أصدر مجلس الاحتياطي الفيدرالي تقرير Beige Book، الذي يتضمن أدلة واقعية من 12 منطقة اقتصادية تابعة للبنك المركزي الأمريكي. وشاركت في التقرير مجموعة من الشركات الكبيرة والصغيرة، التي أوضحت أنها ستقوم برفع أسعارها عند البدء في تطبيق التعريفات الجمركية الأمريكية، حتى لو لم يتمكن المستهلك من تحملها.
صعوبة تمرير تكاليف الرسوم للعملاء
أجرى الاحتياطي الفيدرالي مجموعة من المحاضرات خلال شهر فبراير، كشفت أن الشركات تواجه صعوبة كبيرة في تمرير تكاليف التعريفات إلى العملاء. وفي أغلب المناطق التابعة للاحتياطي الفيدرالي، وردت بعض التوقعات بأن التعريفات الجمركية ستؤدي إلى رفع الأسعار، كما صدرت بعض التقارير حول شركات قامت بالفعل برفع أسعارها مسبقًا.
من المقرر أن يستعين المسؤولون في الاحتياطي الفيدرالي بهذه المعلومات خلال الاجتماع المقرر في 18-19 مارس لتحديد السياسة النقدية للفترة المقبلة، وذلك لدراسة ومراقبة نتائج سياسة ترامب الاقتصادية على مسار التضخم.
الاحتياطي الفيدرالي يواجه التضخم وبطء النمو
قال جيفري روتش، كبير الاقتصاديين في LPL Financial:
النمو البطيء والعلاقات التجارية الهشة يضعان الاحتياطي الفيدرالي في موقف صعب بينما ينتظر تراجع التضخم.
وأضاف:
من المرجح أن يُبقي الاحتياطي الفيدرالي سياسته كما هي في اجتماعه هذا الشهر، لكنه قد يخفض أسعار الفائدة في اجتماع لاحق. في الوقت الحالي، فإن التضخم الناجم عن التعريفات الجمركية وسط تباطؤ النمو قد يدفع الاقتصاد إلى الاقتراب بشكل خطير من الركود التضخمي.
فرض تعريفات جديدة على الصين وكندا والمكسيك
أعلن الرئيس دونالد ترامب يوم الثلاثاء عن فرض رسوم جمركية إضافية على الصين بنسبة 10%، بالإضافة إلى التعريفات السابقة البالغة 10%. كما أمر بتطبيق تعريفات بنسبة 25% على كل من المكسيك وكندا.
وفي المقابل، أعلن البيت الأبيض يوم الأربعاء عن منح شركات السيارات الثلاث الكبرى إعفاءً مؤقتًا من التعريفات الجمركية، بعد اتصال من الرئيس ترامب.
عدم اليقين بشأن تأثير التعريفات على الاقتصاد
قال جون ويليامز، رئيس الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، خلال مقابلة مع بلومبرغ هذا الأسبوع، إنه يتوقع أن تؤدي التعريفات الجمركية إلى ارتفاع التضخم، لكنه أكد أن هناك حالة من عدم اليقين فيما يتعلق باستجابة الاقتصاد.
كما أشار رئيس الاحتياطي الفيدرالي في سانت لويس، ألبرتو موسالم، إلى أنه يتابع تباطؤ معدلات النمو وارتفاع الأسعار، لكنه لم يوافق على وصف الوضع بالركود التضخمي، بل اعتبره أزمة اقتصادية مماثلة لما حدث في سبعينيات القرن الماضي.
وأضاف موسالم أن الاحتياطي الفيدرالي قد “يتغاضى” عن الزيادة في الأسعار الناتجة عن التعريفات إذا كان تأثيرها على التضخم قصير الأجل أو محدودًا. لكنه أكد أن استجابة مختلفة قد تكون ضرورية إذا ظل التضخم أعلى من هدف الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2% أو إذا ارتفعت التوقعات طويلة الأجل للتضخم.
وقال: في هذا السيناريو، قد تكون هناك حاجة إلى سياسة نقدية أكثر تقييدًا مقارنة بالمسار الأساسي المتوقع.
مخاوف الشركات من ارتفاع تكاليف الإنتاج
كشف تقرير الاحتياطي الفيدرالي عن وجود قلق متزايد بين الشركات فيما يتعلق بالسياسات التجارية للرئيس ترامب، وخاصة بين الشركات المصنعة التي تعتمد في إنتاجها على المنتجات البتروكيميائية، معدات المكاتب، ومواد البناء.
في منطقة بوسطن التابعة للاحتياطي الفيدرالي
أوضح المتعاملون أن هناك ارتفاعًا شديدًا في أسعار الجملة، وأعربوا عن قلقهم من زيادة ضغوط الأسعار بسبب التعريفات الجمركية المستقبلية. كما أشار بعضهم إلى أن احتمالية اضطرارهم لرفع الأسعار في عام 2025 قد ارتفعت مؤخرًا.
في منطقة نيويورك التابعة للاحتياطي الفيدرالي
أوضح أحد المصنعين أن تعديل مصادر التوريد لتجنب الرسوم الجمركية، أو دفعها، سينتج عنه رفع أسعار البيع في النهاية.
في منطقة ريتشموند التابعة للاحتياطي الفيدرالي
عبّر العديد من رجال الأعمال عن قلقهم من زيادة الأسعار وتكاليف المدخلات التي يفرضونها على العملاء نتيجة فرض التعريفات الجمركية. كما أوضحت بعض الشركات أنها لن تتمكن من رفع الأسعار، وستبحث عن تقليل التكاليف في مجالات أخرى.
تمتع بتجربة تعلمية مميزة من خلال الأكاديمية الأقوى للفوركس و الأسواق العالمية MENA
