قبل بدء المضاربة في سوق الفوركس, يبحث المتداول عن إطار زمني للتداول يتناسب مع الأصل المالي (عملات – المؤشرات والأسهم –عقود الفروقات والسندات) وكذلك مع أوقات التداول, والمواعيد المفضلة للمستثمر، هذا الإطار يكون على هيئة استراتيجية تداول مرتبطة بأوامر البيع والشراء ومنها – قصيرة المدى أو طويلة المدى أو متوسطة المدى أو سكالبينج – وغيرها .
مفهوم استراتيجيات التداول قصيرة المدى؟
يطلق هذا المصطلح على الصفقات التي تدوم ليوم واحد أو أسابيع، وخلال جلسة تداول واحدة مثل – نيويورك| لندن – حيث تستمر 6-8 ساعات، وذلك بناءً على الأهداف المحددة؛ وبالتالي هو مصطلح يتوائم مع مراكز البيع والشراء حسب أهداف ونقاط المتداول.
اتخاذ خيار التداول قصير المدى مرتبط بتجنب مخاطر السوق والتقلبات العديدة المتصلة ببيانات قوية والتي من الممكن أن تعكس الاتجاه عكس المتوقع، كذلك فإن الكثير من المتداولين يبحثون عن صفقات سريعة لا تتجاوز ساعات مع تحقيق أرباح يومية في سوق هادئ وتداول آمن بعيداً عن الجهد الكبير أمام منصة التداول؛ وعلى الجانب الآخر هناك متداولون يفضلون المتاجرة الخاطفة أي تنفيذ صفقات رابحة وقصيرة المدى في حال التقلبات السريعة, وبطبيعة الحال لا يخلو الأمر من الخسارة بشكل قرار سريع.
تركز استراتيجية التداول قصيرة المدى على عدد من النماذج السعرية والاشارات بالإضافة إلى مسار الاتجاه، مع ذلك يتطلب الأمر المتابعة الدقيقة قبيل اتخاذ قرار إتمام الصفقة (البيع أو الشراء) وعلى النقيض لا يتطلع المتداول لاتجاه الترند -مجموعة من الارتفاعات تليها مجموعة من القيعان التي تحدد الاتجاه الصعودي أو العكس مجموعة من القيعان تليها مجموعة من الارتفاعات – خلال هذه الاستراتيجية في محاولة لعدم تشتيت التداول، وكذلك يبتعد العديد من المتداولين عن الصفقات الغير منسجمة مع الاتجاه كونه أقل مخاطرة.
الأطر الزمنية للتداول على المدى القصير
هناك العديد من الأطر الزمنية لتداول الفوركس ومنها (M30 -M15 -M5) وهي الأكثر شيوعًا وكلما كان الإطار أقصر كلما زادت الشموع عبر شاشة منصة التداول؛ وللتوضيح أكثر وكمثال (6 شموع لمدة 4 ساعات – 24 شمعة M60 – 48 شمعة M30 – 96 شمعة M15 – 280 شمعة M5).
يوجد العديد من استراتيجيات التداول على المدى القصير التي يتبعها المتداول على الأطر الزمنية التي سبق وذكرناها، ومن أهم هذه الاستراتيجيات:
الدعم قصير المدى وتداول المقاومة
واحدة من أهم استراتيجيات التداول على المدى القصير؛ من خلالها يبحث المتداول عن مستويات حقيقية وذلك في حال اختراق السعر لمستوى الدعم نحو الأسفل, وبالتالي عند فتح صفقة البيع تجاه كسر السعر لمستوى المقاومة الصاعد، ويتطلب الأمر إتمام صفقة شراء بعيدة.
تقوم إدارة المخاطر في استراتيجية الدعم قصير المدى وتداول المقاومة، على أمر وقف الخسارة بعد مستوى التداول، وللتوضيح؛ في حال كان التداول لفترة بعيدة عقب اختراق المقاومة يحتاج الأمر لقرار وقف الخسارة أسفل مستوى المقاومة، وفي حال كان بعد فترة قصيرة من اختراق الدعم يحتاج الأمر لوقف أعلى مستويات الدعم.
مع الإشارة هنا، إلى أنه من الضروري متابعة حركة السعر لإتمام الصفقة بخيارات أفضل وتحقيق شرط الاستراتيجية بالخروج من الصفقة بما يتناسب مع الأطر الزمنية التي ذكرت، وأن لا تتحول المراكز قصيرة المدى إلى مراكز طويلة الأجل.
تداول الاتجاه قصير المدى
عبارة عن متابعة لخط الاتجاه اليومي حتى تقاطع الاتجاه اللحظي عندها يمكن فتح صفقة التداول نحو اتجاه الاختراق، وللتوضيح أكثر عند ارتداد زوج العملات من نفس الاتجاه لمرة ثالثة فذلك يحتمل أن تكون اتجاه دافع للاتجاه المرتفع، وذلك ما نقصده بتداول الاتجاه.
هذه الاستراتيجية تتطلب تحديد نقطة وقف الخسارة؛ على أن تكون خارج الارتداد الذي تشكل حيث يستخدم في فتح الصفقات، وفي حال تحرك الاتجاه نحو أهداف المتداول عليه ضبط النقطة, مع الإشارة إلى أنه يكون في اطار زمني ضيق أسفل خط الاتجاه، وبالتالي الترقب حتى كسر تحركات السعر لخط الاتجاه، وهذه هي نقطة (الاختراق) بعدها يمكن اغلاق الصفقة.
استراتيجية اختراق النطاق الافتتاحي
مخترع هذه الاستراتيجية المتداول الشهير “توبي كرابيل” في كتابه (التداول اليومي باستخدام نماذج السعر قصيرة المدى واختراق النطاق الافتتاحي) وتقوم على أمر الشراء في حال كانت الفجوة الافتتاحية أعلى من سعر إغلاق الفترة التي سبقتها- شمعة الافتتاح بعد شمعة داخلية- تراجع نطاق الافتتاح على مدار الجلسات الماضية من 3-10 أيام.
وهناك العديد من استراتيجيات التداول على المدى القصير والتي اخترعها خبراء التداول أمثال “ليندا راشك” و”لاري كونورز” مثل “كرة الطاولة” و”الربيع الملفوف”، وتقوم النظرية على تداول “القفزات السعرية” وأوامر شراء قيعان جديدة وبيع للقمم في إطار 4 ساعات، مع رسم خطوط أفقية نحو القمم والقيعان, بالإضافة إلى توقع انعكاس الخط عند اقتراب السعر.