ضغوط كبيرة على الأسهم والدولار بسبب الحرب التجارية وتعليقات باول

آخر تحديثأبريل 17, 2025

شهدت تداولات الأسهم الآسيوية يوم الخميس 17 أبريل عدة تذبذبات، وسط ضغوط كبيرة على الأسهم والدولار. جاء ذلك بعد تحذيرات شديدة من رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول بشأن المخاطر المرتبطة بارتفاع الأسعار وتباطؤ النمو نتيجة الرسوم الجمركية. كما ساهمت حالة عدم اليقين الناجمة عن سياسات التجارة الأميركية في إبقاء الدولار قرب أدنى مستوياته في ثلاث سنوات.

تعرف على: أهم تطورات الثلاثاء 15 أبريل: الأسواق تتنفس بعد إعلان الفيدرالي ووقف الرسوم

وما زال هناك اهتمام شديد بتطورات أسهم التكنولوجيا بعد الجلسة القاسية التي شهدتها يوم الأربعاء، بعد التحذيرات التي أصدرتها كل من شركة نيفيديا (Nvidia) وشركة ASML، وقبل صدور أرباح شركة TSMC التايوانية.

وتستمر أسعار المعدن الأصفر والملاذ الآمن “الذهب” في الصعود، وتمكنت من تحقيق مستوى قياسي جديد في بداية تعاملات اليوم الخميس. وفي الوقت نفسه، تسببت تصريحات رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، التي أوضح فيها التأثير السلبي لتباطؤ النمو الاقتصادي الأميركي، في تراجع عوائد سندات الخزانة الأميركية.

الأسواق الآسيوية

أما في الأسواق الآسيوية، فقد كانت بداية تداولاتها حذرة جدًا في مختلف بلدان المنطقة بعد إغلاق الأسهم الأميركية على انخفاض حاد. ارتفع المؤشر القياسي في كوريا الجنوبية (.KS11) بنسبة 0.4%.
تراجعت الأسهم التايوانية (.TWII) بنسبة 0.5%.
كما ارتفع مؤشر نيكاي الياباني (.N225) بنسبة 0.7%.
ومن جهة أخرى، تراجع الين الياباني بعد الإعلان المفاجئ عن بدء اليابان محادثات مع الولايات المتحدة، حيث قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه تم إحراز “تقدم كبير” في مفاوضاته المباشرة مع الوفد الياباني.

وفي المقابل، صرّح رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول أن البنك المركزي يترقّب بيانات إضافية تتعلق بمسار الاقتصاد قبل اتخاذ أي قرارات بشأن أسعار الفائدة.

وقال توم غراف، مدير الاستثمار في شركة “فايسيت”: “باول عالق بين المطرقة والسندان”، موضحًا أن “الاحتياطي الفيدرالي لا يستطيع التحرك بشكل استباقي للتصدي لأي ضعف اقتصادي محتمل، نظرًا لأن الرسوم الجمركية من المرجح أن تؤدي أيضًا إلى زيادة التضخم”.

وأضاف: “لا يمكنهم ببساطة خفض أسعار الفائدة في ظل ارتفاع التضخم، وهذا ينطبق بشكل مضاعف في ظل كون معدلات التضخم مرتفعة أساسًا”.

شاهد: ضبابية التجارة العالمية تربك بنك كندا: الفائدة ثابتة والتحذيرات تتصاعد

شركات الرقائق

في الوقت الحالي، هناك حالة من الاهتمام الشديد بتوقعات الأرباح الخاصة بشركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات (TSMC)، وهي أكبر شركة لصناعة الرقائق بالعقود في العالم، من أجل تقييم حالة صناعة الرقائق.
وخلال تداولات الأربعاء، شهدت أسهم شركات الرقائق حول العالم حالة من الضغط الشديد بعد تحذير الشركة الهولندية العملاقة ASML من أن الرسوم الجمركية تزيد من حالة عدم اليقين الخاصة بتوقعاتها لعامي 2025 و2026.
وما زاد التأثير الكبير على معنويات السوق هو تحذير شركة نيفيديا، الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، من خسارة بقيمة 5.5 مليار دولار بعد القيود التي فرضتها واشنطن على تصدير معالج الذكاء الاصطناعي الخاص بها والموجّه إلى الصين.

قال كريس زاكاريلي، الرئيس التنفيذي للاستثمار في شركة نورثلايت لإدارة الأصول:
“شركات تصنيع الرقائق الإلكترونية دورية للغاية، لذلك إذا دخلنا في ركود اقتصادي لأي سبب، فسيكون ذلك سيئًا لها وقد نشهد انكماشًا في الطلب”.
“لكن هناك أيضًا احتمال أن تؤدي الحواجز الجمركية أو التكاليف المفروضة على المدى القصير إلى تراجع في الطلب”.

إقرأ المزيد: الصين تتخذ إجراءات تجارية جديدة وتدابير انتقامية للرد على الرسوم الأمريكية

الأسهم الصينية

حدث انخفاض في الأسهم الصينية في بداية التداولات بسبب زيادة المخاوف من تصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، ما كان له تأثير سلبي على المعنويات.
وانخفض مؤشر الأسهم القيادية الصينية (.CSI300) بنسبة 0.5%، بينما ارتفع مؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ (.HIS) بنسبة 0.6%.

محادثات التجارة

هناك حالة من الترقب الشديد بين المستثمرين للسياسات التجارية المتغيرة والمتقلبة التي يتبعها الرئيس ترامب، بعيدًا عن الرقائق الإلكترونية. كما تترقب الأسواق عقد أي اتفاقيات جديدة بين الولايات المتحدة وشركائها التجاريين.
وقد أثّر ذلك بشكل كبير على الدولار، حيث لجأ المستثمرون خلال الأسبوع الماضي إلى بيع الأصول الأمريكية، والتي من بينها سندات الخزانة، نتيجة عدم اليقين بشأن دخول الرسوم الجمركية حيز التنفيذ بشكل مفاجئ.

واستقر العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات عند 4.302% خلال التعاملات الآسيوية، وكان في الجلسة السابقة قد تراجع بأكثر من 4 نقاط أساس.
انخفض اليورو بنسبة 0.33% إلى 1.1364 دولار، لكنه لا يزال قريبًا من أعلى مستوى له في ثلاث سنوات والذي سجله الأسبوع الماضي.
وارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل ست عملات رئيسية، بشكل طفيف خلال اليوم إلى 99.562.

وسجل الين أعلى مستوى له في سبعة أشهر في وقت سابق من الجلسة، قبل أن يعكس اتجاهه ويتراجع بنسبة 0.5% إلى 142.60 ين مقابل الدولار، بعد تصريح وزير الاقتصاد الياباني، ريوسي أكازاوا، أن موضوع أسعار الصرف لم يُناقش خلال محادثات التجارة في واشنطن.

السلع

زاد الاهتمام بأسعار الذهب التي تمكنت من تسجيل مستوى قياسي جديد مرة أخرى، حيث سجلت في وقت سابق من الجلسة 3,357.40 دولارًا للأونصة، بسبب التدفقات نحو الملاذات الآمنة. وكان السعر الأخير عند 3,337.4 دولارًا للأونصة.

أسعار النفط

استمر ارتفاع أسعار النفط، حيث واصلت مكاسبها بدعم من التوقعات بانخفاض المعروض، نتيجة فرض عقوبات على النفط الإيراني، وقرار منظمة أوبك.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 0.38% لتصل إلى 66.1 دولارًا للبرميل، بينما بلغ خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 62.83 دولارًا للبرميل بارتفاع 0.58%.