أنواع المشتقات المالية المتاحة أمام المتداولين متنوعة وكثيرة، وتشمل العديد من الخيارات التي تتناسب مع مختلف توجهات ورغبات المستثمرين، ومن أمثلة أنواع المشتقات المالية: العقود الآجلة، العقود المستقبلية، عقود الفروقات، عقود المقايضة، عقود الخيارات، عقود سوق المشتقات المالية، وهناك العديد أيضاً والتي نتحدث عنها بالتفصيل خلال المقال التالي.
أنواع المشتقات المالية
العقود الآجلة
عقود تتم بين طرفي البائع والمشتري، وتوضيحاً عبارة عن بيع السلع بثمن محدد لكن استلامها ليس بالوقت الحالي بل في المستقبل، وهذه العقود تتم بهدف تحديد وتثبيت السعر، فعلى سبيل المثال؛ مزارع يخشى من انخفاض سعر الحبوب في مزرعته لأسباب كثيرة، فليجأ لإستخدام العقود الآجلة لأنها تمنحه العمل براحة أكبر كونه يعلم قيمة بيع الحبوب بعد فترة زمنية مستقبلية.
بالإضافة إلى ذلك، فإن استخدام العقود الآجلة يؤدي إلى التحوط وتقليل من نسبة المخاطرة والخسارة المالية، حيث من الممكن أن يخشى بائعي وصائغي الذهب والمجوهرات من ارتفاع أسعار المواد الخام للذهب بشكلٍ مفاجئ، فيقومون بإبرام صفقة آجلة من أجل شراء كميات من الذهب بأسعار السوق الحالية، ولكن الاستلام يكون في المستقبل.
وعلى الرغم من أن العقود الآجلة تحقق أهداف كبيرة للمستثمرين والتجار، إلا أن البورصة العالمية حددت لها بنوداً صارمة، وتشمل هذه البنود ما يلي:
- حجم العقد
- مدة العقد
- الصك الأساسي
- شروط التسليم
العقود المستقبلية
لا تختلف عن النوع السابق “العقود الآجلة” ولكن الفارق الأساسي بينهم هو مكان حدوث الصفقة وآلية التفاوض بين البائع والمشتري في العقود المستقبلية، حيث أن هذا النوع يتم خارج أسواق البورصة العالمية، ويمكن أن يتم التفاوض بين البائع والمشتري على ثمن السلعة وتوقيت إستلامها.
فعلى سبيل المقال، لو أن هناك شركة للأثاث المنزلي تقوم بتصدير منتجاتها إلى أوروبا، فعلى الشركة المصدرة أن تفكر في أمرين مهمين هي جودة السلعة المصدرة وفرق العملة بين أوروبا وبلد المنشأة.
فسعر السلعة باليورو الأوروبي من الممكن أن يكون خمس أضعاف عملة الدولة التي تصنع الأثاث، وعلى هذا النحو لا بد الأخذ بعين الاعتبار أثناء اجراء العقود المستقيلية هذا الأمر، حيث يتم حينها التفاوض على حجم العقد، والسعر وكذلك الفترة التي سيتم فيها تحقيق ذلك العقد الذي تم إدراجه، حيث لا يمكن أن يتم التغيير في شروطه.
عقود الفروقات
هذا النوع من أنواع العقود المالية يتم من خلاله تبادل فروقات الأسعار بين سعر قيمة السلعة الأصلية وقت الإتفاق وكتابة العقد، ووقت الإنتهائه، وهي عقود يلجأ إليها في العادة المستثمرين التقليديين، ففي حالة كنت ترغب بالاستثمار في أسهم شركة محددة ستقوم بشرائها بأسعار البورصة الحالية، أما في حال كنت تريد الاستثمار في الذهب والنفط فأنت ستنتظر ارتفاع سعر تلك الأسهم ثم تقوم بعملية البيع، وهكذا ستكون حققت أرباح من الفرق بين سعر الشراء والبيع.
عقود الخيارات
واحدة من العقود التي شهدت تطوراً كبيراً في الآونة الأخيرة، وأصبح لديها شعبية في الأسواق، وتوضيحاً هي عقد بين البائع “كاتب الخيارات” والمشتري ويكون للأخير الحق في تنفيذ شروطه، في حين يتوجب على الطرف الأخر إتمام العقد حين يُطلب منه ذلك، ويحصل كاتب الخيارات على مكافأة مالية بسبب إصدار خيار غير قابل للاسترداد، ويسمى تاريخ انتهاء تلك العقود بتاريخ الاستحقاق المالي.
عقود المقايضة
إحدى أنواع عقود الفائدة التي يتمتع بها متداولين المشتقات المالية، ولكن تختلف عن العقود السابقة بإحتوائها بعض التعقيدات، حيث أنها عبارة عن اتفاق يبرم بين الطرفين “البائع والمشتري”،ويتم التوصل إلى إتفاق بينهم للقيام بتبادل تدفق نقدي بشكلٍ مستقبلي وفقاً لصيغ وإتفاق مسبق، ويكون الضامن الأساسي في هذه العقود هي أسعار الفائدة، وبسبب تقلب سعر الفائدة في البورصة تحمل عقود المقايضة مخاطر كبيرة، ولا تتم إلا داخل البورصة بل وبوجود وسطاء بين الطرفين.
سوق المشتقات المالية
يعتبر سوق المشتقات المالية من أضخم الأسواق والتي يقدر حجمها بـ 1.2 دولار كوادريليون، ويرجع السبب في ضخامة هذا السوق إلى أنه يحتوي على العديد من المشتقات المالية التي قمنا بذكرها بالتفصيل، ويفضل المستثمرون الشراء من سوق المشتقات المالية وليس من الأصول بسبب ما تحمله من أهمية بالغة وتمنحهم تحوط من المخاطر.
مشتقات Over the Counter “OTC”
مشتقات غير مدرجة في أسواق البورصة العالمية، ويتم إستخدامها بشكل مباشر بين الأطراف، لذلك فهي لا تتطلب أي تعقيدات كباقي الأنواع ولهذا فهي تحظى بشعبية ضخمة بين بنوك الاستثمار وخاصة المستثمرين الكبار
المشتقات القائمة على التبادل
عبارة عن مشتقات متعلقة بشكلٍ مباشر بسوق البورصة، مثل بورصة شيكاغو، كما أن هذا النوع متاح أمام المستثمرين الجدد والصغار.