطلق ” الخالص”، وحسبما يرى المتخصصين في مجال الاقتصاد القومي فإن هذين الشكلين متناقضين فالأول تتدخل به الحكومات والمصارف المركزية، في حين أن الأخير فهو مرتبط بآليات ومعايير السوق.
التعويم المُوجه
يعتبر هذا النوع إحدى الأشكال الأساسية لنظام تعويم العملة على مستوى العالم، إذ يتم من خلاله تحديد سعر صرف عملة بلد ما بواسطة معايير وآليات العرض والطلب الخاصة بالأسواق.
وفي هذا الشكل من أشكال تعويم العملات تتدخل الحكومات والجهات الرسمية مثل البنوك والمصارف المركزية في تحديد سعر صرف العملة في الأسواق، ونجد أن ذلك يحدث وفقاً لاحتياجات الدولة خلال فترة زمنية معينة، أو بغية التأثير المباشر على معايير العرض والطلب الخاصة بالعملات الأجنبية الأخرى.
في حين أن معظم رواد الاقتصاد في العالم يطلق على هذا الشكل اسم التعويم المُدار، حيث تتميز بالحرية المطلقة في تحديد سعر صرف العملة العائمة، وفقاً للعرض والطلب.
وإضافة إلى ذلك، فإن هذا تعويم العملة المُوجه يتم من خلال تدخل ملموس من قبل الحكومات والجهات المالية في البلاد صاحبة العملة العائمة، وخاصة في الحالات الصعبة التي تكون بحاجة لتوجيه سعر صرف العملة المحلية مقابل العملات الأجنبية الخارجية، وفي الغالب يحدث التعويم المُوجه بناءً على أمرين مهمين وهما، الأول التدخل الحكومي ويتم كاستجابة سريعة وفورية لسلسلة من المتغيرات التي قد تحدث في الأسواق مثل الفجوة الكبيرة بين آليات العرض والطلب في السوق ، أما عن الثاني فهو مرتبط بآليات معايير العرض والطلب و يتم بناءً على معطيات العرض والطلب التي قد تحدث في السوق المالي المحلي.
من ناحية أخرى، جعلت التطورات الجديدة التي طرأت على الأسواق المالية العالمية من تعويم العملة “المٌوجه” أمراً ضرورياً، لمواجهة سعر صرف العملات الأجنبية المنافسة في سوق الأموال.
وعلى الأغلب فإن هذا الشكل من أشكال تعويم العملات والتي تتم داخل الدول ذات الأيديولوجية الرأسمالية وبعض دول العالم الثالث، وبعد الإطلاع والبحث وجد أن العملات العائمة من هذا النوع هي العملات الوطنية التي ارتبط سعر صرفها في الأسواق بالدولار الأمريكي، أو الجنيه الإسترليني.
التعويم الخالص
هو أحد أشكال تعويم العملات، إذ يتم تعويم عملة الدول والبلدان من خلاله وفقاً لآليات السوق المالي المحلي والعالمي، ويتم اختيار نوع التعويم الخالص بناءً على أسس العرض والطلب بشكلٍ كامل، ونجد أن هناك سلسلة من التجارب حول العالم بشأن نظام تعويم العملة.
في غضون ذلك تلجأ البلدان إلى هذه الشكل من أشكال التعويم في حالات الاضطرابات المالية والاقتصادية والسياسية، أو لأسباب أخرى مثل زيادة المضاربة والتنافس في أسواق المال العالمية، أو فقدان البنوك المركزية السيطرة على العملة المحلية.
ويطلق على هذا الشكل، التعويم الحر، إذ أن سعر صرف العملة العائمة خلاله تتم دون تدخل أي مؤسسة مالية رسمية، بالإضافة إلى ذلك يحدث التعويم الحر وفقاً لأسس ومعطيات الأسواق المالية، والتي تقاس بناءً على حجم العرض والطلب فقط.
ونجد أن دور الحكومة والمصارف المركزية الرسمية في هذا النوع هو فقط دور المراقب العام على سير عملية صرف العملة، ويحدث التعويم الحر في الدول الصناعية المتقدمة.
تابع المزيد من مقالات الفوركس عبر أكاديمية MENA
تمتع بتجربة تداول على العديد من الأصول المالية عبر MENA