حدث هبوط في أسعار النفط إلى أدنى مستوى له منذ حوالي أسبوعين يوم الثلاثاء، وذلك بسبب توقعات المستثمرين بتراجع الطلب على النفط نتيجة ارتفاع حدة الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، أكبر اقتصادين في العالم.

تعرف على: تفاؤل الأسواق العالمية بالرغم من استمرار الغموض بشأن محادثات التجارة
أسعار النفط
انخفضت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 1.27 دولار، أو بنسبة 1.9%، لتسجل 64.59 دولارًا للبرميل بحلول الساعة 13:03 بتوقيت غرينتش. كما تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 1.07 دولار، أو بنسبة 1.7%، ليصل إلى 60.98 دولارًا للبرميل.
قال محلل بنك ساكسو، أوله هانسن:
“لا يزال السوق قلقًا من أمر واضح، وهو أن حربًا تجارية مطولة ستُضعف الطلب، مما يزيد من الضغط الهبوطي على الأسعار في سعيها لإيجاد توازن جديد، حيث يتم تعويض ضعف الطلب من خلال انخفاض المعروض من المنتجين ذوي التكاليف المرتفعة، وخاصة في الولايات المتحدة.”
شاهد: ارتفاع النفط رغم توقعات غير واضحة واحتمال زيادة إمدادات أوبك+
تحليل الاقتصاديين
حسب ما أظهرته آراء الاقتصاديين من خلال استطلاع رأي أجرته وكالة رويترز، فإن محاولات الرئيس ترامب في إعادة تشكيل التجارة العالمية مرة أخرى عن طريق الرسوم الجمركية التي يقوم بفرضها على كافة المنتجات والسلع الواردة إلى الولايات المتحدة، تشير إلى احتمالات قوية بأن يتسبب ذلك في تراجع الاقتصاد العالمي وحدوث ركود خلال العام الحالي.
وقد قامت الصين، وهي أكثر الدول التي تواجه نسبة رسوم جمركية مرتفعة، بالرد من خلال فرض رسوم جمركية خاصة بها على الواردات الأمريكية، ما أدى إلى اشتعال الحرب التجارية بين دولتين من أكبر الدول المستهلكة للنفط في العالم. ولذلك، قام المحللون بتخفيض توقعاتهم فيما يتعلق بالطلب على النفط وأسعاره بشكل حاد.
وفي نفس السياق، قام بنك باركليز بتخفيض توقعاته يوم الإثنين لسعر خام برنت في عام 2025 بمقدار 4 دولارات ليصل إلى 70 دولارًا للبرميل، وذلك بسبب التحول الذي حدث في استراتيجية الإنتاج لمجموعة الدول المنتجة للبترول أوبك+، وتصاعد التوترات التجارية، لأنها من أبرز الأسباب التي تتسبب في وجود فائض نفطي يقدر بحوالي مليون برميل يوميًا هذا العام.
قد يهمك:أهم استراتيجيات الاستثمار في فترات التقلبات الاقتصادية
في نفس الوقت، صرحت مصادر لرويترز الأسبوع الماضي أن مجموعة من أعضاء تحالف أوبك+، الذي يشمل منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاءها، سوف يقدمون اقتراحًا بتسريع وتيرة زيادات الإنتاج للشهر الثاني على التوالي في يونيو المقبل.
وقال أوله هانسن، محلل بنك ساكسو:
“إن زيادة أخرى في الإنتاج من أوبك+ لا يمكن أن تأتي في وقت أسوأ، حيث إن المعنويات في السوق ضعيفة بالفعل، ومع عدم إبداء كازاخستان اهتمامًا كبيرًا بخفض الإنتاج، فإن السوق المتخمة بالإمدادات هو ما نتوقعه للنصف الثاني من العام.”
ووفقًا لما أظهرته حسابات رويترز التي تعتمد على مصادر وبيانات رسمية يوم الثلاثاء، فإن كازاخستان قامت برفع صادرات النفط الخاصة بها بنسبة 7% على أساس سنوي لتصل إلى 19.52 مليون طن متري (ما يعادل 1.63 مليون برميل يوميًا) خلال الفترة من يناير إلى مارس، وذلك بسبب ارتفاع الإمدادات عبر خط أنابيب بحر قزوين.
تمتع بتجربة تعلمية مميزة من خلال الأكاديمية الأقوى للفوركس و الأسواق العالمية MENA