لقاء بين مسؤولين أمريكيين وصينيين حيث تقرّر عقد لقاء بين وزير الخزانة سكوت بيسنت وكبير مفاوضي التجارة جيميسون غرير مع القيصر الاقتصادي الصيني “هي ليفنغ” في سويسرا، وفق ما أعلنته الولايات المتحدة يوم الأربعاء 7 مايو. وتُتوقّع أن يكون هذا الاجتماع التفاوضي بداية جديدة لإنهاء الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، والتخفيف من آثارها السلبية على الاقتصاد العالمي.
تعرف على: أهم التطورات الاقتصادية يوم الخميس 1 مايو تعكس تباين اسهم وول ستريت وحذر شديد
تأثير الإعلان عن المفاوضات الصينية الأمريكية
جاء هذا الإعلان ليُنهي أسابيع طويلة من التوترات التجارية المتصاعدة، بسبب ارتفاع معدلات الرسوم الجمركية على الواردات بين كلٍّ من الولايات المتحدة والصين، مما تسبب في أزمة اقتصادية واسعة، خاصةً على الاقتصادين الأمريكي والصيني.
وبعد الإعلان عن المفاوضات، شهدت العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم الأمريكية، إلى جانب الأسواق الصينية وهونغ كونغ، ارتفاعًا ملحوظًا. ويُتوقّع أن يتناول اللقاء مسألة تخفيض التعريفات الجمركية، إضافةً إلى مناقشة الرسوم المفروضة على منتجات محددة، وضوابط التصدير، وقرار ترامب بإلغاء الإعفاءات الجمركية على الواردات منخفضة القيمة (المعروفة باسم de minimis).
الهدف من الاجتماع
من المتوقع أن تركز المفاوضات على تخفيض الرسوم الجمركية واسعة النطاق، وضوابط التصدير، وقرار إلغاء الإعفاءات الجمركية. وقد أوضح وزير الخزانة الأمريكي بيسنت بعد الإعلان أن الهدف الأساسي هو التهدئة قبل المضي قدمًا في المحادثات. وأشار المتحدث باسم وزارة التجارة الصينية إلى توافق موقف بلاده مع هذا التوجه، مؤكدًا أن الصين قررت “إعادة التفاعل مع الولايات المتحدة”.
قال بيسنت لشبكة فوكس نيوز: “شعوري هو أن هذا سيكون حول التهدئة. يجب علينا التهدئة قبل أن نتمكن من المضي قدمًا”.
وفي وقت لاحق، أكد متحدث باسم وزارة التجارة الصينية أن الصين وافقت على لقاء المبعوثين الأمريكيين، موضحًا: “استنادًا إلى التوقعات العالمية، ومصالح الصين، ونداءات الصناعة والمستهلكين الأمريكيين، قررت الصين إعادة التفاعل مع الولايات المتحدة”، مستشهدًا بمثل صيني: “الأفعال أبلغ من الأقوال”.
شاهد: توترات تجارية في آسيا بسبب محاولات صينية لتلافي الرسوم الجمركية
موقف الصين من المفاوضات
يُعد هذا الاجتماع الأول بين كبار المسؤولين الأمريكيين والصينيين منذ لقاء السيناتور الأمريكي ستيف دينس مع رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ في مارس. وعلى الرغم من لهجة الصين الحادة خلال فترة تصاعد التوترات، والتي وصلت فيها الرسوم الجمركية إلى أكثر من 100%، وهو ما وصفه بيسنت بأنه يعادل “حظرًا تجاريًا”، فإن وزارة التجارة الصينية أبدت استعدادها لبحث عرض واشنطن.
وفي وقت لاحق، صرّح المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية أن موقف بكين من معارضة استخدام التعريفات الجمركية من قبل الولايات المتحدة لم يتغير.
التأثيرات الاقتصادية والتطورات المتضاربة
تأثر الاقتصاد الصيني بشكل كبير جراء هذه الرسوم، خصوصًا في قطاعه الصناعي، مما دفع العديد من المحللين إلى خفض توقعاتهم لنمو الاقتصاد في عام 2025. كما حذّر بنك “نومورا” من أن استمرار الحرب التجارية قد يكلف الصين ما يصل إلى 16 مليون وظيفة. وللتخفيف من الأثر، أعلن البنك المركزي الصيني عن حزمة تحفيز نقدي جديدة، شملت خفض أسعار الفائدة وضخ سيولة في النظام المصرفي.
من جهة أخرى، أرسل المسؤولون الأمريكيون إشارات متضاربة حول التقدّم في المحادثات مع شركاء تجاريين آخرين. ويحاول ترامب وفريقه عقد اتفاقيات مع 17 شريكًا رئيسيًا لتجنب فرض الرسوم الجمركية المرتفعة على وارداتهم. وأعلن ترامب نيّته مراجعة الاتفاقات التجارية المحتملة مع المسؤولين الكنديين والبريطانيين، الذين أحرزوا تقدمًا نحو إبرام اتفاق مع واشنطن.
تُظهر هذه التطورات حالة من التناقض حول فاعلية الحرب التجارية، إذ إن سياسات ترامب لخفض العجز التجاري الأمريكي من خلال فرض الرسوم لم تُثمر النتائج المرجوة، حيث سُجّل العجز التجاري الأمريكي مستوى قياسيًا في مارس نتيجة تسابق الشركات على استيراد السلع قبل دخول الرسوم حيّز التنفيذ. في المقابل، تقلّص العجز التجاري مع الصين بشكل ملحوظ بفعل تلك الرسوم.
تمتع بتجربة تعلمية مميزة من خلال الأكاديمية الأقوى للفوركس و الأسواق العالمية MENA
