تراجع الذهب بفعل ضغط الدولار الأمريكي

تراجعت أسعار الذهب لتواصل خسائرها لليوم الثاني على التوالي ، تحت ضغط قوة أداء الدولار الأمريكي مقابل سلة من العملات العالمية ، بعدما عززت بيانات وتصريحات من احتمالات قرب تشديد السياسة النقدية فى الولايات المتحدة.

انخفضت أسعار معدن الذهب بنسبة 0.3% إلى 1,783.81$ ، من مستوى افتتاح تعاملات اليوم عند 1,788.40$ ، وسجلت أعلى مستوي عند 1,793.68$، فقد المعدن الأصفر”الذهب” يوم الجمعة نسبة 0.3% ، فى رابع خسارة فى غضون الخمسة أيام الأخيرة  ،بفعل تركيز المستثمرين على شراء الدولار الأمريكي.

وعلى صعيد جلسات الأسبوع الماضي، انخفضت أسعار الذهب بنسبة 2.1% ، فى أول خسارة خلال الخمسة أسابيع الأخيرة ،بسبب صعود عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات ، الأمر الذي رفع تكلفة الفرصة البديلة لحيازة المعدن الثمين الغير مدر للعائد.

حافظت حيازات الذهب لدى صندوق SPDR Gold Trust اكبر صناديق المؤشرات العالمية المدعومة بالذهب على تحركاتها دون أي تغيير يذكر، ليستمر الإجمالي عند 998.17 طن متري، والذي يعد أدنى مستوى منذ 9 نيسان/أبريل 2020.

صعد مؤشر الدولار يوم الاثنين بنسبة 0.3% ،ليوسع مكاسبه لليوم الثاني على التوالي ، مسجلا أعلى مستوى فى ثلاثة أسابيع عند 92.88 نقطة ،عاكسا استمرار صعود مستويات العملة الأمريكية مقابل سلة من العملات الرئيسية والثانوية ،الأمر الذي يضغط على أسعار الذهب والمعادن الأخرى المقومة بالدولار الأمريكي.

يأتي هذا الصعود فى مستويات الدولار الأمريكي، بفعل تجدد عمليات شراء العملة كأفضل استثمار متاح ، عقب بيانات اقتصادية أفضل من التوقعات فى الولايات المتحدة ،وتصريحات بعض أعضاء مجلس الاحتياطي الاتحادي ،والتي عززت من احتمالات قرب تشديد السياسة النقدية الأمريكية.

أظهرت بيانات تسجيل أسعار المنتجين الأمريكيين ارتفاعا أفضل من التوقعات فى آب/أغسطس ، وتعتبر تلك الأسعار مؤشرا رائدا لوتيرة التضخم الرئيسية فى الولايات المتحدة ،وهو ما يعكس استمرار الضغوط التضخمية على صانعي السياسة النقدية بمجلس الاحتياطي الاتحادي.

وتزايد تلك الضغوط يعزز من احتمالات تقليص برنامج شراء السندات المحفز للاقتصاد الأمريكي قبل انتهاء العام الجاري ، فى خطوة أساسية تأتي قبل المضي قدما فى تنفيذ خطة رفع أسعار الفائدة الأمريكية.

قالت رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي فى كليفلاند “لوريتا ميستر” يوم الجمة إنها لا تزال ترغب فى أن يبدأ المركزي الأمريكي فى تقليص مشتريات الأصول هذا العام.

في غضون ذلك قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي فى فيلادلفيا “باتريك هاركر” يوم الاثنين يبدو أن مستثمري السندات الأمريكية يعتقدون أن التباطؤ الاقتصادي الأخير لن يكون كافيا لتأخير خطوة تقليص برنامج شراء السندات تدريجيا.

وخلال الأسبوع الجاري، تترقب الأسواق صدور عدد من البيانات الاقتصادية المهمة التي من شأنها التأثير على شهية المخاطرة في الأسواق وتحركات السلع، يأتي في مقدمة تلك البيانات مؤشرات أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة خلال أغسطس الماضي، وسط توقعات باستمرار ارتفاع المؤشرات خلال تلك الفترة.

وسيتبع ذلك صدور بيانات مبيعات التجزئة وإعانات البطالة الأمريكية، والتي من المتوقع أن يكون لها تأثير قوي تحركات الدولار الأمريكي وسينعكس ذلك على أسعار الذهب.