ارتفعت أسعار النفط خلال تداولات يوم الأربعاء نتيجة مخاوف تراجع إمدادات فنزويلا، وذلك بسبب تهديد الولايات المتحدة بفرض رسوم جمركية على الدول التي تستورد النفط الخام من فنزويلا، بالإضافة إلى تراجع مخزونات النفط الخام الأمريكية بأكثر من المتوقع.

تعرف على: أسعار النفط ترتفع لأول مرة بعد خسائر متتالية.. هل تخفيف الرسوم الجمركية هو السبب؟
أسعار النفط
ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 71 سنتًا أو بنسبة 0.97% لتصل إلى 73.73 دولارًا للبرميل بحلول الساعة 12:56 بتوقيت غرينتش، وهو أعلى مستوى منذ 28 فبراير.
كما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 68 سنتًا أو بنسبة 0.99% لتصل إلى 69.68 دولارًا للبرميل.
عقوبات على النفط الفنزويلي
تم إيقاف عمليات استيراد النفط الفنزويلي مع أكبر مستورديه في الصين أمس الثلاثاء، بعد أن قام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتهديد الدول التي تشتري النفط من كراكاس بفرض رسوم جمركية. جاء ذلك بعد أيام قليلة من فرض عقوبات أمريكية استهدفت واردات الصين من النفط الإيراني.
وكان الرئيس ترامب قد أصدر أمرًا تنفيذيًا يوم الاثنين يمنح إدارته صلاحية فرض رسوم جمركية شاملة بنسبة 25% بموجب قانون سلطات الطوارئ الاقتصادية الدولية لعام 1977 على الواردات القادمة من أي دولة تشتري النفط الخام والوقود السائل الفنزويلي.
وأوضح محللو باركليز في مذكرة أن الخصم على صادرات فنزويلا قد يصل إلى 35%، وأن صعوبات التسويق قد تؤدي إلى اختناقات يمكن أن تتسبب في توقف الإنتاج بمقدار يصل إلى 400,000 برميل يوميًا، وهو ما يمثل أكثر من نصف صادرات فنزويلا.
وأضاف المحللون أن فنزويلا قد تخسر حوالي 4.9 مليار دولار من الإيرادات، وهو ما يمثل أكثر من نصف صادراتها النفطية أو ما يزيد عن 10% من الناتج المحلي الإجمالي.
وتُعد الصين الهدف الرئيسي للرسوم الجمركية الأمريكية في حال استيرادها النفط من فنزويلا التي تعتبر المصدر الرئيسي للنفط للصين.
وأشار بعض التجار ومصافي التكرير إلى أنهم ينتظرون توجيهات بكين بشأن كيفية التعامل مع هذه القرارات الأمريكية، وما إذا كانوا سيتوقفون عن الشراء.
وقال آشلي كيلتي، محلل في شركة Panmure Liberum:
“الأسواق الفعلية تشهد حالة من التشديد مع تحوّل التدفقات بسبب مجموعة العقوبات الأمريكية”.
إقرأ المزيد: أسعار خام النفط العالمية تتحرك بإيجابية وسط تراجع مخاوف المعروض
عقوبات على النفط الإيراني
فرضت الولايات المتحدة جولة جديدة من العقوبات على مبيعات النفط الإيراني، استهدفت خلالها كيانات من بينها شركة Shouguang Luqing Petrochemical، وهي مصفاة مستقلة في مقاطعة شاندونغ بشرق الصين. كما شملت العقوبات السفن التي زودت هذه المصانع بالنفط. وتعتبر الصين أكبر مشترٍ للنفط الخام الإيراني.
زيادة إنتاج أوبك+ لتعويض النقص
قال خورخي ليون، رئيس تحليل الجغرافيا السياسية في شركة Rystad Energy:
“قد تعمل مجموعة أوبك+ على زيادة الإنتاج تحسبًا لعقوبات أمريكية محتملة، ما يساعد في تعويض خسارة تصل إلى 1.5 مليون برميل يوميًا من صادرات إيران دون زعزعة استقرار أسعار النفط العالمية”.
شاهد: مقارنة بين النفط والغاز الطبيعي: مصادر الطاقة وأوجه الاستخدام
بيانات معهد البترول الأمريكي
تلقت أسعار النفط دعمًا إضافيًا من بيانات معهد البترول الأمريكي، التي أظهرت انخفاض مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة بمقدار 4.6 مليون برميل الأسبوع الماضي، ما يعكس ارتفاع الطلب على الوقود في أكبر اقتصاد في العالم.
وكان محللون استطلعت وكالة رويترز آراءهم قد توقعوا انخفاضًا بمقدار 1 مليون برميل فقط. ومن المنتظر صدور البيانات الرسمية عن الحكومة الأمريكية بشأن مخزونات النفط الخام يوم الأربعاء.
اتفاق أمريكي روسي أوكراني يحد من ارتفاع الأسعار
من بين العوامل التي حدّت من ارتفاع أسعار النفط بشكل أكبر هو اتفاق الولايات المتحدة مع أوكرانيا وروسيا على وقف الهجمات في البحر الأسود وعلى البنية التحتية للطاقة. كما وافقت واشنطن على محاولة رفع بعض العقوبات المفروضة على موسكو.
وأعلنت كل من موسكو وكييف أنهما ستتركان أمر تنفيذ هذه الاتفاقيات لواشنطن، مع إعراب كلا الجانبين عن شكوكهما في التزام الطرف الآخر بها.
توقعات مستقبلية لأسعار النفط
قالت بريانكا ساشديفا، كبيرة محللي الأسواق في شركة Phillip Nova:
“الارتفاع الحالي في أسعار النفط هو ظاهرة مؤقتة”، مشيرة إلى أن التباطؤ الاقتصادي المحتمل بسبب تعريفات ترامب سيحد من مكاسب الأسعار.
تمتع بتجربة تعلمية مميزة من خلال الأكاديمية الأقوى للفوركس و الأسواق العالمية MENA