كيف يغير الذكاء الاصطناعي الأعمال

يعتبر الذكاء الاصطناعي (AI) أحد أفضل الابتكارات التكنولوجية التي يتميز بها العصر الحديث، وذلك بسبب تأثيره على طرق إدارة الأعمال، والتحولات الجوهرية التي أحدثها في هذا المجال، ووسائل تحقيق الأهداف التي تم إحداثها. كما يتميز الذكاء الاصطناعي بأنه أحد أهم وسائل النمو في مختلف المجالات، إلى جانب قدرته على دعم الابتكار وتحقيق الأهداف، وتقليل التكاليف. وسوف نستعرض في السطور القادمة كيف يغير الذكاء الاصطناعي الأعمال في الشركات، ومميزات استخدامه، والتحديات التي تواجهه.

كيف يغير الذكاء الاصطناعي الأعمال

1. تحسين الكفاءة التشغيلية للعمل

يمكن للذكاء الاصطناعي إنهاء مختلف المهام الروتينية بأفضل شكل وفي وقت قصير. ومن أبرز هذه المهام، إدارة المخزون، ومعالجة البيانات، وجدولة العمليات، وبذلك تقل فرص الخطأ البشري المحتمل، إلى جانب توفير الوقت ومنح الفرصة لاستثماره في أعمال أخرى ذات استراتيجية أكبر.
مثلاً، هناك بعض الشركات التي تستعين بالذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات الكبيرة، مما يساعدها على توقع احتمالات الطلب على المنتجات، ما يساعد على تقليل الهدر، وإدارة المخزون بصورة أفضل.

إقرأ المزيد: مستقبل الذكاء الاصطناعي في التكنولوجيا

2. دعم القدرة على اتخاذ القرارات

يستطيع الذكاء الاصطناعي دعم اتخاذ القرارات التجارية، وليس فقط تنفيذ المهام، ويتم ذلك عن طريق تحليل كميات ضخمة من البيانات في أقل وقت وبدقة كبيرة. وتستطيع الشركات الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في التعرف على الأنماط والاتجاهات التي قد لا يدركها الإنسان، خصوصاً في قطاعات التمويل.
مثلاً، تعتمد البنوك على ما يطلق عليه خوارزميات التعلم الآلي، والتي تساعد على تقليل مخاطر القروض، وتحليل تعاملات العملاء، وبناءً عليه يتم اتخاذ القرارات الاستثمارية بدقة كبيرة.

3. تحسين تجربة العملاء

يعتمد نجاح مختلف الأعمال على مدى رضا العملاء عن تجربتهم، ولذلك يتم اعتبارها محور نجاح الأعمال. ولهذا، يقوم الذكاء الاصطناعي بالعمل على تحسين تجربة العملاء من خلال ابتكار الحلول، وتقديمها للشركات، مستعيناً ببعض التقنيات مثل الدردشة الآلية (Chatbots) التي تمنح العملاء إجابات فورية طوال اليوم وبدون توقف. كما يمكن للذكاء الاصطناعي عمل تحليل لسلوك وتفضيلات العملاء ومنحهم توصيات شخصية، ويدعم ذلك العلامة التجارية والولاء لها.
مثلاً، هناك بعض الشركات مثل نتفليكس وأمازون تعتمد على الذكاء الاصطناعي في تحليل بيانات العملاء وتواريخ البحث والشراء.

إقرأ: كيف يغير الذكاء الاصطناعي مستقبل العمل؟ أهم الوظائف المتأثرة بـ AI

4. تعزيز ودعم الابتكار

يعتبر الذكاء الاصطناعي من أفضل وسائل الابتكار الحديثة، وليس فقط وسيلة لتطوير العمليات الموجودة بالفعل. ويتم استخدام الذكاء الاصطناعي في صناعة السيارات، وتطوير السيارات ذاتية القيادة، والتي من شأنها زيادة كفاءة عملية التنقل، وتقليل حوادث الطرق.
كما يتم استخدام الذكاء الاصطناعي في قطاع الرعاية الصحية، من خلال تقنيات حديثة مثل تقنية التعلم العميق التي تقوم بتشخيص المرض، وتحليل صور الأشعة.

5. دعم التسويق الرقمي

أحدث الذكاء الاصطناعي الكثير من التطورات في مجال التسويق الرقمي، حيث يتيح للشركات إمكانية تحليل تعاملات العملاء من خلال الإنترنت، وتحديد الفئات المستهدفة منهم بالإعلانات المناسبة لاهتماماتهم بشكل دقيق. وقد أتاحت وسائل الذكاء الاصطناعي إمكانية معرفة مدى فاعلية الحملات التسويقية في وقتها الفعلي، كما يمكن إجراء تعديلات عليها، ما يضمن الحصول على نتائج أفضل من التوقعات.
كما يمكن استخدام بعض التقنيات الإضافية مثل تقنيات تحليل المشاعر، التي تدعم قدرة الشركات على إدراك مدى تفاعل العملاء مع منتجاتهم، وهذا يزيد من كفاءة الحملة التسويقية.

تعرف على: كيفية التداول في الذكاء الاصطناعي … أشهر أسهم التداول في AI

6. زيادة الأرباح وتقليل التكاليف

يساعد الذكاء الاصطناعي على تخفيض نسبة كبيرة من التكاليف التشغيلية للشركات، وذلك من خلال الأتمتة.
ويتم ذلك عن طريق تقليل الاعتماد على العنصر البشري في المهام العادية، والاستعانة بأنظمة الذكاء الاصطناعي التي تتميز بدقتها وسرعتها.
كما يتميز الذكاء الاصطناعي باستخدام الموارد بأفضل شكل، وتقليل الفاقد، وبذلك تزيد نسبة الأرباح.
ومن أهم المجالات التي تتأثر بالذكاء الاصطناعي بشكل إيجابي، هو مجال الصناعات التحويلية، والذي يتم فيه الاستعانة بروبوتات الذكاء الاصطناعي في خطوط إنتاجها، ما يزيد من كفاءتها.

7. التحديات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي

بالرغم من دور الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات في العصر الحالي، إلا أنه يواجه العديد من التحديات عند استخدامه في الشركات والصناعات المختلفة، ومن هذه التحديات:
– ارتفاع التكاليف المالية: حيث يحتاج استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي إلى استثمارات ذات بنية تحتية كبيرة، والكثير من التدريب والبرمجيات.
– انخفاض المهارات: حيث إنه ليست كل الشركات لديها مهارات كافية لاستخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي وتطويرها وصيانتها.
– الأمان وخصوصية البيانات: حيث يوجد مخاوف كثيرة حول أمان وخصوصية تحليل بيانات العملاء الشخصية، واحتمالية تعرض الشركات لمشاكل أخلاقية وقانونية.
–  الإفراط في الاعتماد على الذكاء الاصطناعي:  قد يتسبب في تقليل الاعتماد على العنصر البشري، وزيادة معدلات البطالة.

8. مستقبل الذكاء الاصطناعي في الأعمال

هناك توقعات كبيرة أن يحدث الذكاء الاصطناعي العديد من التطورات العميقة في المجالات المختلفة مع استمرار تطور التقنيات. كما أن الذكاء الاصطناعي سوف يكون قادراً على تقديم المزيد من الحلول الإبداعية والمعقدة.
مثلاً، يمكن أن يتم دمج الذكاء الاصطناعي مع إنترنت الأشياء (IoT)، لجعل الاتصال بين الأجهزة أفضل، مع رفع كفاءة القطاعات المختلفة مثل قطاع النقل، وقطاع الزراعة، وقطاعات الرعاية الصحية.

لذلك يمكن القول إن الذكاء الاصطناعي هو وسيلة للتطوير الجذري في نظام عمل الشركات عن طريق رفع معدل الكفاءة، ودعم تجارب العملاء. ولكن مازال استخدام الذكاء الاصطناعي يحتاج إلى المزيد من الدراسة الدقيقة والتخطيط لتقليل التحديات التي يواجهها. ومع ذلك، فإن هذه التحديات ليس لها تأثير كبير على الذكاء الاصطناعي باعتباره وسيلة جدية بالنسبة للمؤسسات للتطور في مجالات التكنولوجيا، وتحقيق النمو من خلال استخدام استراتيجيات مبتكرة والاستفادة الكاملة من مميزات الذكاء الاصطناعي، مما يجعل مستقبل المؤسسات أكثر كفاءة وتطوراً.

تمتع بتجربة تعلمية مميزة من خلال الأكاديمية الأقوى للفوركس و الأسواق العالمية MENA