لم تتمكن الأسهم الأوروبية من تحديد اتجاهاتها بشكل واضح خلال تداولات اليوم الأربعاء، وفي الوقت نفسه شهدت الأسواق ارتفاع العقود الآجلة الأمريكية بعد موجة البيع التي شهدتها وول ستريت، بسبب ترقب المستثمرين قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي فيما يتعلق بأسعار الفائدة، والذي سيصدر اليوم.

شهدت الأسواق تراجعًا في الأسهم والسندات والليرة التركية، ما أدى إلى دعم الدولار الأمريكي كملاذ آمن.
مؤشرات الأسهم الأوروبية
استقر مؤشر ستوكس 600 الأوروبي الأوسع نطاقًا (.STOXX) في آخر تداولاته بعد أن ارتفع لثلاث جلسات متتالية في وقت سابق، وذلك بفضل قيام ألمانيا بإصلاح قواعد ديونها من أجل زيادة الإنفاق بشكل كبير على الدفاع والبنية التحتية.
تراجع مؤشر داكس الألماني (.GDAXI) بنسبة 0.3% بعد أن سجل مستوى قياسيًا مرتفعًا يوم الثلاثاء.
مؤشرات الأسهم الأمريكية
انخفضت مؤشرات الأسهم الأمريكية يوم الثلاثاء بسبب استمرار مخاوف المستثمرين المتعلقة بتباطؤ النمو.
- انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 (.SPX) بنسبة 1.1%.
- تضررت أسهم التكنولوجيا بشكل كبير؛ حيث تراجع مؤشر ناسداك (.NDX) بنسبة 1.7% يوم الثلاثاء.
ارتفعت العقود الآجلة في وول ستريت يوم الأربعاء، مع ارتفاع عقود ستاندرد آند بورز بنسبة 0.3%.
بسبب الرسوم الجمركية التي يتم تطبيقها هذا العام، تراجعت الأسهم الأمريكية وسط حالة من عدم اليقين بين الشركات والمستثمرين والأسر.
وعلى الجانب الآخر، ارتفعت الأسهم الأوروبية بصورة ملحوظة هذا العام، بسبب خطط زيادة الإنفاق الدفاعي كرد فعل على سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الانعزالية، إلى جانب التغييرات المالية الكبرى في ألمانيا، وتزايد الآمال بإنهاء الحرب في أوكرانيا.
قال تيم جراف، رئيس استراتيجية الاقتصاد الكلي لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا في شركة State Street:
“لا يزال هناك استمرار لفكرة تباطؤ النمو في الولايات المتحدة مقارنة بالتوقعات”.
وأضاف:
“هناك إدراك بأن النمو ربما سيتدهور قبل أن يتحسن”.
تطورات جيوسياسية
يترقب المستثمرون أيضًا آخر التطورات الجيوسياسية، بعد قيام إسرائيل بشن ضربات جوية يوم الثلاثاء على قطاع غزة، ما أدى إلى وفاة ما يزيد على 400 شخص. وفي الوقت نفسه، امتنع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن تأييد وقف كامل لإطلاق النار لمدة 30 يومًا في أوكرانيا.
تطورات أسواق العملات
ارتفع مؤشر الدولار بنسبة 0.3% ليصل إلى 103.61 بعد أن تراجع إلى أدنى مستوى له في خمسة أشهر يوم الثلاثاء عند 103.19.
وفي الوقت نفسه، ارتفع اليورو بعد موافقة مجلس النواب الألماني على مشروع قانون الإنفاق.
وأوضح المحللون أن التدفقات الخارجة من تركيا ساعدت على دعم العملة الأمريكية.
وبعد قرار بنك اليابان الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير وعدم تفسير ذلك، ارتفع الدولار الأمريكي مقابل الين، حيث سجل في أحدث تعاملاته ارتفاعًا بنسبة 0.4% عند 149.83.
قرار الاحتياطي الفيدرالي
تتجه الأنظار حاليًا نحو قرار الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي)، مع توقعات بأن تستمر أسعار الفائدة في نطاق 4.25% – 4.50%.
ويتابع المستثمرون التوقعات الاقتصادية المتوالية، مع تراجع أسواق الأسهم ومؤشرات على تشديد الائتمان.
وقد أظهرت بيانات LSEG أن هناك توقعات سوقية بقيام الاحتياطي الفيدرالي بتخفيض أسعار الفائدة هذا العام بحوالي 60 نقطة أساس، مع توقعات بإجراء أول خفض كامل في يوليو.
عمليات البيع المكثفة في تركيا
انخفضت الليرة التركية يوم الأربعاء، ويُعد هذا الانخفاض الأكبر منذ ذروة أزمة العملة الأخيرة في يونيو 2023.
تم تداولها في التعاملات الأخيرة عند حوالي 38 ليرة مقابل الدولار، بانخفاض يقارب 4%.
قام المستثمرون ببيع الأصول التركية بعد قيام السلطات باحتجاز أكرم إمام أوغلو، رئيس بلدية إسطنبول، بتهم مساعدة جماعات إرهابية والفساد. وقد وصف حزب المعارضة الرئيسي عملية الاعتقال بأنها “انقلاب ضد رئيسنا المقبل”.
تراجع أسهم بورصة تركيا
انخفض المؤشر الرئيسي لبورصة تركيا (.XU100) بنحو 7% في آخر تعاملاته.
وفي الوقت نفسه، انخفضت أسعار السندات الحكومية. وأوضح المحللون أن اعتقال إمام أوغلو أثار المخاوف المتعلقة بالإصلاحات الاقتصادية في تركيا.
قال نِك ريس، رئيس قسم أبحاث الاقتصاد الكلي في شركة Monex Europe:
“أصبح المتداولون أكثر تراخيًا بشكل متزايد، وقد انتهت تلك الفترة الآن بنتائج دراماتيكية، حيث أعاد المتداولون تسعير علاوة المخاطر السياسية في تركيا، ما أدى إلى موجة بيع حادة لليرة التركية هذا الصباح”.
مؤشرات الأسهم الآسيوية
تباينت اتجاهات الأسهم الآسيوية خلال تداولات اليوم، حيث وجدت الأسهم صعوبة في تحديد اتجاهاتها.
- انخفض مؤشر نيكاي 225 الياباني (.N225) بنسبة 0.25%.
- ارتفع مؤشر CSI 300 الصيني (.CSI300) بشكل طفيف.
تمتع بتجربة تعلمية مميزة من خلال الأكاديمية الأقوى للفوركس و الأسواق العالمية MENA