تذبذب الأسهم العالمية وتراجع أسعار النفط حيث لم تتمكن الأسهم العالمية من تحديد اتجاهها يوم الأربعاء، كما انخفضت أسعار النفط، نتيجة مشاعر القلق المتزايدة بشأن التوترات التجارية العالمية والتوقعات بتباطؤ النمو الاقتصادي، بالإضافة إلى النتائج السلبية التي أعلنتها الشركات نتيجة تأثرها برسوم ترامب الجمركية.
وما زالت عوائد سندات الخزانة الأمريكية مستقرة عند أدنى مستوياتها منذ عدة أسابيع، مع ارتفاع التوقعات بقيام الاحتياطي الفيدرالي بتخفيض أسعار الفائدة من أجل دعم الاقتصاد الأمريكي، أكبر اقتصاد في العالم.
وبالرغم من محاولات ترامب لتقليل حدة تداعيات الرسوم الجمركية على السيارات، بالإضافة إلى وجود دلالات على حدوث تقدم في المفاوضات التجارية الأوسع، إلا أنه لا توجد أي تفاصيل حول ذلك، وكان وزير التجارة هوارد لوتنيك قد أعلن عن التوصل إلى اتفاق واحد مع قوة أجنبية.

ومع المخاوف المتزايدة بشأن الرسوم الجمركية، يترقب المستثمرون أيضًا الإعلان عن مجموعة من البيانات الاقتصادية الأمريكية الهامة، والتي تدهورت بسبب تأثير الرسوم الجمركية الثقيلة التي فرضها ترامب على الشركات والمستهلكين داخل البلاد.
قال ديفيد كول، كبير الاقتصاديين في بنك “جوليوس باير”:
“نرفع احتمالية حدوث ركود اقتصادي طويل الأمد خلال الأشهر المقبلة، والذي يفي بمعايير الركود، إلى 50%.”
وأضاف: “إن ارتفاع احتمالية الركود الاقتصادي في الولايات المتحدة يعود بالكامل إلى قوى خارجية ناتجة عن سياسة اقتصادية غير مستقرة ومقيدة، تشمل رسومًا جمركية عشوائية، واضطرابات في الإنفاق العام، وتغيرات في الحوافز، وموقفًا ماليًا غير مستدام.”
تعرف علىتوقعات بانخفاض أرباح الشركات الأوروبية في الربع الأول بنسبة 1.7% مع تراجع حدة التوترات التجارية
البيانات الاقتصادية
صدرت مجموعة من البيانات الاقتصادية يوم الثلاثاء، والتي عكست اتساع العجز التجاري للولايات المتحدة في السلع إلى مستوى قياسي في شهر مارس، وذلك نتيجة قيام الشركات بتخزين البضائع بسبب الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب، ويعكس ذلك تأثير التجارة في الحد من النمو الاقتصادي خلال الربع الأول.
وينتظر المستثمرون الإعلان عن بيانات الناتج المحلي الإجمالي للربع الأول في وقت لاحق من اليوم.
كما أظهرت البيانات أيضًا تراجع ثقة المستهلكين في الولايات المتحدة إلى أدنى مستوى لها منذ ما يقرب من خمس سنوات خلال شهر أبريل.
وقد نتج عن حالة عدم اليقين المنتشرة في مختلف مجالات الاقتصاد العالمي، وخاصة في الولايات المتحدة، عدم تمكن العقود الآجلة لوول ستريت من الاستمرار في الحفاظ على المكاسب التي حققتها خلال جلسة التداول الليلية.
تراجعت العقود الآجلة لمؤشر ناسداك بنسبة 0.6% في آسيا، كما تراجعت العقود الآجلة لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.4%.
أما العقود الآجلة لمؤشر يورو ستوكس 50 فقد كانت متذبذبة بين خسائر طفيفة ومكاسب.
بينما ارتفع مؤشر MSCI الأوسع نطاقًا لأسهم آسيا والمحيط الهادئ خارج اليابان بنسبة 0.1% فقط، وارتفع مؤشر نيكي الياباني بنسبة 0.15%.
شاهد: ترامب يخفف الرسوم الجمركية على السيارات لتحفيز الإنتاج المحلي
نتائج الشركات.
اتضح تأثير حرب ترامب التجارية في نطاق أوسع من خلال الشركات، حيث أعلنت شركة التوصيل العملاقة UPS عن قيامها بتسريح 20,000 موظف من أجل خفض التكاليف، كما قامت شركة جنرال موتورز بتخفيض توقعاتها المستقبلية وأجلت مكالمتها مع المستثمرين، لتصبح ضمن قائمة الشركات التي تنازلت عن توقعاتها لعام 2025 أو قامت بخفضها.
قالت فابيانا فيديلي، الرئيسة التنفيذية للاستثمار في الأسهم والأصول المتعددة والاستدامة في شركة M&G، خلال مائدة مستديرة إعلامية يوم الإثنين:
“بدأنا نرى الشركات تدلي ببعض التصريحات حول ضعف الرؤية المستقبلية، وعدم الرغبة أو عدم القدرة على توقيع عقود طويلة الأجل أو وضع خطط طويلة الأمد – وهذا طريق زلق للغاية.”
قد يهمك: الأسواق العالمية والدولار يتقدمان بفضل تخفيف الرسوم الجمركية الأمريكية على السيارات
أسعار النفط
استمرت موجة الخسائر الحادة في أسعار النفط من الجلسة السابقة، بسبب المخاوف المتزايدة من النمو العالمي وتأثيره على الطلب.
تراجعت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 0.28% إلى 64.07 دولارًا للبرميل بعد أن هوت بنسبة 2.4% خلال الليل. كما خسر الخام الأميركي 0.35% ليصل إلى 60.21 دولارًا للبرميل، عقب انخفاض بنسبة 2.6% يوم الثلاثاء.
أما أسعار الذهب الفوري فقد استقرت عند 3,316.11 دولارًا للأوقية.
تدفق البيانات
بغض النظر عن أرقام النمو الأميركية، سيتم الإعلان عن مؤشر أسعار الإنفاق الاستهلاكي الشخصي الأساسي – وهو مقياس التضخم المفضل لدى مجلس الاحتياطي الفيدرالي – خلال وقت لاحق من يوم الأربعاء، وبعد ذلك سيتم الإعلان عن بيانات الوظائف المنتظرة في نهاية الأسبوع.
توقعات الاقتصاديين وأسعار الفائدة
يتوقع الاقتصاديون أن يرتفع عدد الوظائف بمقدار 130,000 وظيفة، وأن يتراجع التضخم، ولكن هناك قدرًا كبيرًا من عدم اليقين المرتبط بالناتج المحلي الإجمالي، حيث يبلغ متوسط التوقعات لنمو سنوي بنسبة 0.3% فقط.
سعّرت الأسواق في الوقت الحالي احتمالات قيام الاحتياطي الفيدرالي بتخفيض أسعار الفائدة بنحو 97 نقطة أساس بحلول ديسمبر، ارتفاعًا من 80 نقطة أساس في بداية الأسبوع الماضي.
وقد تسببت تلك الاحتمالات في تراجع العوائد الأميركية، حيث بلغ العائد على السندات لأجل عامين أدنى مستوى له في ثلاثة أسابيع عند 3.6400%. أما العائد على السندات القياسية لأجل 10 سنوات فبلغ 4.1580%، وهو أدنى مستوى منذ أوائل أبريل.
أسواق العملات الأجنبية
فيما يتعلق بأسواق الصرف الأجنبي، استقر الدولار يوم الأربعاء بعد توقف سلسلة بيع العملة الأميركية، وتسعير المستثمرين لاحتمالات حدوث اتفاق تفاوضي بين الولايات المتحدة وشركائها التجاريين فيما يتعلق بالرسوم الجمركية.
آخر تداول للدولار كان عند 142.29 ين، في حين بقي اليورو بعيدًا عن أعلى مستوى له في أكثر من ثلاث سنوات عند 1.1383 دولار.
استمر ارتفاع الدولار الأسترالي، حيث حقق مكاسبه المبكرة ليرتفع بنسبة 0.3% ويُتداول عند 0.6401 دولار أميركي، بعد أن ارتفعت أسعار المستهلكين في الربع الأول أكثر قليلاً من المتوقع.
البيانات الصينية
ومن جهة أخرى، صدرت مجموعة من البيانات من الصين أشارت إلى انكماش النشاط الصناعي في أبريل، مما أنهى انتعاشًا دام شهرين، وأبقى على الدعوات لمزيد من التحفيز من بكين.
وكانت بداية التعاملات في الأسهم الصينية بشكل باهت، بما يتماشى مع السوق الأوسع، إذ ارتفع مؤشر CSI300 للأسهم القيادية بنسبة 0.12%، بينما انخفض مؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ بنسبة 0.08%.
وتراجع اليوان الصيني في السوق المحلية بشكل طفيف إلى 7.2736 مقابل الدولار.
قال خبراء الاقتصاد في بنك سوسيتيه جنرال في مذكرة:
“في ضوء الرسوم الجمركية، قمنا بمراجعة توقعاتنا للنمو الاقتصادي في الصين لعامي 2025 و2026 إلى 4%، بافتراض حزمة تحفيز إضافية بقيمة 2.5% من الناتج المحلي الإجمالي، ونتوقع الآن ضغوطًا انكماشية أكثر استدامة خلال هذا العام والعام المقبل.”
تمتع بتجربة تعلمية مميزة من خلال الأكاديمية الأقوى للفوركس و الأسواق العالمية MENA