ما هي أفضل استراتيجيات الاستثمار في الأسهم؟! يهدف كل مستثمر في سوق الأسهم إلى تحقيق عوائد مالية جيدة. ولكن مع التقلبات اليومية وتغيرات السوق، يصبح من الضروري تبني استراتيجيات استثمارية فعالة تساهم في تحقيق هذه الأهداف. استراتيجيات الاستثمار في الأسهم تعتبر خارطة طريق للمستثمرين، حيث تساعدهم على اتخاذ قرارات مستنيرة بناءً على بيانات وتحليلات دقيقة. فيما يلي نوضح استراتيجيات الاستثمار في الأسهم.
أفضل استراتيجيات الاستثمار في الأسهم
يسعى المستثمرون في سوق الأسهم لتحقيق عوائد مالية من خلال الفارق بين سعر الشراء وسعر البيع. يتبع كل مستثمر نهجًا مختلفًا لتحقيق هذا الهدف، وتتعدد هذه الأساليب بما يُعرف باسم استراتيجيات الاستثمار في الأسهم.
مع مرور الوقت، برزت بعض هذه الاستراتيجيات وحققت شهرة واسعة بفضل فعاليتها المثبتة، مما جعلها من أفضل استراتيجيات الاستثمار في الأسهم التي يعتمد عليها العديد من المستثمرين عالميًا لتحقيق الأرباح المرجوة. وفيما يلي أبرز هذه الاستراتيجيات:
“شاهد: بين المغامرة والأمان.. الفرق بين السندات والأسهم؛ رحلة في عالم الاستثمار“
التداول اليومي Day Trading
يُعرف التداول اليومي أيضًا باسم “Daily Pivots”، وهو نهج شائع في عالم التداول عبر الإنترنت، ولا يقتصر على التداول في أنواع الأسهم فقط، بل يشمل فئات أخرى من الأصول المالية مثل العملات. تهدف هذه الاستراتيجية إلى شراء السهم عند أدنى مستوى خلال اليوم وبيعه عند أعلى مستوى في اليوم نفسه، وتتم هذه العملية من خلال صفقات سريعة قد تستغرق بضع ثوانٍ وحتى يوم كامل.
استراتيجية الاختراق Breakout Strategy
تعتمد هذه الاستراتيجية على تحرك السعر خارج مستوى معين للدعم أو المقاومة. يتم تحديد مستوى الدعم عندما يميل سعر السهم للارتداد صعودًا بعد الانخفاض، ومستوى المقاومة عندما يميل للارتداد هبوطًا بعد الارتفاع. يمكن للمستثمرين دخول صفقة طويلة الأجل عند كسر السعر فوق مستوى المقاومة، أو الدخول في مركز قصير عند كسر السعر دون مستوى الدعم.
استراتيجية الاستغلال Scalping
تعتمد استراتيجية السكالبينج على الاستفادة من التقلبات الدائمة في أسعار الأدوات المالية. يُعرف متبعو هذه الاستراتيجية باسم “المُستغل” أو “Scalper”، حيث يعتمد تحقيق الربح على المهارة في استغلال الفوارق السعرية الضئيلة، والتي قد تنجم عن تغيرات مؤقتة في العرض والطلب.
“شاهد: ما هي السندات وأنواعها؟ .. ما هي مخاطر الاستثمار في السندات؟“
تداول المركز Position Trading
تركز هذه الاستراتيجية على الاستفادة من الاتجاهات المتغيرة في السوق. يستهدف المستثمرون الدخول في الصفقات عند تسوية الاتجاه والخروج منها عند تغييره، مما يجعل التحليل الأساسي والفني جزءًا مهمًا من هذه الاستراتيجية. عادةً ما تتطلب هذه الاستراتيجية شغل المركز لفترة أطول لتحقيق ربح أعلى، مما قد يستدعي فتح صفقات أقل عددًا ولكن بحجم أكبر.
استراتيجية التداول المتأرجح Swing Trading
تتطلب استراتيجية التأرجح مستوى عالٍ من الخبرة والمهارة في إدارة الصفقات، حيث يجب تحديد أوقات الدخول والخروج بدقة. تكون هذه الاستراتيجية مجدية عند دخول الصفقة في نهاية الاتجاه والتحول بين الاتجاهين السابق واللاحق.
تساعد هذه الاستراتيجيات المستثمرين في تحقيق أهدافهم المالية في سوق الأسهم. يُفضل للمستثمرين اختيار الاستراتيجية التي تناسب مستوى خبرتهم وأهدافهم المالية للحصول على أفضل النتائج.
الاستثمار القيمي الأساسي
تعني استراتيجية الاستثمار القيمي ببساطة شراء أسهم الشركات التي يعتبرها السوق أقل من قيمتها الحقيقية. الهدف ليس الاستثمار في شركات غير معروفة لم تُعترف بعد بإمكاناتها – فهذا يُعتبر من قبيل الاستثمار المضاربي أو في الأسهم الرخيصة. عادة ما يشتري المستثمرون القيميون أسهم شركات قوية يتم تداولها بأسعار منخفضة يرون أنها لا تعكس القيمة الحقيقية للشركة. يتعلق الاستثمار القيمي بالحصول على أفضل صفقة، مثل الحصول على خصم كبير على علامة تجارية معروفة.
عندما نقول أن السهم منخفض القيمة، نعني أن تحليل البيانات المالية يشير إلى أن السعر الذي يتم تداول السهم به أقل من السعر الذي يجب أن يكون عليه بناءً على القيمة الحقيقية للشركة. يمكن أن يتضح ذلك من خلال نسبة السعر إلى القيمة الدفترية المنخفضة (نسبة مالية مفضلة لدى المستثمرين القيميين) وعائد الأرباح العالي، الذي يمثل المبلغ الذي تدفعه الشركة كأرباح سنوية بالنسبة لسعر كل سهم.
قد لا تكون السوق دائمًا دقيقة في تقييماتها، ولذلك غالبًا ما يتم تداول الأسهم بأقل من قيمتها الحقيقية لفترة من الزمن على الأقل. إذا كنت تتبع استراتيجية الاستثمار القيمي، فإن الهدف هو البحث عن هذه الأسهم المقللة القيمة وشراؤها بسعر مناسب.
“ربما يروق لك: الاستثمار في السلع، أهم الفوائد والمخاطر واستراتيجيات الاستثمار بها“
الاستثمار القيمي طويل الأجل
استراتيجية الاستثمار القيمي واضحة، لكن تطبيقها يتطلب جهدًا أكبر مما قد تتصور، خاصة عند استخدامها كاستراتيجية طويلة الأجل. من المهم تجنب الإغراء بمحاولة كسب المال بسرعة بناءً على اتجاهات السوق المتقلبة. تعتمد استراتيجية الاستثمار القيمي على شراء شركات قوية ستحافظ على نجاحها وسيتم في النهاية الاعتراف بقيمتها الحقيقية من قبل الأسواق.
قال وارن بافيت، أحد أعظم المستثمرين القيميين في هذا القرن، “على المدى القصير، السوق عبارة عن مسابقة شعبية. على المدى الطويل، السوق آلة وزن.” يعتمد بافيت في اختياره للأسهم على الإمكانات الحقيقية واستقرار الشركة، وينظر إلى الشركة ككل بدلاً من مجرد النظر إلى سعر السهم المنخفض الذي حدده السوق. ومع ذلك، فهو يفضل شراء الأسهم التي يعتبرها “معروضة للبيع”.
أساسيات استراتيجيات الاستثمار في أسهم النمو
على مر العقود، تم تصنيف الاستثمار في الأسهم النامية على أنه النظير للاستثمار القيمي. وعلى الرغم من أن الاستثمار في النمو يُعتبر بشكل أساسي “عكس” الاستثمار القيمي، فإن العديد من المستثمرين القيميين يتبنون أيضًا عقلية الاستثمار في النمو عند اختيار الأسهم. الاستثمار في النمو يشبه إلى حد كبير استراتيجيات الاستثمار القيمي على المدى الطويل. إذا كنت تستثمر في الأسهم بناءً على القيمة الحقيقية للشركة وإمكانية نموها في المستقبل، فأنت تستخدم استراتيجية استثمار في النمو.
التمييز بين المستثمرين في النمو والقيمة
يتميز المستثمرون في النمو بالتركيز على الشركات الناشئة التي أظهرت إمكانياتها للنمو الكبير والمستدام. يبحث هؤلاء المستثمرون عن الشركات التي أظهرت مؤشرات متكررة على النمو وزيادة الأعمال والأرباح بشكل كبير وسريع.
النظرية العامة للاستثمار في النمو
تعتمد النظرية العامة للاستثمار في النمو على فكرة أن نمو الأرباح أو الإيرادات التي تحققها الشركة سينعكس في زيادة أسعار الأسهم. وعلى عكس المستثمرين القيميين، قد يشتري المستثمرون في النمو الأسهم بأسعار أعلى من القيمة الحالية للشركة، بناءً على الاعتقاد بأن معدل النمو المرتفع سيزيد في النهاية من القيمة الحقيقية للشركة إلى مستوى أعلى بكثير من سعر السهم الحالي.
دمج الاستثمار القيمي والنمو
إذا كنت تفكر في نهج طويل الأجل للاستثمار، فإن دمج استراتيجيات الاستثمار القيمي والنمو، كما يفعل بافيت بفعالية، قد يكون جديرًا بالنظر. تعتبر الأسهم القيمية عادةً أسهم شركات في صناعات دورية، مثل صناعة الطيران، التي يعتمد أداؤها على دورات الأعمال. من ناحية أخرى، تؤدي الأسهم النامية بشكل أفضل عندما تنخفض أسعار الفائدة وتزداد أرباح الشركات.
“تابع: الاستثمار في الفضة، أبرز الفوائد والمخاطر التي يمكن أن تواجهك عند استثمارك في المعدن الفضي“
الاستثمار السلبي في المؤشرات
يُعتبر الاستثمار في المؤشرات أكثر هدوءًا مقارنةً بالاستثمار القيمي أو النمو، حيث يتطلب جهدًا أقل واستراتيجيات أقل تعقيدًا من المستثمر. يعتمد الاستثمار في المؤشرات على تنويع أموال المستثمر بين أنواع مختلفة من الأسهم، بهدف تحقيق عوائد مماثلة لأداء السوق العام. يتم ذلك عادةً من خلال الاستثمار في صناديق المؤشرات أو الصناديق المتداولة في البورصة التي تعكس أداء مؤشر رئيسي مثل S&P 500 أو FTSE 100.
قي نهاية المطاف، تعتمد نجاحات الاستثمار في سوق الأسهم على استخدام استراتيجيات مدروسة تلائم احتياجات وأهداف كل مستثمر. سواء كنت تتبع التداول اليومي، أو استراتيجية الاختراق، أو أي من الأساليب الأخرى، فإن التحليل الجيد والتخطيط المستمر هما مفتاح النجاح في هذا المجال الديناميكي والمتقلب.
تمتع بتجربة تداول مميزة من خلال الأكاديمية الأقوى للفوركس و الأسواق العالمية MENA
