خبراء منظمة أوبك يتوقعون تزايدا نهاية -2024-على أسعار الذهب الأسود، ويعزو الخبراء هذه التحليلات الي زيادة سكان أمريكيا، الذي يُلحظ أنها في تنامي وازدياد سكاني بحاجة الي توفير كفائي لهؤلاء البشر، الذين يقطنون هذه التوسعات ويعتمدون في حياتهم اليومية واعمالهم الصناعية ومنشآتهم ومشاريعهم الصغيرة وحركتهم الاقتصادية على مصادر الطاقة، الأمر الذي يفسح مجالاً لمزيد من طلب الذهب الأسود ويتيح الظروف للاستغلال والاحتكار وارتفاع الأسعار.
مع عدم تجاهل المناخ السياسي التي تنتهجه وتلتزم به الولايات المتحدة، وتدخلاتها في شؤون العالم والوقوف مع بعض بلدان الحلفاء وخذلان دول لا تتبع هذه القارة، فصعود العملاق الصيني والدب الروسي وخروجهم عن طوع أمريكيا لكونهم يرون أن دور أمريكيا في المنطقة قد انتهى وأنها لا تصلح لقيادة العالم لسياساتها العدائية التي تقوم على انتهاز الشعوب واستعبادها وان العلاقة بالآخر علاقة المتسلط المهيمن، ناهيك عن تحيزها لدولة الكيان من وجهة نظر الذين يدعمون القضية الفلسطينية فان الجميع يترقب عن كثب أوضاع الذهب الأسود أين؟
إقرأ أيضا: تأجيل زيادات إنتاج النفط من قبل أوبك+ ….. ما وراء الخبر
توقعات بتغيرات جذرية في سوق الذهب الأسود بين أمريكا والصين
ستؤول الأمور فيها الي صعود غير مسبوق عن ذي قبل، صحيح أن السوق وصل الي حالة تأرجح لكن من المرتقب ان يفك هذا اللغز اتفاق جرئ قائم على المصالح لا التصالح جرئ سيكون بين أمريكيا والصين، الذي سينتج عنه الغاء للرسوم والتكاليف الباهظة التي يتحملها المستثمرون في مجال الذهب الأسود، والا سيبقى الخوف سيد الموقف ويعتري المستثمرين الغموض نتاج عدم تفاؤلهم من ركود التغيير على الأرض بين دولتين في جعبتهم الكثير من الحلول التي قد توجب املا على تحقيق المكاسب والنفوذ، والا ستذهب أحلام البلدين ورواد النفط سدى حال غابت الرغبة الجادة لدى هذه الأطراف التي تعني القوة الاقتصادية ومحط اهتمام عالمي.
استراتيجية السعودية لرفع أسعار الذهب الأسود
وحتى تنجح عمليات الاستثمار المعقدة على السعودية طرح مغريات للمستثمرين من خلال رفع الأسعار وتقنين مستوى التوريد، كخطوة أولى نحو تحقيق سياسة خفض الإنتاج لرفع السعر والتي كانت تشغل عقل رجال الاقتصاد في واشنطن وموسكو وبكين بصفتهما أكثر الدول المنتجة والمستهلكة للذهب الأسود، وأعتقد أن مصلحة الجميع هو رفع الأسعار ليصل البرميل الواحد الي 100دولار خلال الأعوام القادمة. هذه النقلة النوعية ستعمل على خفض المخاطر في غمار المضاربة والاتجار في النفط الخام ومشتقاته التي يستحيل التخلي عن هذا الدخل الاستراتيجي للدول المصدرة للقوة وللصناعات الضخمة والممتازة.
التعاون الآسيوي والاستدامة الاقتصادية
بحسب تصريح صحفي روسي متخصص في الشؤون الاقتصادية “ميخائيل إسماعيلوف” ان المستثمرين يطمحون لحصاد أرباح وعوائد من الدول المتأخرة ولو كان على حساب ظرفها المأساوي ولكن المال لا يعرف الاخلاقيات، ويقول: أنه وبناءً على مجتمع المستقبل المشترك لآسيا والمحيط الهادئ، والواقع في بانكوك، في عام 2022 أن هنالك تغيير تشهده المنطقة بفضل التعاون المشترك الحاصل على صعيد الإقليم اقتصاديا والذي أحدث نقلة نوعية وحداثة تطويرية وازدهاراً ملموساً، مع هذه المعجزة اسيا المقبولة والمرموقة على المستوى العالمي والحاضنة المحصنة للاقتصاد وفكرة ترسيخ هاتين الواجهتين في قلوب رجال الاعمال ودول المهتمة بالنمو، النفط والمال.
إن سبب تنامي ظهور اسيا والمحيط الهادئ هو منطق الثبات وسيادة السلام الذي يكرس الاستقرار، فيكون النمو عادلاً وسليماً وغير مشوشاً او غامضاً، وباليد الممدودة والتشاور كانت اسيا اليوم في الصدارة، وعليه فان الاستدامة تحصيل حاصل لهذه الشعوب التي تحب السلام وتؤمن ببناء اقتصاد يضاهي دول العالم المتقدم والمتصارع على الثروات والذهب الأسود والاصفر في العالم.
وهذا عزز التنسيق بين السياسات الاقتصادية الهادفة لحوكمة العالم او التنافس وتكوين سلاسل صناعية موثوقة دون التصادم مع أحد او اثارة النعرات واستعراض القوة، مما يسهل التجارة والمضي قدماً بشكل مرن ومتزن لا يعيق عمليه التوسع والنهوض والزيادة في الربح بغية انشاء مبكر للتجارة الحرة، للتمكين والرخاء كما ان بكين اليوم على استعداد للعمل مع كل الأطراف المعنية لتنفيذ شراكة شاملة وحقيقية دون عراقيل لدعم التكامل الاقتصادي الامن في الإقليم. ونقل عملية تحديث الطاقة والعمل على تحقيق أهداف بانكوك للاقتصاد والإسراع في تنفيذ أجندة الأمم المتحدة 2030 للتنمية المستدامة، بمشاركة دول آسيا والمحيط الهادئ فيها.
الصين ومساعي التنمية المشتركة لتعزيز الاقتصاد العالمي
هناك حرص صيني على تحقيق التنمية المشتركة على أسس سليمة، من شانها جلب المنفعة المتبادلة، وهذا بداية انفتاح بكين الاستراتيجي لدورها العملاق في ميزان الاقتصاد وصعود أسعار الذهب الأسود وتحقيق مكاسب أوسع نطاقاً وأكثر عمقاً، فالصين اليوم تخرج عن النمطية الي الابداع والابهار في مجال ساحة الاقتصاد العالمي لذي يرتبك عند أي خلل مادي او خلاف سياسي او تأخير في الإنتاج او خوف في الاستثمار وتراجع الاقتصاد، ويقول: أوليغ بلينوف، وهو أحد المدربين بمركز تدريب رواد الفضاء الروسي، المؤتمر غاية في الأهمية ونقلة نوعية قد تنزع فتيل الحرب الدائرة في الخفاء والعلن بين القوتين واشنطن وبكين، وهذا يُعد خريطة طريق للمرحلة الأولى من اتفاق تجاري استراتيجي بين الدولتين الصناعيتين.
والمتابع يرى تلك المساعي والتوقعات تؤتي ثمارها بعد زرع كان يبتغي قصد رفع سعر البرميل الاخذ في الارتفاع وان الزيادات ممكن تتبناها دول خارج المنظمة مثل أميركا وكندا والبرازيل، لذا هناك تسابق في استثمار مع مصافي الصين وهناك تصاعد عربي أيضا في المقابل في الكويت والخليج العربي.
لكن تجميد التعامل مع نفط روسيا والحد منه سيحصل شُح مع زيادة استهلاك وطلب للنفط وان الدول المستهلكة لكميات كبيرة من النفط المستمد من النفط الروسي الذي يباع في الأسواق بسعر زهيد، فيما الوضع الراهن في سوق الذهب الأسود لن يمكث طويلاً وسيكون هناك ارتفاع في سعر النفط مع المضي قدماً في تنفيذ خطة الصين والولايات المتحدة من استدامة في العمل والاستثمار في تجارة البترول، لكن الظروف مؤهلة للزيادة والنفط حالياً مرشح للارتفاع وسيصعد حتى مع بداية 2025.
المزيد من الأخبار العالمية و الإقتصادية من خلال أكاديمية MENA