قال مجلس الاحتياطي الفيدرالي إن نمو الاقتصاد الأمريكي شهد تباطؤاً خلال الأسابيع الماضية، في ظل ارتفاع أسعار الفائدة والتضخم, مشيراً إلى أن عمليات التوسع وزيادة الأسعار قد تكون معتدلة في بعض المناطق في البلاد، إذ تعاني الأسر والشركات من ارتفاع الفائدة والحرب الروسية الاوكرانية، واضطرابات مستمرة نتيجة تفشي كورونا.
أشار التقرير إلى أن “أربع مناطق لاحظت بوضوح تباطؤ وتيرة النمو في الفترة الماضية”، كما أوضحت جهات الاتصال التجارية لمقاطعات عديدة أنها أصبحت أكثر حذراً إذ باتت التوقعات أكثر تشاؤماً.
توجهات الاقتصاد الأمريكي
رفع مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة الرئيسي بمقدار 0.5% خلال مايو، مشيرين إلى أن شهرَي يونيو ويوليو سيشهدان على الأرجح زيادات مماثلة في محاولة لكبح التضخم الذي بلغ أعلى مستوياته منذ عقود؛ ويهدف صُناع السياسة النقدية إلى خفض الطلب على العمالة، وبالتالي تهدئة نمو الأجور والمساعدة في خفض التضخم دون دفع الاقتصاد نحو الركود.
يشار إلى أن انعدام اليقين بشأن التوقعات الاقتصادية يتسبب في تراجع بعض الشركات عن الإنفاق والاستثمار، موضحاَ أن “ثماني مقاطعات أفادت بانحسار توقعات النمو مستقبلاً بين جهات اتصالها، كما أعربت جهات اتصال ثلاث مقاطعات أخرى عن مخاوفها بشكل خاص بشأن الركود”.
رغم أن جهات الاتصال التجارية في معظم المقاطعات الفيدرالية قالت إنها استمرت في رؤية زيادات قوية في الأسعار، فإن هناك ثلاث مقاطعات أخرى قالت إن ارتفاع الأسعار “تباطأ بعض الشيء”.
كذلك، أعلنت بعض المناطق تباطؤ سوق العمل، ومقاطعات أخرى قالت إن التوظيف ارتفع “بشكل متواضع أو معتدل”، لكن وتيرة نمو الوظائف تباطأت في مقاطعة واحدة، حسب التقرير الذي استند إلى روايات جمعتها بنوك الاحتياطي الفيدرالي الإقليمية الاثني عشر حتى 23 مايو وأعدها “الاحتياطي الفيدرالي” في فيلادلفيا.
توقعات تباطؤ الاقتصاد الأمريكي
صرّح جيمس بولارد، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي بسانت لويس بأنه “من الطبيعي” أن نشهد تباطؤاً في النمو الاقتصادي, مضيفاً: “نتوقع تباطؤ النمو إلى وتيرة أكثر اتساقاً مع معدل النمو المحتمل طويل الأجل للاقتصاد الأمريكي، الذي قدره عديد من الاقتصاديين بين 1.75% و2%، مشيراً, لقد حققنا نمواً أعلى بكثير من ذلك خلال العام الماضي أو نحو ذلك”.
أظهر تقرير صادر عن وزارة العمل، أن الوظائف الشاغرة في الولايات المتحدة انخفضت في أبريل عن مستواها القياسي الذي سجلته في مارس، لكنها ظلت مرتفعة، وسط وجود نحو وظيفتين شاغرتين لكل أمريكي عاطل عن العمل، ويشير ذلك إلى بعض الإغاثة لأصحاب العمل الذين يعانون لجذب العمال والاحتفاظ بهم, هذا ومن المرتقب أن تكون هناك تحديثات بشأن سوق العمل، غداً الجمعة، عندما تصدر الحكومة تقرير الوظائف لشهر مايو.
ماذا عن رفع الفائدة القادم؟
قال رافائيل بوستيك، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي بأتلانتا، الشهر الماضي إن “الفيدرالي” قد يتوقف مؤقتاً عن رفع الفائدة في سبتمبر إذا انخفض التضخم خلال الصيف، لكن كريس والر، محافظ “الاحتياطي الفيدرالي”، قال هذا الأسبوع بأنه يدعم رفع أسعار الفائدة بمقدار 0.5% لحين انخفاض التضخم إلى الهدف البالغ 2%.
يعتزم صناع السياسة النقدية تقليص الميزانية العمومية لـ”الاحتياطي الفيدرالي” البالغة 8.9 تريليون دولار هذا الشهر، وإطلاق أداة ثانية لمساعدتهم في التصدي لارتفاع الأسعار، إلا ان المسؤولين باتو غير متأكدين من تأثيرها في الاقتصاد والأسواق, وتعقد اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة اجتماعاً للسياسة النقدية يومي 14 و15 يونيو.