بيتكوين تصل إلى 96.000 دولار صباح يوم الخميس، متجاوزًا مستوى المقاومة الرئيسي، وذلك بعد أن تراجع بشكل طفيف في اليوم السابق، عقب الإعلان عن بيانات الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي التي أظهرت انكماشًا بنسبة 0.3% خلال الربع الأول.

وقد تسببت هذه البيانات في إثارة المخاوف من حدوث ركود في الاقتصاد الأمريكي، ولكن كان الهبوط في أسعار البيتكوين مؤقتًا ومحدودًا.
تعافي البيتكوين بعد تراجع طفيف
تمكن البيتكوين من استعادة مستوى 96,000 دولار، بعد أن شهد تصحيحًا طفيفًا يوم الثلاثاء بسبب بيانات الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي التي صدرت، وأظهرت انكماشًا سنويًا بنسبة 0.3%، مقارنة بتوقعات بنمو قدره 0.4%. مما يعكس احتمالات الدخول في مرحلة “الركود التضخمي” — وهي حالة يتسم فيها الاقتصاد بنمو ضعيف وتضخم مرتفع.
ووفقًا لتقرير The Kobessi Letter، فإن هذا الانكماش المفاجئ في الناتج المحلي، والذي حدث للمرة الأولى منذ أوائل عام 2022، جاء متزامنًا مع بيانات تضخم فاقت التوقعات، حيث سجل مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE) نسبة 3.7% مقابل التوقعات البالغة 3.1%.
كما عكست مؤشرات اقتصادية أخرى احتمالات تدهور في التوقعات الاقتصادية، مثل انخفاض أسعار النفط إلى ما دون 60 دولارًا، وتراجع ثقة المستهلك الأمريكي إلى 86 نقطة، وهو أدنى مستوى منذ مايو 2020.
مخاوف الركود التضخمي تضغط على الأصول الخطرة
من المرجح أن تتسبب مخاوف الركود التضخمي في دخول الأسواق في حالة من العزوف عن المخاطرة، وهو ما قد يضر بالأصول عالية المخاطر مثل البيتكوين.
بالإضافة إلى ذلك، فإن ارتفاع معدلات التضخم قد يضعف مشاركة المستثمرين الأفراد، كما أن عدم تحرك مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي (البنك المركزي) لخفض أسعار الفائدة في الوقت الراهن يزيد من الضغوط السلبية على السوق.
تعرف على: تذبذب الأسهم العالمية وتراجع أسعار النفط مع زيادة المخاوف بشأن النمو العالمي
تراجع في الطلب المؤسسي
انخفض الطلب المؤسسي بشكل طفيف يوم الأربعاء بعد أن تعرض البيتكوين لضغوط سعرية.
ووفقًا لبيانات منصة SoSoValue، سجلت صناديق البيتكوين الفورية المتداولة في البورصة (ETFs) في الولايات المتحدة تدفقات خارجة طفيفة بقيمة 56.23 مليون دولار يوم الثلاثاء، مما كسر سلسلة التدفقات الإيجابية المستمرة منذ 17 أبريل.
ورغم ذلك، ما زال حجم التدفقات الخارجة أقل مقارنة بتلك التي حدثت في فبراير، والتي تسببت حينها في تراجع حاد في أسعار البيتكوين.
ويخشى المتداولون من أن ارتفاع مستويات التدفقات الخارجة لتقترب من مستويات فبراير قد يضغط على سعر البيتكوين بشكل أكبر.
مؤشرات على التفاؤل
أشارت بيانات CryptoQuant إلى أن نسبة المعروض من البيتكوين في حالة ربح تقترب من مستوى تاريخي يُعرف بعتبة “الابتهاج”.
ويقصد بـ “المعروض في حالة ربح” النسبة المئوية من إجمالي عملات البيتكوين التي يحتفظ بها المستثمرون حاليًا وتحقق أرباحًا مقارنة بسعر الشراء.
وتُعتبر النسبة الكبيرة من المعروض الرابح مؤشرًا إيجابيًا يعكس ثقة المستثمرين، وقوة التوقعات الصعودية.
تبلغ النسبة في الوقت الحالي أكثر من 85.8%، وهي تقترب من المستوى الحرج البالغ 90%.
وتاريخيًا، فإن تجاوز هذا الحاجز يؤدي غالبًا إلى دخول السوق في مراحل من الابتهاج المفرط (euphoria).
لكن يجب الحذر، فهذه المراحل قد تكون قصيرة الأجل، وغالبًا ما تتبعها تصحيحات سعرية على المدى القصير إلى المتوسط.
توقعات سعر البيتكوين
تمكّن سعر البيتكوين من اختراق المتوسط المتحرك الأسي لـ 200 يوم عند مستوى 85,000 دولار في وقت مبكر من الأسبوع الماضي، مرتفعًا بنسبة 11.14% حتى يوم الجمعة.
لكن لم يتمكن BTC من الإغلاق فوق أعلى مستوى له في مارس عند 95,000 دولار، وظل يتذبذب حول هذا المستوى لمدة خمسة أيام.
وفي صباح الخميس، تمكن من كسر هذا المستوى ويتداول الآن فوق 96,000 دولار.
إذا أغلق البيتكوين يوميًا فوق 95,000 دولار، فقد يمدد الصعود ليختبر المقاومة اليومية التالية عند 97,000 دولار.
وإذا نجح في الإغلاق فوق هذا المستوى، فقد يشهد مزيدًا من المكاسب نحو المقاومة النفسية عند 100,000 دولار.
يظهر مؤشر القوة النسبية (RSI) قراءة عند 68، مما يشير إلى أن الزخم الصعودي لا يزال قائمًا بقوة، ولكن يُنصح المتداولون بالحذر، حيث إن الاقتراب من مستوى التشبع الشرائي عند 70 يزيد من احتمالات حدوث تراجع.
لا تزال هناك احتمالات باستمرار الصعود، في حال بقاء RSI فوق مستوى التشبع الشرائي.
ومع ذلك، إذا فشل البيتكوين في الإغلاق فوق مستوى المقاومة عند 95,000 دولار وواجه تراجعًا، فقد يمتد الانخفاض ليجد دعمًا حول المستوى النفسي عند 90,000 دولار.
تمتع بتجربة تعلمية مميزة من خلال الأكاديمية الأقوى للفوركس و الأسواق العالمية MENA