شهد الجنيه الإسترليني انخفاضًا حادًا مقابل الدولار الأمريكي (USD)، حيث تراجع بأكثر من 1% يوم الجمعة الماضي. الجنيه الإسترليني ينخفض بعد تصعيد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، حيث أعلنت الصين عن فرض رسوم جمركية جديدة على السلع الأمريكية، ما أثار رد فعل قويًا من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في وقت كتابة هذا التقرير، كان الجنيه الإسترليني يتداول عند مستوى 1.2947 مقابل الدولار الأمريكي، بعد أن وصل إلى أعلى مستوى يومي له متجاوزًا 1.31.
تراجع الجنيه الإسترليني مع تصاعد التوترات التجارية
أعلنت الصين أنها ستفرض رسومًا جمركية بنسبة 34% على جميع السلع الأمريكية، وذلك ردًا على الإجراءات التجارية التي اتخذها الرئيس ترامب. أدى ذلك إلى تراجع الجنيه الإسترليني بشكل ملحوظ، حيث يُعتبر الجنيه الإسترليني من العملات الأكثر تقلبًا بين عملات مجموعة العشرة، و مع تصاعد التوترات التجارية، اندفع المتداولون للبحث عن ملاذات آمنة مثل الدولار الأمريكي، الين الياباني، والفرنك السويسري.
اقرأ المزيد: الجنيه الاسترليني يواصل الانخفاض وبريطانيا والصين تفشل في طمأنة السوق
البيانات الاقتصادية الأمريكية وتوقعات سوق العمل
من ناحية أخرى، أظهرت البيانات الاقتصادية الأمريكية تحسنًا كبيرًا في سوق العمل. أعداد الوظائف غير الزراعية في الولايات المتحدة لشهر مارس تجاوزت التوقعات، حيث تم إضافة 228 ألف وظيفة، وهو ما فاق بشكل ملحوظ التوقعات التي كانت تشير إلى 135 ألف وظيفة. على الرغم من هذه الأرقام الإيجابية، إلا أن معدل البطالة ارتفع بشكل طفيف من 4.1% إلى 4.2%. ووفقًا لبلومبرج، تم تفسير هذا الارتفاع بأنه نتيجة لـ “الخطأ في التقريب” أكثر منه تغييرًا حقيقيًا في الوضع الاقتصادي.
مستقبل الجنيه الإسترليني: التوقعات والتحديات
يتطلع بعض المتفائلين بالجنيه الإسترليني إلى احتمال وجود اتفاق تجاري بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة، وهو ما قد يسهم في دعم العملة البريطانية ويبدو أن المشاركين في السوق قد استوعبوا بشكل كامل فكرة أن بنك إنجلترا قد يخفض أسعار الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس خلال العام الحالي.
شاهد: الجنيه الاسترليني يرتفع مقابل الدولار الأمريكي قبل اجتماع السياسة النقدية
أحداث اقتصادية هامة قادمة
تتجه الأنظار في الأيام القادمة إلى خطاب رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، جيروم باول، الذي من المتوقع أن يلقي الضوء على سياسات البنك المركزي الأمريكية و من المتوقع أن تصدر البيانات الاقتصادية البريطانية الأسبوع المقبل، والتي تتضمن تقارير عن الناتج المحلي الإجمالي وبيانات الإسكان، مما قد يؤثر على حركة الجنيه الإسترليني.
في المقابل، ستشهد الولايات المتحدة أيضًا سلسلة من البيانات الاقتصادية الهامة، بما في ذلك تصريحات من مسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي، محضر الاجتماع الأخير للجنة السوق المفتوحة الفيدرالية، وأرقام التضخم على مستوى المستهلك والمنتج.
اقرأ المزيد: تراجع الجنيه الاسترليني بسبب ترقب قرارات بنك انجلترا
النظرة الفنية لزوج الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي
على الصعيد الفني، قد يشير التراجع الذي شهده زوج الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي يوم الجمعة إلى إمكانية اختبار مستوى 1.2900، و إذا استمر الزوج في الهبوط وأغلق دون هذا المستوى، فقد نشهد اختراقًا للمتوسط المتحرك البسيط (SMA) لمدة 200 يوم عند 1.2810، متبوعًا بمستوى المتوسط المتحرك البسيط لـ 50 يومًا عند 1.2726.
من جانب آخر، فإن مؤشر القوة النسبية (RSI) قد انخفض بشكل حاد من حوالي 70 إلى 54، مما يشير إلى أن الدببة تكتسب القوة في السوق. وفي حال رغب المشترون في السيطرة على السوق، يجب عليهم الحفاظ على تداول الزوج فوق مستوى 1.29، ويفضل أن يكون فوق أدنى مستوى سجل في 3 أبريل عند 1.2968، حيث قد يفتح ذلك الطريق لاختبار مستوى 1.30.
تمتع بتجربة تعلمية مميزة من خلال الأكاديمية الأقوى للفوركس و الأسواق العالمية MENA
