زوج اليورو/الدولار الأمريكي يوسع خسائره، حيث تم تداوله اليوم الأربعاء بالقرب من مستوى 1.0900، وذلك بسبب حالة عدم اليقين المنتشرة داخل الأسواق العالمية. مع اقتراب الإعلان عن السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، زاد دعم الدولار الأمريكي، ما يجعل من الصعب على الزوج الحفاظ على مكاسبه.
نظرة فنية على زوج اليورو/الدولار الأمريكي (EUR/USD)
تقع المقاومة الفورية لزوج اليورو/الدولار الأمريكي (EUR/USD) عند قمة مستوياته السنوية (YTD) عند 1.0954 (المسجلة في 18 مارس). إذا تم تجاوز هذا المستوى، فقد يستهدف السعر مستوى 1.0969 (مستوى تصحيح فيبوناتشي 23.6%)، وبعده المستوى النفسي الهام عند 1.1000.
أما من الجانب الهابط،
يُوفر المتوسط المتحرك البسيط لـ 200 يوم (200-SMA) دعماً مبدئياً عند 1.0726، يليه المتوسطات المتحركة الانتقالية لـ 100 يوم و55 يوم عند 1.0521 و1.0477 على التوالي.
وتوجد دعوم إضافية عند المستويات التالية:
– 1.0359 (قاع 28 فبراير)
– 1.0282 (قاع 10 فبراير)
– 1.0209 (قاع 3 فبراير)
– 1.0176 (قاع 13 يناير 2025)
إشارات الزخم تبدو معتدلة الصعود؛ حيث ارتفع مؤشر القوة النسبية (RSI) فوق مستوى 73، مما يشير إلى حالة تشبع شرائي. في الوقت نفسه، يظهر مؤشر الاتجاه المتوسط (ADX) فوق مستوى 31، ما يدل على اتجاه صعودي قوي.
نظرة أساسية على السوق
هناك عدة عوامل اقتصادية رئيسية لها علاقة بالسياسة النقدية والتطورات الاقتصادية العالمية أثرت على أداء زوج اليورو/الدولار الأمريكي (EUR/USD) مؤخرًا.
إقرأ المزيد: قوة الدولار امام العملات في ظلال الازمة الأوروبية
عوامل مؤثرة رئيسية
1. سياسة الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي (Fed):
يترقب المستثمرون اليوم الإعلان عن قرارات مجلس الاحتياطي الفيدرالي فيما يتعلق بالسياسة النقدية خلال المرحلة المقبلة إلى جانب تصريحات رئيس الفيدرالي جيروم باول خلال المؤتمر الصحفي بعد الاجتماع.
حركة الدولار الأمريكي ستتأثر بشكل كبير بأي إشارات حول المسار المستقبلي لخفض أسعار الفائدة، وبالطبع سيؤثر ذلك أيضًا على زوج اليورو/الدولار.
2. سوق العمل ومعدلات التضخم في الولايات المتحدة:
أي دلالات على الارتفاع المستمر في معدلات التضخم أو تباطؤ سوق العمل ستؤدي إلى زيادة الحذر لدى الاحتياطي الفيدرالي، وقيامه باتخاذ إجراءات أكثر حذرًا فيما يتعلق بتخفيض أسعار الفائدة، مما يدعم قيمة الدولار.
3. البيانات الاقتصادية في منطقة اليورو:
البيانات الاقتصادية المتعلقة بأداء الأسواق في منطقة اليورو، خاصة تطورات النمو والتضخم، لها دور أساسي في تحديد اتجاهات اليورو.
4. العوامل الجيوسياسية:
التوترات التجارية والسياسية بين الدول الكبرى سيكون لها تأثير غير مباشر على معنويات السوق، ما يزيد من جاذبية العملات الآمنة مثل الدولار الأمريكي بالنسبة للمستثمرين.
استمرار صعود اليورو/الدولار الأمريكي للجلسة الثالثة على التوالي
ارتفع زوج اليورو/الدولار الأمريكي (EUR/USD) للجلسة الثالثة على التوالي يوم الثلاثاء، حيث تخطى مستوى 1.0950 مع بقاء الدولار الأمريكي تحت الضغط.
وصل زوج اليورو/الدولار إلى أعلى مستوياته خلال عدة أشهر.
وفي الوقت نفسه، هبط مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) إلى منطقة لم يصل إليها منذ منتصف أكتوبر، في النطاق بين 103.30-103.20، متأثرًا أيضًا بانخفاض عوائد السندات الأمريكية.
تعرف على: الدولار الأمريكي يكتسب زخمًا مع استيعاب الأسواق للتحولات الاقتصادية والمخاطر الجيوسياسية
التوترات التجارية تُضعف ثقة الدولار
تستمر حالة القلق المتعلقة بالتوترات التجارية في مقدمة اهتمامات السوق، وخاصة فيما يتعلق بسياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المرتبطة بالتعريفات الجمركية. وبالرغم من تمديد إيقاف الرسوم على كندا والمكسيك بشكل مؤقت حتى الثاني من أبريل، فما زال هناك حالة من الخوف الشديد من حدوث حرب تجارية عالمية كاملة خلال الفترة المقبلة.
هذا قد يؤدي إلى تهديد النمو الاقتصادي وتوجهات السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي (Fed).
هناك احتمالات قوية بأن تتسبب التعريفات الجمركية في ارتفاع التضخم، ولذلك قد يضطر الاحتياطي الفيدرالي إلى اتباع سياسة تشديد نقدي أكثر صرامة، ولكن في الوقت نفسه قد تتباطأ وتيرة النمو الاقتصادي، لذا يصعب تحديد توقعات دقيقة على المدى القصير بشأن مستقبل الدولار.
بوادر أمل في ملف روسيا وأوكرانيا
تم دعم اليورو نتيجة وجود علامات تقدم محتمل في محادثات وقف الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وذلك بعد اتصال هاتفي رفيع المستوى بين الرئيسين ترامب وبوتين.
وقد أعلن الكرملين يوم الثلاثاء عن موافقة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على اقتراح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بوقف مؤقت لإطلاق النار لمدة 30 يومًا وإنهاء الهجوم على البنية التحتية للطاقة بين روسيا وأوكرانيا، وذلك بعد مكالمة هاتفية مطولة بين الرئيسين.
مراقبة تحركات البنوك المركزية
سيصدر هذا الأسبوع عدة قرارات هامة تتعلق بالسياسة النقدية لمجموعة من أكبر الدول. يُعد هذا الأسبوع حاسمًا للسياسة النقدية، فمن المتوقع أن يقرر الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي (Fed)، وبنك اليابان (BoJ)، وبنك إنجلترا (BoE) الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير.
وقد يتطرق كل بنك من هؤلاء إلى المخاوف المتعلقة بفرض الرسوم الجمركية وتأثير هذه المخاوف على النمو الاقتصادي العالمي.
هناك توقعات بأن يُبقي الاحتياطي الفيدرالي على أسعار الفائدة في النطاق بين 4.25% و4.50%.
وقد أشار رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في نهاية تصريحاته إلى أن قوة الأسس الاقتصادية في الولايات المتحدة، واعتدال التضخم، وسوق العمل القوي، هي من أهم أسباب التوقف المؤقت عن رفع أسعار الفائدة.
لكن بالرغم من ذلك، فإن هناك احتمالات كبيرة بارتفاع الأسعار بسبب التعريفات الجمركية، ما قد يعقد القرارات المستقبلية للاحتياطي الفيدرالي.
البنك المركزي الأوروبي (ECB)
قرر البنك المركزي الأوروبي مؤخرًا تخفيض أسعار الفائدة الرئيسية بمقدار 25 نقطة أساس، وأوضح أن هناك فرصًا إضافية لإجراء المزيد من التيسير النقدي في حالة استمرار حالة عدم اليقين.
وعلى الرغم من تخفيض صناع السياسة النقدية توقعاتهم لنمو منطقة اليورو وزيادة التوقعات بحدوث تضخم طفيف خلال فترة قصيرة، فإنهم ما زالوا يتوقعون تباطؤ التضخم بحلول عام 2026.
تسببت جميع تلك المؤشرات في تداول فكرة قيام البنك المركزي الأوروبي بالتراجع عن التيسير النقدي في الأسواق، ما أضاف زخمًا إيجابيًا فيما يتعلق بتوقعات اليورو.
التوقعات قصيرة الأجل
من المتوقع أن يستمر ارتباط زوج اليورو/الدولار الأمريكي بالسياسة التجارية، واختلاف توجهات البنوك المركزية، وحالات النمو في منطقة اليورو، وخاصة في حالة قيام ألمانيا بتكثيف الإنفاق لدعم اقتصادها.
كما أن معنويات السوق تتأثر باستمرار بأي تطورات في ملف روسيا وأوكرانيا، لذا يراقب المتداولون الأخبار الجيوسياسية والبيانات الاقتصادية عن كثب خلال الأيام المقبلة.
