صناديق الاستثمار المتداولة (ETF) هي إحدى أهم أدوات الاستثمار التي تتمتع بشعبية كبيرة بين مختلف فئات المستثمرين، وذلك لتعدد الفرص الاستثمارية التي تمنحها، وقلة تكاليفها، وارتفاع عوائدها، كما أنها تتميز بانخفاض احتمالات المخاطرة بسبب تنوعها، حيث تتيح الاستثمار في أصول مختلفة مثل السلع والسندات والأسهم والعملات، بصورة مرنة وشفافية عالية. سوف نتحدث في هذا المقال عن صناديق الاستثمار المتداولة (ETF)، وكيفية الاستثمار فيها ومزاياها، وأهم النقاط التي يجب أخذها في الاعتبار عند الاستثمار في هذه الصناديق.

كيف تستثمر في صناديق الاستثمار المتداولة (ETF)؟
قبل الحديث عن كيفية الاستثمار في صناديق الاستثمار المتداولة (ETF)، يجب الحديث عن ماهية صناديق الاستثمار المتداولة (ETF) وكيفية التعامل معها.
إقرأ المزيد: أفضل استراتيجيات الاستثمار في الأسهم
ما هي صناديق الاستثمار المتداولة (ETFs)؟
صناديق الاستثمار المتداولة عبارة عن طريقة للاستثمار، يتم تداولها مثل الأسهم في أسواق التداول المالية، حيث إنها تجمع بين مزايا الأسهم والصناديق المشتركة، وتسمح للمستثمرين بشراء الأسهم وبيعها في الصناديق خلال اليوم. في الغالب يتم استثمار الصندوق في مجموعة أصول متنوعة، مثل مجموعة أسهم داخل مؤشر محدد، مثل مؤشر “ستاندرد آند بورز 500″، ويمنح ذلك للمستثمر التنوع والتعامل مع السوق بالكامل.
ما هي مزايا صناديق الاستثمار المتداولة؟
هناك مجموعة من المميزات التي تجعل صناديق الاستثمار المتداولة من أفضل وسائل الاستثمار في الوقت الحالي، وهي:
1. تنوع الصناديق : تتضمن صناديق الاستثمار المتداولة أصولًا متنوعة في أغلب الأحيان، ما يمنح المستثمر فرصة التعامل مع مختلف أنواع الأسواق والقطاعات بدون شراء كل سهم أو سند بشكل منفرد.
2. انخفاض التكاليف: يتم إدارة صناديق الاستثمار المتداولة (ETF) بصورة سليمة، حيث إنها تتبع مؤشرات معينة، ما يجعل تكاليفها منخفضة مقارنة بالصناديق المشتركة التقليدية.
3. مرونة مثل الأسهم: تتشابه صناديق الاستثمار المتداولة (ETF) في إمكانية البيع والشراء مع الأسهم، حيث يتم تداولها في أسواق التداول خلال ساعات التداول، ما يزيد من مرونتها بالنسبة للمستثمرين عند مقارنتها بالصناديق المشتركة التي تنتهي عمليات بيعها وشرائها مع نهاية اليوم.
4. تقديم معلومات واضحة وشفافة: تتميز صناديق ETFs بأنها تقدم للمستثمر معلومات واضحة وشفافة بصورة دورية، حول ما يتضمنه الصندوق، وبذلك يصبح المستثمر على وعي كامل بالأصول التي يتم الاستثمار بها.
5. إمكانية الوصول إلى أسواق جديدة: يمكن من خلال الصناديق المتداولة الوصول إلى أسواق أو قطاعات اقتصادية لا يمكن الوصول إليها عن طريق الاستثمار في الأسهم أو السندات.
تعرف على: ما هي السندات وأنواعها؟ .. ما هي مخاطر الاستثمار في السندات؟
كيف تبدأ في الاستثمار في صناديق ETFs؟
هناك عدة خطوات بسيطة يجب اتباعها عند البدء في الاستثمار في الصناديق المتداولة:
1. فتح حساب استثماري: عند البدء في الاستثمار يجب أولاً فتح حساب استثماري في بنك أو شركة وساطة مالية. وهناك بعض الشركات التي تتطلب الحد الأدنى من الأموال لفتح الحساب، وهناك شركات أخرى تتيح إمكانية فتح الحساب دون حد أدنى.
2. اختيار الصندوق المناسب : يوجد عدد كبير جدًا من صناديق ETFs المتوفرة في السوق، ويجب أن يختار المستثمر الصندوق الملائم لأهدافه المالية والاستثمارية. ننصحك إذا كنت ترغب في الاستثمار في أسواق الأسهم الأمريكية، فيفضل الاختيار من الصناديق التابعة لمؤشر “S&P 500″، وإذا كنت ترغب في الاستثمار في السلع مثل النفط أو الذهب، فيفضل الاستثمار في صندوق ETF الذي يتتبع أسعار الذهب كاختيار مناسب.
3. البحث عن الرسوم والتكاليف: يوجد اختلاف في هيكل الرسوم بين صناديق التداول ETFs. عند اختيار صندوق محدد، يجب أن يقوم المستثمر بعمل فحص شامل للرسوم، أو ما يطلق عليه (“Expense Ratio”). كلما انخفضت نسبة التكاليف أو الرسوم، كانت العوائد الاستثمارية مرتفعة.
4. تحديد حجم الاستثمار: يجب أن يقوم المستثمر بوضع حد أقصى لمبلغ رأس المال الخاص باستثمار صناديق ETFs، ويمكن بدء الاستثمار من مائة دولار وحتى آلاف الدولارات وفقًا لأهدافه واستراتيجياته المالية.
5. متابعة الاستثمار بصورة منتظمة: يجب متابعة أداء الاستثمار عبر الصناديق المتداولة بمجرد بدء الاستثمار. رغم أن تنوع تلك الأصول يقلل المخاطر، من الأفضل مراجعة أدائها من حين لآخر للتأكد من ملاءمتها مع الأهداف الاستثمارية.
أنواع صناديق ETFs
يوجد عدة أنواع من صناديق ETFs، وهي كما يلي:
1. صناديق ETFs لتتبع المؤشرات يعتبر هذا النوع من الصناديق هو الأكثر شيوعًا وشعبية، وذلك لأنه يتبع مؤشرات محددة مثل “S&P 500” أو “NASDAQ-100”. كما أنها تتيح للمستثمر إمكانية عرض مجموعة كبيرة من الأسهم كجزء من مؤشر معين.
2. صناديق ETFs المتخصصة:: تتيح هذه الصناديق إمكانية الاستثمار في قطاعات محددة مثل قطاعات الطاقة المتجددة، أو التكنولوجيا، أو الرعاية الصحية، كما أن هذه الصناديق تتيح للمستثمر إمكانية الاستثمار في مجالات محددة، عالية أو متوسطة المخاطر.
3. صناديق ETFs السلع: هذا النوع من الاستثمار متخصص في الاستثمار في السلع، مثل الذهب أو القمح أو النفط، ويتم استخدامه في تنويع المحفظة الاستثمارية وللحماية من تأثير التضخم.
4. صناديق ETFs للسندات: تتخصص هذه الصناديق في استثمار أنواع معينة من السندات، قد تكون سندات شركات أو سندات حكومية، وتمنح المستثمر أداة استثمارية أقل تقلبًا وأعلى استقرارًا من الأسهم.
5. ETFs المعكوسة أو المحسنة: يعمل هذا النوع من الصناديق على تقييم أداء معكوس للمؤشر التابع له، وتقييم العوائد المحسنة، من خلال اتباع استراتيجيات أكثر تعقيدًا مثل الرافعة المالية. تتناسب هذه الصناديق مع المستثمرين أصحاب الخبرة، حيث أنها أكثر تعقيدًا.
نصائح مهمة عند الاستثمار في صناديق ETFs
1. تنويع المحفظة الاستثمارية يفضل تنويع المحفظة الاستثمارية بشكل إضافي على التنويع الذي تقدمه صناديق ETFs. يمكن التنويع عن طريق مجموعة مختلفة من الأنواع والصناديق من الأصول لتقليل المخاطر.
2. التحليل الدوري يجب أن يحرص المستثمر على متابعة أداء الصندوق بشكل دوري، وملاحظة إذا كان بحاجة إلى إجراء تعديلات وفقًا لتطورات السوق أو تغير الأهداف الشخصية.
3. اختيار الاستثمار طويل الأجل تعتبر صناديق ETFs من أفضل وسائل الاستثمار طويل الأمد، حيث يمكن الاستفادة من التطورات السوقية على المدى الطويل.
4. الاستثمار في الصناديق ذات التكاليف المنخفضة يفضل أن يختار المستثمر صناديق ذات الرسوم الإدارية المنخفضة لضمان خفض التكاليف مع مرور الوقت.
تعتبر صناديق ETFs من أفضل أدوات الاستثمار على الإطلاق، وذلك لأنها تمنح المستثمر إمكانية التعامل مع الأسواق المالية بمرونة وتنويع كبير في الصناديق المتاحة، وتكاليف منخفضة، كما يستطيع تخصيص المحفظة الاستثمارية حسب الاحتياجات والأهداف المالية الخاصة به.
تمتع بتجربة تعلمية مميزة من خلال الأكاديمية الأقوى للفوركس و الأسواق العالمية MENA