تشاؤم مؤقت في الأسواق العالمية، حيث صدرت توقعات حول بيانات ثقة المستهلكين في الولايات المتحدة، وتُعتبر هذه التوقعات الأكثر تشاؤمًا وإثارة للقلق منذ 12 عامًا على الأقل. ومع ذلك، يتساءل أغلب المستثمرين إذا كان المستهلكون سيخفضون إنفاقهم بالفعل ليواكب هذا التشاؤم الظاهر.
شهد يوم الثلاثاء لقاءً هامًا بين مفوض التجارة في الاتحاد الأوروبي، ماروش شيفتشوفيتش، وكبار المسؤولين التجاريين في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بهدف تجنب فرض رسوم جمركية أمريكية كبيرة على السلع الأوروبية الأسبوع المقبل.
وفي الوقت نفسه، أُبرِمت اتفاقيتان منفصلتان بين الولايات المتحدة وأوكرانيا وروسيا لوقف الهجمات في البحر وعلى أهداف الطاقة، كما وافقت واشنطن على محاولة رفع بعض العقوبات المفروضة على موسكو.
تعرف على: الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يكرر تهديداته القديمة بفرض رسوم جمركية جديدة
السياسات الاقتصادية الدولية
من المتوقع أن تصدر وزيرة المالية البريطانية، راشيل ريفز، يوم الأربعاء، إعلانًا عن تخفيض خطط الإنفاق، في محاولة لطمأنة المستثمرين بأنها قادرة على إصلاح المالية العامة مع تباطؤ النمو.
وفي اليابان، قال كازو أويدا، محافظ بنك اليابان، يوم الأربعاء، إن البنك يجب أن يرفع أسعار الفائدة إذا حدث تضخم واسع النطاق نتيجة الزيادات المستمرة في تكاليف الغذاء.
أما في الصين، فأعلن هوانغ ييبينغ، مستشار البنك المركزي الصيني، يوم الأربعاء، أن لدى الصين مساحة كبيرة لاتخاذ تدابير سياسية لتحفيز اقتصادها خلال العام الحالي، مع الحاجة إلى بعض الإصلاحات لدعم الاستهلاك.
تشاؤم المستهلكين أم مجرد مناورة؟
تسود حالة كبيرة من الضبابية بشأن آلية تطبيق الرسوم الجمركية التي ستدخل حيز التنفيذ الأسبوع المقبل، وهناك حالة من الترقب الشديد في الأسواق المالية مع اقتراب نهاية الربع الأول المضطرب.
لا يمكن إصدار أحكام نهائية حول مدى قدرة الاقتصاد الحقيقي على تحمل احتمالات اندلاع حرب تجارية عالمية.
أعلن مؤتمر مجلس الإدارة يوم الثلاثاء عن نتائج مسح المستهلك لشهر مارس، والتي جاءت متماشية مع النتائج المقلقة التي أعلنتها جامعة ميشيغان لهذا الشهر. حيث تراجع الشعور العام إلى أدنى مستوى له منذ عام 2021، فيما كانت التوقعات قصيرة الأجل في أضعف مستوى لها منذ عام 2013.
تعكس هذه القراءة الأخيرة، والتي تُظهر التوقعات قصيرة الأجل للدخل وأوضاع الأعمال وسوق العمل، غالبًا مؤشرات تتماشى مع تباطؤ اقتصادي واسع النطاق.
ولكن، وعلى غرار العديد من المؤشرات الاقتصادية في الفترة الأخيرة، لم تكن هذه الإشارة سلبية تمامًا. ففي الوقت نفسه، ارتفع ما يُعرف بـ”فارق سوق العمل”، الذي يتم الحصول عليه من بيانات آراء المشاركين حول ما إذا كانت الوظائف متوفرة بسهولة أم يصعب الحصول عليها، ما يعكس أن سوق العمل لا يزال قويًا.
الآن، تترقب الأسواق ما إذا كانت البيانات الفعلية حول الإنفاق ستعكس حالة التراجع التي تتفق مع انخفاض مستوى الثقة.
أصبح المستثمرون أقل ثقة في نتائج الاستطلاعات مؤخرًا، لأن هذه النتائج لم تتوافق حتى الآن مع النشاط الفعلي في العالم.
شاهد: بنك الصين يضخ 300 مليار يوان من السيولة .. ماذا قرر المركزي الصيني بشأن الفائدة
تأثير الرسوم الجمركية على الأسواق
ما زال هناك اعتقاد في أسواق العملات بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يماطل، إذ إن بداية العام في وول ستريت لم تكن جيدة. ورغم ذلك، يعتقد العديد من المستثمرين أن الأسواق لم تُسعِّر بالكامل مخاطر اندلاع حرب تجارية عالمية بعد.
إقرأ المزيد: وول ستريت تستعد للانتعاش بعد تخفيف ترامب لموقفه بشأن التعريفات الجمركية
الأسواق الأمريكية
تباين أداء مؤشرات الأسواق عند إغلاق التداولات يوم الثلاثاء في وول ستريت، حيث ارتفعت أسهم التكنولوجيا مرة أخرى، لكن مؤشر S&P 500 بالكاد سجل مكاسب تُذكر. كما تراجعت العقود الآجلة بشكل طفيف إلى المنطقة الحمراء اليوم.
استقرت عوائد سندات الخزانة بعد تراجعها بشدة إثر تقرير ثقة المستهلك المخيب للآمال الذي أُعلِن يوم الثلاثاء، بالإضافة إلى نجاح مزاد سندات لأجل عامين. أما مؤشر الدولار DXY فبقي مستقرًا.
الأسواق العالمية الأخرى
تباين أداء الأسهم العالمية أيضًا يوم الأربعاء، حيث تراجعت الأسهم الأوروبية (STOXXE) وأسهم الصين القارية (CSI300)، بينما ارتفعت أسواق هونغ كونغ (HSI) وكوريا الجنوبية (KS11).
أضافت الولايات المتحدة ست شركات تابعة لمجموعة Inspur الصينية، الممولة الرائدة للحوسبة السحابية والبيانات الضخمة في الصين، إلى قائمة القيود الأمريكية على الصادرات، بالإضافة إلى عشرات الكيانات الصينية الأخرى.
أثرت هذه الخطوة سلبًا على الأسواق الصينية واليوان، الذي تراجع إلى أدنى مستوى في ثلاثة أسابيع بسبب المخاوف من الرسوم الجمركية الأمريكية المتوقعة وتوقعات بمزيد من التسهيلات الائتمانية في الصين.
شاهد:الأسواق الأوروبية تتراجع وسط مخاوف من تأثير الرسوم الجمركية الأمريكية
التطورات الاقتصادية في أوروبا
أبرز التطورات الأخيرة في أوروبا هو الإعلان عن ميزانية الحكومة البريطانية وتوقعاتها الاقتصادية، وهو ما تنتظره أسواق السندات البريطانية بقلق.
رغم ذلك، تراجعت عوائد السندات البريطانية والجنيه الإسترليني اليوم بعد الإعلان عن انخفاض مفاجئ في التضخم البريطاني الشهر الماضي.
الأحداث المهمة المنتظرة اليوم
تشمل الأحداث والتصريحات المرتقبة:
- طلبات السلع المعمرة في الولايات المتحدة لشهر فبراير
- كلمات كل من:
- ألبرتو موسالم، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في سانت لويس
- نيل كاشكاري، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في مينيابوليس
- بييرو تشيبولوني، عضو مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي
- فرانسوا فيليروي دي جالو، محافظ بنك فرنسا
- إعلان وزيرة المالية البريطانية راشيل ريفز عن التوقعات المالية نصف السنوية وتحديث الميزانية
- أرباح الشركات الأمريكية: Dollar Tree، Cintas، Paychex
- بيع وزارة الخزانة الأمريكية سندات لأجل 5 سنوات بقيمة 70 مليار دولار، وسندات لأجل عامين بمعدل فائدة متغير بقيمة 28 مليار دولار.
تمتع بتجربة تعلمية مميزة من خلال الأكاديمية الأقوى للفوركس و الأسواق العالمية MENA
