بدأت تداولات يوم الثلاثاء في أسواق الأسهم الآسيوية والدولار بشكل حذر، وذلك مع استمرار حالة عدم اليقين بسبب السياسات التجارية الأمريكية، ومع ترقب عدة إعلانات هامة لبيانات اقتصادية كبرى ونتائج أرباح شركات التكنولوجيا العملاقة.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن عن تحقيق تقدم في المحادثات التجارية مع الصين وبعض الدول الأخرى، ولكن لا توجد حتى الآن أية إشارات ملموسة حول ذلك، كما أن وزير الخزانة سكوت بيسنت لم يتمكن يوم الأحد من دعم تصريحات ترامب حول بدء المفاوضات الجمركية مع الصين.
تعرف على: الأخبار الاقتصادية لسوق العملات للأسبوع من 28 ابريل الي 05 مايو 2025: أبرز الأحداث والتوقعات
قال كريستيان كيلر، رئيس قسم الأبحاث الاقتصادية في بنك باركليز، إن “حالة عدم اليقين تضر بالاقتصاد الأمريكي بقدر ما تضر ببقية العالم، وربما أكثر من تأثير الرسوم الجمركية نفسها.”
كما حذر من أن هناك العديد من الشركات قد تقوم بإجراءات تحفظية لحين وضوح الرؤية فيما يتعلق بالسياسات التجارية الأمريكية، حتى لو أظهرت أرباح الشركات الحالية أرقامًا قوية، وقد يتسبب ذلك في ارتفاع احتمالات حدوث ركود.
تحركات الأسواق الآسيوية
ارتفع مؤشر MSCI للأسهم الآسيوية خارج اليابان بنسبة 0.1%.
وصعد مؤشر نيكاي الياباني بنسبة 0.9%، ومؤشر كوسبي الكوري الجنوبي بنسبة 0.2%.
ارتفعت عقود يورو ستوكس 50 الآجلة بنسبة 0.3%، كما صعدت عقود فوتسي الآجلة وعقود داكس الآجلة بنسبة 0.2% لكل منهما.
ومن جهة أخرى، حدث انخفاض في عقود ستاندرد آند بورز 500 الآجلة بنسبة 0.4% في التعاملات المبكرة، كما انخفضت عقود ناسداك الآجلة بنسبة 0.5%.
وقد ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز بنحو 12% منذ القاع المسجل في 8 أبريل، لكنه لا يزال أقل بنسبة 10% عن ذروته.
شاهد: أهم تطورات الأسواق العالمية خلال الفترة من 20 إلى 26 أبريل
أرباح الشركات
كانت نتائج أرباح الشركات هي الداعم الأكبر لتحقيق مكاسب تجاوزت 9%، وذلك بالرغم من إعلان بنك أوف أمريكا أن 64% من الشركات جاءت أرباحها أعلى من توقعات الأرباح للسهم الواحد (EPS)، مقارنةً بنسبة 71% في الربع السابق.
وهناك توقعات بأن تقوم حوالي 180 شركة من شركات مؤشر ستاندرد آند بورز 500، والتي تمثل أكثر من 40% من القيمة السوقية للمؤشر، بالإعلان عن نتائجها هذا الأسبوع، ومن بينها الشركات العملاقة مثل آبل (AAPL.O)، ومايكروسوفت (MSFT.O)، وأمازون (AMZN.O)، ومنصات ميتا (META.O).
البيانات الاقتصادية
يترقب المستثمرون خلال الأسبوع الحالي الإعلان عن عدة بيانات اقتصادية هامة، من بينها أرقام التوظيف في الولايات المتحدة، والناتج المحلي الإجمالي، والتضخم الأساسي.
وهناك توقعات بارتفاع الوظائف بنحو 135 ألف وظيفة، بالإضافة إلى توقعات بتراجع التضخم، ولكن هناك حالة كبيرة من عدم اليقين بما يتعلق بأرقام الناتج المحلي الإجمالي، وذلك لأن صعود واردات الذهب قد يؤثر سلباً على الرقم الرئيسي.
وتشير التوقعات المتوسطة إلى نمو سنوي ضعيف يبلغ 0.4% فقط، كما أن مقياس GDPNow الصادر عن الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا يتوقع حدوث انكماش بنسبة -0.4% عند استثناء واردات الذهب.
قد يهمك: الصين تخفف قبضة الرسوم الجمركية.. إعفاءات تطال سلع أميركية حساسة
الدولار تحت الضغط
تُعد بيانات الوظائف من أهم البيانات المرتقبة، ومن المتوقع أن يكون لها تأثير في توضيح رهانات السوق بشأن سياسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي، حيث تشير العقود الآجلة حالياً إلى احتمال بنسبة 64% لخفض الفائدة في يونيو، مع توقعات بتخفيض إجمالي قدره 85 نقطة أساس بحلول نهاية العام.
وقال جوناس غولترمان، نائب كبير الاقتصاديين للأسواق في “كابيتال إيكونوميكس”: “نتوقع صدور رقم قوي آخر للوظائف غير الزراعية، مما سيؤدي إلى تقليص التوقعات بأن يقوم الاحتياطي الفيدرالي بتخفيف السياسة النقدية في يونيو.”
وفي حال صحة تلك التوقعات، فإن ذلك سيدعم انتعاش الدولار من أدنى مستوياته في ثلاث سنوات.
ومع ذلك، حذر غولترمان من أن “النهج غير التقليدي لإدارة ترامب عبر مجموعة من المجالات السياسية سيؤدي على الأرجح إلى بعض الأضرار طويلة الأمد لثقة الأسواق في الولايات المتحدة كملاذ آمن”، مشيرًا إلى أن “الدولار لا يزال رهينة لتقلبات رغبات الإدارة.”
استقر مؤشر الدولار عند 99.695، أعلى من أدنى مستوى له في الأسبوع الماضي الذي بلغ 97.923، بينما استقر اليورو عند 1.1350 دولار، بعيدًا عن قمته الأخيرة التي كانت عند 1.15783 دولار.
وهناك توقعات بحدوث انخفاض إضافي في بيانات أسعار المستهلك في ألمانيا ومنطقة اليورو هذا الأسبوع، مما يدعم التوقعات بأن يقوم البنك المركزي الأوروبي بتخفيض أسعار الفائدة مرة أخرى خلال اجتماع يونيو.
كما يُتوقع أن يجتمع بنك اليابان خلال الأسبوع الحالي، ومن المرجح أن يُبقي على أسعار الفائدة عند 0.5%، نظرًا لعدم اليقين الاقتصادي والتجاري بسبب الرسوم الجمركية الأمريكية، مما يضعف الدوافع لرفع الفائدة مجددًا.
وقد صعد الدولار إلى 143.65 ين، بعد أن كان عند أدنى مستوى له في سبعة أشهر الأسبوع الماضي عند 139.89 ين، ولكنه لا يزال أقل بنسبة 4% تقريبًا مقارنةً ببداية أبريل.
كما استقرت سندات الخزانة بعد أن صرح ترامب بأنه لن يحاول إقالة رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، مما أبقى العوائد على السندات لمدة 10 سنوات عند 4.235% مقارنةً بأعلى مستوى لها في أبريل الذي بلغ 4.592%.
أسعار الذهب
تراجعت أسعار الذهب إلى 3,307 دولارات للأونصة، بعد أن وصلت إلى ذروتها التاريخية عند 3,500 دولار، بسبب التحسن في معنويات المخاطرة لدى المستثمرين.
أسعار النفط
بدأت أسعار النفط بداية هادئة، بعد الضغوط التي تعرضت لها خلال الأسابيع الأخيرة نتيجة مخاوف من تباطؤ الاقتصاد العالمي وخطط زيادة الإمدادات من أوبك.
ارتفع خام برنت بمقدار 13 سنتًا ليصل إلى 66.98 دولارًا للبرميل، بينما أضاف الخام الأمريكي 7 سنتات ليصل إلى 63.09 دولارًا للبرميل.
تمتع بتجربة تعلمية مميزة من خلال الأكاديمية الأقوى للفوركس و الأسواق العالمية MENA