زيادة الطلب على الرقائق الإلكترونية من كوريا الجنوبية في ظل التحديات الاقتصادية العالمية، شهدت صادرات كوريا الجنوبية انتعاشًا ملحوظًا، وذلك بفضل الطلب المستمر على الرقائق الإلكترونية. هذه العودة إلى النمو تعكس الدور الحيوي الذي تلعبه كوريا الجنوبية في السوق العالمية للتكنولوجيا المتقدمة، وتعزز من مكانتها كمزود رئيسي للرقائق التي تدعم العديد من الصناعات.

زيادة الطلب على الرقائق الإلكترونية من كوريا الجنوبية
شهدت صادرات كوريا الجنوبية انتعاشًا ملحوظًا بفضل الطلب المستمر على أشباه الموصلات، مما يعكس إشارات إيجابية لصناع القرار الذين يسعون لدعم الاقتصاد المعتمد على التجارة في مواجهة التحديات المحتملة الناتجة عن خطط التعرفة الجمركية التي أعلنها دونالد ترامب.
“شاهد: ارتفاع الصادرات غير البترولية السعودية بنسبة 16.8% في ارباح الربع الثالث“
بيانات وزارة التجارة
أظهرت بيانات وزارة التجارة يوم الأحد أن الصادرات المعدلة وفقًا لاختلافات أيام العمل ارتفعت بنسبة 3.6% في نوفمبر مقارنة بالعام السابق، متعافية من انخفاض في الشهر السابق. كما ارتفعت الصادرات الإجمالية بنسبة 1.4%، بينما انخفضت الواردات بنسبة 2.4%، مما أدى إلى فائض تجاري قدره 5.6 مليار دولار. شهدت صادرات أشباه الموصلات زيادة بنسبة 30.8% على أساس سنوي في نوفمبر، لتصل إلى 12.5 مليار دولار، وفقًا للوزارة، ولكنها كانت أبطأ وتيرة نمو منذ أواخر عام 2023.
اعتماد كوريا الجنوبية على الصادرات
تُعد كوريا الجنوبية من أكثر الدول اعتمادًا على الصادرات في العالم، مما يجعلها عرضة للتداعيات الناتجة عن السياسات الحمائية. وقد أثار ذلك قلق صناع القرار وقادة الأعمال في سيول بعد تعهد الرئيس الأميركي المنتخب ترامب بزيادة التعرفة الجمركية على الشركاء التجاريين. ورغم أن كوريا الجنوبية قد تواجه تعريفات شاملة بنسبة 10% فقط، فإنها قد تتعرض لتداعيات غير مباشرة نتيجة فرض رسوم أكبر على بعض شركائها التجاريين الرئيسيين. ترامب تعهّد بفرض رسوم تصل إلى 60% على الصين، التي تُعد الشريك التجاري الأكبر لكوريا الجنوبية.
خفض سعر الفائدة لدعم الاقتصاد
في خطوة مفاجئة، خفض بنك كوريا المركزي سعر الفائدة الرئيسي يوم الخميس للمرة الثانية على التوالي، لدعم الاقتصاد في مواجهة أي تداعيات محتملة جراء عودة ترامب إلى البيت الأبيض في يناير المقبل. وأعرب البنك المركزي عن مخاوفه إزاء تباطؤ نمو صادرات المنتجات التكنولوجية.
“شاهد أيضًا: ارتفاع الصادرات التركية وسط مؤشرات اقتصادية ايجابية“
مكانة كوريا الجنوبية في صناعة الرقائق
تتمتع كوريا الجنوبية بمكانة بارزة كونها موطنًا لأكبر شركتين في العالم لصناعة رقائق الذاكرة، مع انتشار واسع لأعمالها ضمن سلاسل التوريد التقنية العالمية. ظلت الولايات المتحدة مصدرًا ثابتًا للطلب على أشباه الموصلات الكورية الجنوبية، حيث كثف مطورو الذكاء الاصطناعي مشترياتهم من الأجهزة المتقدمة. وفي الوقت نفسه، شددت واشنطن قيودها على صادرات الرقائق إلى الصين، بهدف منع بكين من الوصول إلى تقنيات يمكن أن تهدد الهيمنة الأميركية.
التحديات التي تواجه شركات الرقائق الكورية
أدت هذه الديناميكيات إلى تعقيد المعادلة التجارية لشركات تصنيع الرقائق الكورية الجنوبية مثل “سامسونغ إلكترونيكس” التي تمتلك مصانع في الصين. ولا يزال الطلب المستمر على رقائق الذاكرة محركًا أساسيًا لزخم الاقتصاد الوطني، وتسعى الحكومة لدعم هذا النمو من خلال تخصيص مليارات الدولارات كمساعدات مالية العام المقبل.
التوقعات الاقتصادية المستقبلية للاقتصاد الكوري
قد يواجه الاقتصاد الكوري صعوبة في تحقيق نمو يتجاوز 2% خلال عامي 2025 و2026، وفقًا لأحدث توقعات بنك كوريا المركزي، ويرجع ذلك جزئيًا إلى تجاوز صناعة رقائق الذاكرة ذروة دورة ازدهارها الأخيرة. كما يظل الاستهلاك الخاص ضعيفًا، حيث يعاني الأفراد والشركات من تأثير ارتفاع أسعار الفائدة لفترة ممتدة. قد يؤدي الركود الاقتصادي المطول إلى زيادة الدعوات لتحفيز حكومي وتيسير نقدي أسرع من قبل البنك المركزي. ومع ذلك، قد يؤدي خفض أسعار الفائدة إلى زيادة الضغط على العملة المحلية، “الوون”، التي تعاني بالفعل من ما يُسمى بـ”تداولات ترامب”.
تعليقات الخبراء وتوقعاتهم
قال ديف تشيا، الاقتصادي المساعد في “موديز أناليتيكس”، في مذكرة: “تشير عودة ترامب إلى البيت الأبيض إلى فترة مضطربة مقبلة، مع تعريفات أميركية أعلى واحتكاكات تجارية جديدة بين الولايات المتحدة والصين، مما قد يعرقل تدفق السلع وسلاسة عمل سلاسل التوريد”. وأضاف: “باعتبارها شريكًا تجاريًا رئيسيًا للولايات المتحدة والصين، قد تجد كوريا الجنوبية نفسها عالقة في الوسط”.
“شاهد: بورصة الخليج تحقق المكاسب والصادرات النفطية تعمق خسائرها“
بيانات وزارة التجارة الكورية بشأن الصادرات
تراجعت الطلبات من كل من الصين والولايات المتحدة في نوفمبر. إذ انخفضت الشحنات إلى الصين بنسبة 0.6% مقارنة بالعام الماضي، بينما تراجعت الصادرات إلى الولايات المتحدة بنسبة 5.1%، وفقًا لوزارة التجارة الكورية. كما انخفضت صادرات السيارات بنسبة 13.6%، وتراجعت مبيعات المنتجات النفطية بنسبة 18.7%، في حين ارتفعت صادرات السفن بنسبة 70.8%، والصلب بنسبة 1.3%
يمكن القول بأن هذا الانتعاش في صادرات الرقائق يعكس قدرة كوريا الجنوبية على التكيف مع التغيرات في السوق العالمية والطلب المتزايد على التكنولوجيا المتقدمة. ومن المتوقع أن يستمر هذا الزخم مع استمرار الابتكار في قطاع التكنولوجيا وتوسيع الأسواق العالمية للرقائق الإلكترونية.
المزيد من الأخبار العالمية و الإقتصادية من خلال أكاديمية MENA