انخفاض اليوان الصيني لأدنى مستويات له في 4 شهور تشهد الأسواق المالية الصينية تحولات كبيرة نتيجة للتوترات التجارية المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين، خاصة بعد تصريحات الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بشأن فرض تعريفات جمركية إضافية على السلع الواردة من الصين. هذه التوترات تؤثر بشكل مباشر على قيمة اليوان الصيني وتدفع بنوك الاستثمار العالمية لإعادة تقييم توقعاتها لهذا العملة. في هذا السياق، نقدم لكم تحليلاً شاملاً لآخر التطورات والتوقعات المتعلقة باليوان الصيني وتأثيراتها على الأسواق.
انخفاض اليوان الصيني
تراجع اليوان الصيني في الأسواق الآسيوية يوم الثلاثاء إلى أدنى مستوى له في أربعة أشهر مقابل الدولار الأمريكي، مستأنفًا خسائره التي توقفت مؤقتًا في اليوم السابق. جاء هذا التراجع بعد تصريحات الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، بشأن فرض تعريفة جمركية إضافية بنسبة 10% على السلع الواردة من الصين.
التوترات التجارية المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين دفعت بنوك الاستثمار العالمية إلى خفض توقعاتها لليوان الصيني. يأتي ذلك في وقت يواجه فيه ثاني أكبر اقتصاد في العالم تحديات كبيرة، حيث يعاني من التعثر ويحتاج إلى مزيد من التحفيز المالي والنقدي.
“تابع: اليوان الصيني يسجل أكبر ارتفاع منذ 2017 وسط توقعات بالزيادة“
أيعار اليوان مقابل الدولار
ارتفع الدولار الأمريكي مقابل اليوان الصيني بحوالي 0.4% ليصل إلى 7.2725، وهو أعلى مستوى منذ 31 يوليو الماضي، مقارنة بسعر افتتاح تعاملات اليوم عند 7.2447، وأدنى مستوى عند 7.2435. أنهى اليوان تعاملات الاثنين مرتفعًا بحوالي 0.2% مقابل الدولار، في أول مكسب له خلال الخمسة أيام الأخيرة، ضمن محاولات التعافي من مستويات منخفضة، وبعد اختيار سكوت بيسنت وزيرًا للخزانة في الولايات المتحدة.
فقد اليوان الأسبوع الماضي حوالي 0.35% مقابل الدولار، في سادس خسارة أسبوعية على التوالي، ضمن أطول سلسلة خسائر أسبوعية منذ مايو الماضي، بسبب البيانات الاقتصادية القاتمة في بكين وإعلان السلطات الصينية عن المزيد من إجراءات التحفيز المالي والنقدي.
سياسة ترامب الاقتصادية
أعلن الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، يوم الاثنين أنه في أول يوم له في منصبه سيفرض تعريفة بنسبة 25% على جميع المنتجات من المكسيك وكندا، وتعريفة إضافية بنسبة 10% على السلع الواردة من الصين، مشيرًا إلى المخاوف بشأن الهجرة غير الشرعية وتجارة المخدرات غير المشروعة. كان ترامب قد تعهد في وقت سابق بإنهاء وضع الصين كدولة الأكثر تفضيلاً في التجارة وفرض رسوم جمركية على الواردات الصينية التي تتجاوز 60%.
قال كبير الاقتصاديين في ناتيكسيس، جاري نج، إن هذه الخطوة تشكل صدمة للسوق وتثقل كاهل الأصول الصينية، وخاصة قطاعات التصدير. وأضاف نج أن حجم الرسوم الجمركية الصينية ليس كبيرًا مقارنة بما فرضه على كندا والمكسيك، لذلك قد يرغب المستثمرون في معرفة ما هي المتابعات ومتى/إذا كانت نسبة الـ 60% الموعودة ستتحقق بالفعل.
قال محلل في شركة الأبحاث ماكرو هايف، ليانغ دينغ، إن الإعلانات الفعلية بشأن التعريفات الجمركية والمفاوضات ستؤثر على حركة اليوان في الأرباع القادمة. وأضاف دينغ أن الأسواق قد تبدأ في تسعير مخاطر إضافية مرتبطة بجولة ثانية من الحرب التجارية مع اقتراب حفل تنصيب ترامب.
تحركات اليوان السابق
خلال فترة ولاية ترامب الأولى كرئيس، ضعف اليوان الصيني بنحو 5% مقابل الدولار الأمريكي بعد الجولة الأولية من التعريفات الجمركية الأمريكية على السلع الصينية في عام 2018، وانخفض بنسبة 1.5% أخرى بعد عام عندما تصاعدت التوترات التجارية.
توقعات للأيام القادمة
في أعقاب فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، سارعت بنوك الاستثمار العالمية بخفض توقعاتها لليوان الصيني وسط تهديد وشيك بتصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين. تشير توقعات بعض البنوك الاستثمارية إلى أن اليوان سيضعف بنحو 1.5% إلى مستوى 7.3 مقابل الدولار الأمريكي بحلول نهاية عام 2025.
قال سيتي بنك إن ارتفاع احتمال فرض التعريفات الجمركية يعني أن العملات الأجنبية في الأسواق الناشئة في آسيا قد تضعف مقابل الدولار الأمريكي. وأضاف سيتي بنك أن فرض تعريفات بنسبة 10-15% من شأنه أن يؤدي إلى ضعف اليوان في الخارج بنسبة 1.5-2.0% من مستوياته الحالية التي تتراوح بين 7.15-7.20، حسب تقديراتهم.
قال بنك يو بي إس إنه في الأساس الجديد، نفترض أن إدارة ترامب الجديدة ستفرض تعريفات جمركية إضافية على معظم الواردات من الصين على مراحل بدءًا من النصف الثاني من عام 2025، على الرغم من أن عدم اليقين لا يزال مرتفعًا بشأن نطاق وتوقيت التعريفات الجمركية والسياسات الأمريكية الأخرى.
“ربما يروق لك: ارتفاع أسهم آسيا على إثر انتعاشة كبيرة في السوق الأمريكي“
قال بي إن بي باريبا إن سياسة التعريفات الجمركية المحتملة لترامب هي ما يركز عليه السوق أكثر من أي شيء آخر في الوقت الحالي. إذا تم تطبيق التعريفة الجمركية بنسبة 60% فإن اليوان سيضعف إلى مستوى 7.3 مقابل الدولار الأمريكي. وأضاف بنك بي إن بي باريبا أن أكبر حالة عدم يقين سلبية تدور حول رئاسة ترامب هي ما إذا كان سيكون هناك اتفاق بلازا جديد. ينشأ هذا القلق لأنه قال إنه يفضل الدولار الأضعف، وهو أمر غير قابل للتحقيق إلى حد كبير مع مقترحاته السياسية الحالية، في رأيهم.
التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين تظل عاملاً رئيسيًا يؤثر على قيمة اليوان الصيني والتوقعات الاقتصادية العالمية. من المتوقع أن تستمر هذه التوترات في تشكيل المشهد المالي خلال الفترة المقبلة، مما يتطلب من المستثمرين متابعة التطورات عن كثب واستشارة الخبراء لاتخاذ القرارات المالية السليمة. تحقيق الاستقرار الاقتصادي يتطلب تعاوناً دولياً وجهوداً مستمرة لتحقيق التوازن بين التحديات والفرص المتاحة في الأسواق.
المزيد من الأخبار العالمية و الإقتصادية من خلال أكاديمية MENA
