منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) تخفض توقعاتها للاقتصاد الأمريكي والعالمي مع تأثير رسوم ترامب التجارية على النمو

أشارت التقديرات الأخيرة التي أصدرتها منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) إلى أن التوقعات بتباطؤ النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة الأمريكية والعالم أقل من التقديرات السابقة، والسبب في ذلك هو التوترات الاقتصادية المستمرة الناتجة عن الرسوم الجمركية التي اقترحها الرئيس دونالد ترامب على مختلف المنتجات الواردة إلى الولايات المتحدة.
وقد أصدرت المنظمة تقريرًا اليوم الاثنين حول التوقعات الاقتصادية، تضمن ما يلي:
“من المتوقع أن يتباطأ نمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي من 3.2% في عام 2024 إلى 3.1% في عام 2025 و3.0% في عام 2026، مع تأثير ارتفاع الحواجز التجارية في العديد من اقتصادات مجموعة العشرين، إلى جانب تزايد حالة عدم اليقين الجيوسياسي والسياسي على الاستثمارات وإنفاق الأسر.”
اقرأ أيضا: الجنيه الإسترليني ينخفض مقابل الدولار الأمريكي مع تقييم المستثمرين لنتائج رسوم ترامب الجمركية
هناك توقعات بتباطؤ النمو السنوي للناتج المحلي الإجمالي في الولايات المتحدة من معدلاتها المرتفعة الأخيرة ليصل إلى 2.2% في عام 2025 و1.6% في عام 2026.
وقد قامت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) بنشر تقرير سابق في شهر ديسمبر، توقعت فيه أن ينمو الاقتصاد العالمي بنسبة 3.3% خلال هذا العام والعام المقبل. حيث أشارت توقعاتها السابقة إلى أن ينمو الاقتصاد الأمريكي بنسبة 2.4% في عام 2025 و2.1% في عام 2026.
شاهد: اليورو يعمق خسائره لأدنى مستوى فى أسبوعين بسبب رسوم ترامب الجمركية
صرح ماتياس كورمان، الأمين العام لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، يوم الاثنين أن هناك حالة من عدم اليقين بسبب السياسات التجارية السائدة في الوقت الحالي، والتي تسببت بشكل أساسي في تغيير توقعات المنظمة.
وقال كورمان في حديثه مع سيلفيا أمارو من قناة CNBC:
“هناك مستوى كبير جدًا من عدم اليقين في الوقت الحالي، ومن الواضح أن الاقتصاد العالمي سيستفيد بشكل كبير من زيادة الوضوح فيما يتعلق بإعدادات السياسة التجارية.”
كما أوضحت المنظمة في تقريرها أن هذه التوقعات الأخيرة تعتمد على وجود افتراضات برفع التعريفات الجمركية الثنائية بين كندا والولايات المتحدة وبين المكسيك والولايات المتحدة بمقدار 25 نقطة مئوية إضافية على جميع واردات البضائع تقريبًا منذ بداية شهر أبريل.
كما أوضح التقرير أنه إذا ارتفعت الرسوم الجمركية بمعدل أقل، أو تم تطبيقها على عدد أقل من السلع، فإن ذلك سيزيد من قوة النشاط الاقتصادي، وأن معدلات التضخم ستكون أقل من المتوقع، “ولكن مع ذلك سيظل النمو العالمي أضعف من التوقعات السابقة.”
كما أنه ليس واضحًا معدلات ارتفاع أسعار السلع التي سوف يتم فرض الرسوم الجمركية عليها، وأي السلع ستُطبق عليها، بالرغم من أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أكد الأسبوع الماضي أنه لن “يتراجع على الإطلاق”.
وقالت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD):
“إذا استمرت الإجراءات المعلنة بشأن السياسة التجارية، كما هو مفترض في التوقعات، فإن معدلات الرسوم الجمركية الثنائية الجديدة ستزيد من إيرادات الحكومات التي تفرضها، لكنها ستشكل عبئًا على النشاط الاقتصادي العالمي، والدخول، والإيرادات الضريبية العادية. كما أنها ستزيد من تكاليف التجارة، مما يرفع أسعار السلع المستوردة النهائية للمستهلكين ومدخلات الإنتاج الوسيطة للشركات.”
عندما سُئل ماتياس كورمان، الأمين العام لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، إذا كان يتفق مع رأي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن هذه السياسة التجارية قد تتسبب في ألم قصير الأجل ولكن فوائد طويلة الأجل لاقتصاد البلاد، قال كورمان إن تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي وارتفاع التضخم سيكون لهما “تداعيات متتالية” على الولايات المتحدة.
وأضاف أيضًا أنه في حالة التراجع عن الرسوم الجمركية، فإن ذلك سوف يكون له تأثير إيجابي على نمو الاقتصاد العالمي، وأيضًا على نمو الاقتصاد الأمريكي.
اقرأ المزيد: النفط بصدد تكبّد أكبر خسارة شهرية منذ سبتمبر بسبب رسوم ترامب الجمركية
وأكد كورمان أنه من الضروري الحفاظ على انفتاح السوق العالمي، وللتأكد من أنها تعمل بكفاءة، مع وجود “نظام تجاري قائم على القواعد يعمل بشكل جيد”، حيث أكد على أهمية إنهاء القضايا التجارية عن طريق التعاون والحوار.
وقال: “نشجع الجميع على التفاعل مع بعضهم البعض والعمل بصدق وانفتاح لمعالجة القضايا المطروحة ومحاولة إيجاد أفضل الحلول الممكنة دون اللجوء إلى الرسوم الجمركية وغيرها من الإجراءات التي تقيّد التجارة.”
تمتع بتجربة تعلمية مميزة من خلال الأكاديمية الأقوى للفوركس و الأسواق العالمية MENA