سوف يعقد الاحتياطي الفيدرالي اجتماعه الثالث للسوق المفتوح لهذا العام بين ضغوط ترامب وتوقعات السوق، وذلك خلال يومي السادس والسابع من مايو، وهناك توقعات كبيرة بألا يقرر الاحتياطي الفيدرالي خفض أسعار الفائدة خلال هذا الاجتماع، بالرغم من ترقّب المستثمرين والرئيس دونالد ترامب على حد سواء لهذا الحدث.
ومن المعروف أن ترامب يريد من الفيدرالي اتخاذ قرار سريع بخفض أسعار الفائدة، حيث سبق أن صرّح بذلك عدة مرات، كما قام بنشر رسالة بأحرف كبيرة على منصة “تروث سوشيال” قال فيها: “لا يوجد تضخم، على الفيدرالي أن يخفض سعر الفائدة!” .
تعرف على: الأخبار الاقتصادية لسوق العملات للأسبوع من 05 الي 09 مايو 2025: أبرز الأحداث والتوقعات
هناك أسباب كثيرة تجعل ترامب يطالب بتخفيض أسعار الفائدة، حيث إنه سيتيح تدفّق الأموال بحرية أكبر في الاقتصاد الأمريكي، مما سيدعم النمو الاقتصادي ويحسّن من أداء سوق الأسهم، وهو ما قد ينعكس إيجابًا على شعبيته.
ومع ذلك، فقد أوضح الاحتياطي الفيدرالي أنه ليس في عجلة من أمره لخفض أسعار الفائدة، ما يزيد من حدة الخلاف والجدل بين رئيس الاحتياطي الفيدرالي والرئيس ترامب، ويثير القلق لدى المستثمرين.
تساءل ستيف سوسنيك، كبير الاستراتيجيين في شركة Interactive Brokers، قائلاً:
“هل بالغ السوق في تسعير سياسة تيسيرية من قبل الفيدرالي — بالنظر إلى الظروف المحيطة بالرسوم الجمركية وعدم اليقين الاقتصادي؟”
قد يتضرر المستثمرون في حال تراجعت الأسهم عن المكاسب الحادة التي تمكنت من تحقيقها خلال تسعة أيام، حيث ارتفع خلالها مؤشر S\&P 500 بأكثر من 10%، مُعوضًا بذلك الخسائر الكبيرة التي تكبدها بعد إعلان ترامب عن خططه الجمركية في الثاني من أبريل.
شاهد: ملخص أبرز تطورات الاقتصاد العالمي خلال الفترة من 16 أبريل حتى 3 مايو 2025
لماذا من غير المرجّح أن يخفض الفيدرالي أسعار الفائدة؟
كان الاحتياطي الفيدرالي قد بدأ خفض أسعار الفائدة في العام الماضي خلال شهر سبتمبر، ثم أجرى خفضين آخرين في نوفمبر وديسمبر. لكن في اجتماع ديسمبر، أشار جيروم باول إلى أن الفيدرالي سيبطئ وتيرة خفض أسعار الفائدة خلال عام 2025، بسبب القلق من تأثير السياسات الاقتصادية مثل الرسوم الجمركية وقيود الهجرة على التضخم. ولذلك، يرى أن المعدل الحالي بين 425 و450 نقطة أساس يُعد مستوى مناسبًا في الوقت الحالي.
من جهة أخرى، قال سمير سامانا من معهد ويلز فارجو للاستثمار إن الفيدرالي قد يكون وصل إلى ما يُسمى بـ”المعدل الحيادي”، وهو المعدل الذي لا يحفز الاقتصاد ولا يُثبّطه. هذا يجعل الفيدرالي يتأنى عند اتخاذ أي قرار يتعلق بأسعار الفائدة. ورغم تنفيذ ترامب لبعض وعوده الاقتصادية مثل فرض رسوم جمركية جديدة وفرض قيود على الهجرة، فإن تأثير هذه السياسات لم يظهر بالكامل على الاقتصاد حتى الآن، ولذلك يصعب على الفيدرالي اتخاذ قرارات استنادًا فقط إلى البيانات الحالية.
قد يهمك: الأسهم الأمريكية تفتتح على ارتفاع بينما يترقب المستثمرون قرار سعر الفائدة
وفيما يتعلق بالمستثمرين، فإن تصريحات ترامب اللاذعة ضد رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، تسببت في مخاوف كبيرة تتعلق باستقلالية البنك المركزي. حيث قام الرئيس بانتقاد باول علنًا عبر “تروث سوشيال” في شهر أبريل، مما أدى إلى هبوط الأسهم في ذلك اليوم. وبالرغم من تراجع ترامب عن تهديداته بإقالة باول، فإن الشكوك المتعلقة باستقلالية الفيدرالي أثّرت على الأسواق.
وبعد تراجع ترامب عن تصريحاته العدوانية ضد رئيس الفيدرالي وتهديده بإقالته، شهدت الأسواق تحسّنًا، حيث سجل مؤشر S\&P 500 أطول سلسلة مكاسب له منذ أكثر من 20 عامًا. ومع ذلك، يتوقع المحللون أن يظل الفيدرالي متحفّظًا في قراراته، مع احتمالية عدم تغيير أسعار الفائدة خلال شهر مايو، وتزايد التوقعات لخفض الفائدة بنهاية عام 2025.
وحول احتمالات قيام الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة، تُظهر أداة “CME FedWatch” أن السوق يُسعّر الآن احتمالًا بنسبة 99.5% بأن يُبقي الفيدرالي على سعر الفائدة دون تغيير في اجتماعه في مايو، لكنه يُسعّر أيضًا ثلاث تخفيضات للفائدة بحلول نهاية عام 2025.
تتراوح التوقعات حول احتمالية خفض الفائدة بين سببين: الأول هو تراجع التضخم بشكل كبير بما يسمح للفيدرالي بالتحرك، والثاني هو ضعف الاقتصاد بما يضطر الفيدرالي إلى خفض الفائدة. ومع ذلك، فإن السبب الثاني يحمل مخاطر كبيرة، خاصة في ظل حالة عدم اليقين الاقتصادي العالمي.
أداء الأسواق في نهاية الأسبوع
كان الأسبوع الماضي إيجابيًا في الأسواق الأمريكية، وللأسبوع الثاني على التوالي، حيث حقق مؤشرا داو جونز وS\&P 500 مكاسب يومية متتالية على مدى تسعة أيام. أنهى مؤشر داو جونز الأسبوع بارتفاع نسبته 3%، بينما صعد مؤشر S\&P 500 بنسبة 2.9%، وارتفع مؤشر ناسداك المركب بنسبة 3.4%.
تمتع بتجربة تعلمية مميزة من خلال الأكاديمية الأقوى للفوركس و الأسواق العالمية MENA
