تجار إلكترونيون ينسحبون من السوق الأميركية حيث واشنطن تضرب التجارة الإلكترونية بقوة جديدة اعتبارا من الجمعة أنهت الولايات المتحدة الإعفاء الجمركي المعروف بـ دي مينيمس (de minimis) الذي كان يسمح بمرور الطرود القادمة من الصين وهونغ كونغ بقيمة أقل من 800 دولار دون رسوم جمركية القرار المفاجئ الذي اتخذه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في أبريل قلب موازين التجارة العالمية ودفع بكثير من الشركات الصغيرة إلى الانسحاب الكلي من السوق الأميركية.

قد يهمك: في مواجهة الضغوط الأمريكية..الصين تتعهد بتعويض المتضررين من الرسوم
صدمة الرسوم الجديدة: من صفر إلى 145%
القرار يعني أن البضائع القادمة من الصين ستخضع الآن لرسوم جمركية تصل إلى 145% ما يشكل عبئا لا يطاق على كثير من التجار والعملاء على حد سواء شركة Space NK البريطانية لمستحضرات التجميل علقت شحناتها للولايات المتحدة موضحة أنها تسعى لحماية عملائها من تكاليف إضافية غير متوقعة.
- أما شركة Understance الكندية المختصة في الملابس الداخلية المصنعة في الصين فأعلنت عبر إنستغرام توقفها المؤقت عن التوصيل إلى الولايات المتحدة حتى يتضح مستقبل الرسوم.
نزيف في قطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة
تقول سيندي ألين الرئيسة التنفيذية لشركة Trade Force Multiplier للاستشارات التجارية:
- الانتقال من صفر إلى 145% أمر غير معقول لا للشركات ولا للعملاء”.
- وأضافت أنها لاحظت أن عددا كبيرا من الشركات الصغيرة والمتوسطة اختار الخروج الكامل من السوق الأميركية بدلا من محاولة التأقلم مع الضغوط الجديدة.
- ولا تتوقف الرسوم عند حدود 145%. فالبضاعة التي تشحن عبر البريد الأميركي تواجه رسوما تبدأ من 120% وقد ترتفع إلى 200 دولار لكل طرد ابتداء من يونيو.
تعرف على: هبوط العقود الآجلة للأسهم الأمريكية مع الإعلان البيانات الاقتصادية ونتائج أرباح الشركات الكبرى
تجار إلكترونيون ينسحبون من السوق الأميركية
في ظل هذا التحدي تتجه بعض العلامات التجارية لرفع أسعارها في السوق الأميركية فشركة Oh Polly البريطانية للأزياء رفعت أسعارها بنسبة 20% في الولايات المتحدة وقد ترفعها مجددا لاحقا أما شركة Shein عملاق الموضة السريعة فحاولت طمأنة عملائها عبر منشور على إنستغرام:
- بعض المنتجات قد يتغير سعرها لكن الغالبية العظمى من مجموعتنا ستظل بأسعار مناسبة
- من جهتها تحاول منصة Temu التابعة لمجموعة PDD الصينية التغلب على الأزمة بإبراز المنتجات المخزنة مسبقا داخل الأراضي الأميركية مكتفية بعبارة محلي على المنتجات لتوضيح أنها لا تواجه رسوم استيراد.
ضغوط جديدة على الشركات والمستهلكين
لكن رغم الحلول المؤقتة فإن المخزون المحلي سينفد قريبا ومعه ستواجه الشركات تحديا مضاعفا في إبقاء الأسعار منخفضة، كما أن إلغاء دي مينيمس يعني على الشركات تقديم معلومات تفصيلية عن كل مكوّن في منتجاتها ما يزيد من الأعباء الإدارية ويجعل السوق الأميركية أقل جاذبية.
شاهد: تذبذب الأسهم العالمية وتراجع أسعار النفط مع زيادة المخاوف بشأن النمو العالمي
فرصة للمنافسين غير المعتمدين على الصين
على الجانب الآخر قد يمثل هذا التحول فرصة ذهبية لتجار التجزئة الذين لا يعتمدون على التصنيع في الصين أو التجارة الإلكترونية فشركة Primark البريطانية التي تبيع منتجاتها داخل متاجر فقط في الولايات المتحدة قد تستفيد من تغيرات السوق.
- يقول جورج ويستون المدير التنفيذي لشركة Associated British Foods المالكة لـ Primark
- مع ارتفاع الأسعار قد يبدأ الأميركيون بالعودة إلى مراكز التسوق التقليدية بحثا عن القيمة.
تمتع بتجربة تعلمية مميزة من خلال الأكاديمية الأقوى للفوركس و الأسواق العالمية MENA