مؤشرات الأسهم الأمريكية تواجه صعوبات كبيرة في استعادة توازنها، ويعود ذلك إلى ضعف أداء مؤشر قطاع النقل، الذي يُعتبر إشارة لزيادة المخاوف المتعلقة بالاقتصاد. ويتابع المستثمرون عن كثب تطورات قطاع النقل.
مؤشرات الأسهم الأمريكية
اقترب مؤشر S&P 500 (.SPX) من تحقيق مكاسب أسبوعية يوم الخميس، بعد سلسلة من الخسائر التي استمرت لمدة خمسة أسابيع على التوالي. وفي الأسبوع الماضي، وبعد دخول المؤشر القياسي في مرحلة التصحيح، نجح في التعافي جزئيًا، حيث أنهى التداولات متراجعًا بأكثر من 10% عن أعلى مستوى قياسي سجله في فبراير.
استقر مؤشر داو جونز للنقل (.DJT) بشكل نسبي خلال الأسبوع، لكنه في الفترة الأخيرة تعرض لضغوط كبيرة، حيث هبط المؤشر بأكثر من 17% من أعلى مستوى إغلاق قياسي سجله في نوفمبر. يضم المؤشر 20 سهمًا لشركات الطيران والنقل البري والسكك الحديدية وشركات تسليم الطرود وغيرها من شركات النقل.
قال تشاك كارلسون، الرئيس التنفيذي لشركة Horizon Investment Services:
“قطاع النقل يُعد مؤشرًا مهمًا على النشاط الاقتصادي المستقبلي. حقيقة أنه كان أداؤه ضعيفًا بشكل كبير … تجعلني أشعر بالقلق.”
ومع زيادة حالة القلق لدى المستثمرين والمتعلقة بتباطؤ الاقتصاد، الذي يرجع بشكل جزئي إلى حالة عدم اليقين الناجمة عن سياسة التعريفات الجمركية المتباينة للرئيس ترامب، واجه مؤشر داو للنقل صعوبات كبيرة.
وفي يوم الأربعاء الماضي، أعلن المجلس الاحتياطي الفيدرالي عن تخفيض توقعاته بشأن النمو الاقتصادي الأمريكي خلال العام الحالي إلى 1.7% من 2.1%. وأوضح جيروم باول، رئيس المجلس الاحتياطي الفيدرالي، أن هناك حالة من “عدم اليقين التي ترتفع بشكل غير معتاد” خلال الفترة الحالية.
إقرأ المزيد: ملخص تطورات الأسواق العالمية هذا الأسبوع
أداء الأسهم
في عام 2025، انخفض مؤشر داو جونز للنقل بنحو 8%، وهو ضعف نسبة التراجع التي سجلها مؤشر S&P 500 خلال الفترة نفسها.
بسبب حالة الضعف التي يشهدها المؤشر واسع النطاق، انخفضت أسهم شركتي تسليم الطرود فيديكس (FDX.N) ويونايتد بارسل سيرفيس (UPS.N) بنسبة 12% و7% على التوالي.
كما تراجعت أسهم شركتي النقل بالشاحنات لاندستار (LSTR.O) وJB هانت للنقل (JBHT.O) بأكثر من 13% لكل منهما.
شهدت أسهم شركات الطيران أيضًا حالة من الضغط الكبير، وبشكل خاص بعد قيام بعض الشركات بتخفيض تقديرات أرباحها مؤخرًا.
هبطت أسهم شركة دلتا إيرلاينز (DAL.N) ويونايتد إيرلاينز هولدينجز (UAL.O) بأكثر من 20% في عام 2025، في حين انخفضت أسهم شركة أمريكان إيرلاينز (AAL.O) بنسبة 35%.
قال مات مالي، كبير استراتيجيي السوق في شركة Miller Tabak:
“مؤشر داو جونز للنقل يقدم نظرة ثاقبة حول إنفاق المستهلكين، نظرًا لأن العديد من الشركات المدرجة فيه تعمل في شحن المنتجات في جميع أنحاء البلاد.”
وأضاف مالي:
“لا يزال هذا المؤشر مؤشرًا مهمًا على قوة النمو الاقتصادي، لأنه يعكس مدى قوة المستهلك.”
كما أشار إلى أن انخفاض المؤشر هو السبب الأساسي في البيانات الضعيفة التي تم الإعلان عنها مؤخرًا، كما يتسبب في خفض توقعات النمو الاقتصادي في وول ستريت.
نظرة أوسع على السوق
مؤشرات الأسهم الأمريكية تواجه صعوبات في استعادة توازنها في ظل اهتمام المستثمرين بمراقبة مؤشر النقل إلى جانب مؤشر داو جونز الصناعي (.DJI) بهدف تحديد الاتجاهات العامة في السوق، حسب ما يُطلق عليه “نظرية داو”.
وقد تراجع مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 1% في عام 2025، وبحوالي 7% من أعلى مستوى قياسي سجله في ديسمبر.
كما انخفضت أيضًا مجموعة من المؤشرات الأخرى التي تُعتبر انعكاسًا لحالة السوق على نطاق أوسع أو الاقتصاد بشكل عام.
فقد انخفض مؤشر راسل 2000 (.RUT)، الذي يضم شركات أصغر ويُعتبر حساسًا بشكل خاص لقوة الاقتصاد المحلي، بنسبة 15% من أعلى مستوى له في 52 أسبوعًا الذي سجله في نوفمبر.
تراجع مؤشر فيلادلفيا لأشباه الموصلات (.SOX) بنسبة 22% من أعلى مستوى قياسي سجله في يوليو. وتُعد أشباه الموصلات من أهم المكونات في مجموعة كبيرة من المنتجات، ولذلك يتابع المستثمرون تطورات أداء شركات تصنيع الرقائق عن كثب للحصول على رؤية أعمق حول حالة الاقتصاد.
قال ماثيو ميسكين، كبير استراتيجيي الاستثمار المشارك في شركة John Hancock Investment Management:
“جميع هذه المؤشرات تخبرك بالرسالة ذاتها: هناك احتمال لوجود ضعف كامن في الاقتصاد الأمريكي.”
تعرف على: التحليل الفني للذهب مقابل الدولار الأمريكي 21 مارس 2025
التقارير المرتقبة وتأثير التعريفات الجمركية
هناك مجموعة من التقارير المرتقب الإعلان عنها، من أجل الحصول على قراءة جديدة عن تطورات الاقتصاد، ومن بينها تقارير ثقة المستهلك ومعنويات المستهلكين.
وسوف يُصدر أيضًا مؤشر رئيسي لقياس التضخم، وهو مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الشهري، في 28 مارس.
يزداد الاهتمام بتطورات التعريفات الجمركية وتأثيرها على الأسواق داخل وول ستريت، حيث إنه من المخطط أن يتم تنفيذ الرسوم الجمركية المتبادلة منذ 2 أبريل من أجل إعادة التوازن إلى النظام التجاري العالمي.
قال ريك ميكلر، الشريك في شركة Cherry Lane Investments، إن أسهم قطاع النقل قد تشهد تقلبات كبيرة مع اقتراب هذا الموعد.
وأضاف:”إنهم في قلب مخاوف المستثمرين بشأن التعريفات الجمركية وإمكانية تباطؤ الاقتصاد.”
