حدث انهيار في أسواق الأسهم العالمية خلال تداولات يوم الاثنين 7 أبريل، والسبب في ذلك هو عدم ظهور أي إشارات حول قيام الرئيس ترامب بالتراجع عن خططه لفرض رسوم جمركية واسعة النطاق، كما زادت الرهانات بين المستثمرين بأن تصاعد مخاطر الركود قد يجعل الاحتياطي الفيدرالي مضطرًا إلى خفض أسعار الفائدة في أقرب وقت ممكن، وقد يكون ذلك في مايو.

وقد حدثت تحركات سريعة في أسواق العقود الآجلة من أجل تسعير ما يعادل خمس تخفيضات بمقدار ربع نقطة في أسعار الفائدة الأميركية هذا العام، ما تسبب في حدوث انخفاض حاد في عوائد سندات الخزانة وتراجع الدولار أمام الملاذات الآمنة.
ووسط تلك الخسائر، صرح الرئيس ترامب للصحفيين بأن على المستثمرين أن “يتجرّعوا الدواء”، كما أكد أنه لن يبرم صفقة مع الصين قبل معالجة العجز التجاري الأميركي. ومن جهة أخرى، أعلنت بكين أن “الأسواق قد قالت كلمتها” بشأن خططها للرد.
وقال شون كالو، كبير محللي العملات في شركة ITC Markets في سيدني:
“الوسيلة الوحيدة الحقيقية لكبح هذا الانهيار هي هاتف آيفون الخاص بالرئيس ترامب، لكنه لا يُظهر أي إشارات على أن تراجع الأسواق يزعجه بما يكفي ليعيد النظر في موقف سياسي يؤمن به منذ عقود.”
واعتقد المستثمرون أن التأثير الكارثي المحتمل على الاقتصاد والخسائر بتريليونات الدولارات من الثروة، سيدفع ترامب إلى إعادة التدقيق مرة أخرى في خططه، ولكن ذلك لم يحدث.
قال بروس كاسمان، رئيس قسم الاقتصاد في بنك جيه بي مورغان:
“إن حجم وتأثير السياسات التجارية الأميركية، إذا استمر، سيكون كافيًا لدفع الاقتصاد الأميركي والعالمي—اللذين لا يزالان في حالة نمو—نحو الركود.” وقد قدّر احتمال حدوث ركود بنسبة 60%.
وأضاف: “ما زلنا نتوقع أول خفض لأسعار الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي في يونيو. ومع ذلك، نعتقد الآن أن اللجنة ستقوم بخفض الفائدة في كل اجتماع حتى يناير، مما سيؤدي إلى خفض الحد الأعلى لنطاق سعر الفائدة إلى 3.0%.”
تعرف على: عضو الفيدرالي الأمريكي كوجلر تحذر: التضخم لا يتراجع بالسرعة المطلوبة!
خسائر الأسواق الأمريكية
تراجعت العقود الآجلة لمؤشر S&P 500 بنسبة 3.5% خلال تداولات متقلبة.
هبطت العقود الآجلة لمؤشر ناسداك بنسبة 4.4%، لتضيف إلى خسائر الأسواق التي بلغت نحو 6 تريليونات دولار الأسبوع الماضي.
خسائر أسواق أوروبا
لم تسلم أوروبا أيضًا من موجة الخسائر، حيث تراجعت العقود الآجلة لمؤشر EUROSTOXX 50 بنسبة 3.6%.
خسرت العقود الآجلة لمؤشر FTSE البريطاني 2.3%، وتراجعت عقود مؤشر DAX الألماني بنسبة 4.0%.
خسائر الأسواق الآسيوية
غرق مؤشر نيكي الياباني بنسبة 6.6%، مسجلًا أدنى مستوياته منذ أواخر عام 2023.
انخفض مؤشر كوريا الجنوبية بنسبة 5%. وتراجع المؤشر الأوسع لأسهم آسيا والمحيط الهادئ خارج اليابان التابع لـMSCI بنسبة صادمة بلغت 7.5%.
خسرت الأسهم الصينية القيادية (.CSI300) نسبة 6.3%، في الوقت الذي تنتظر فيه الأسواق المزيد من ردود الفعل الصينية.
تراجع مؤشر تايوان الرئيسي، الذي كان مغلقًا يومي الخميس والجمعة، بنحو 10%، ولذلك قام صانعو السياسات باتخاذ إجراءات للحد من البيع على المكشوف.
سقطت جميع أسواق آسيا الناشئة في المنطقة الحمراء، حيث انخفض مؤشر نيفتي 50 الهندي (.NSEI) بنسبة 4%.
شاهد: وول ستريت تستعد لافتتاح منخفض مع تلاشي تأثير دعم الفيدرالي
أسعار النفط
استمر الضغط على أسعار النفط بسبب توقعات النمو العالمي، ومخاوف حدوث ركود.
انخفض خام برنت بمقدار 1.35 دولار ليصل إلى 64.23 دولارًا للبرميل، بينما تراجع الخام الأميركي 1.395 دولار إلى 60.60 دولارًا للبرميل.
قد يهمك: التحليل الفني لزوج اليورو مقابل الدولار 07 أبريل 2025
أسعار الفائدة
اتجه المستثمرون إلى الملاذات الآمنة، ولذلك انخفضت عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات بمقدار 8 نقاط أساس إلى 3.916%.
ارتفعت عقود الفائدة المستقبلية باحتمالات إجراء خفض إضافي بمقدار ربع نقطة من الاحتياطي الفيدرالي هذا العام.
واتجهت الأسواق لاحتمالية بنسبة 54% أن يقوم الفيدرالي بخفض الفائدة في أقرب وقت ممكن، وذلك بالرغم من تصريح رئيس الفيدرالي جيروم باول يوم الجمعة بأن البنك المركزي “ليس في عجلة” لاتخاذ قرار بشأن الفائدة.
تحركات العملات
تسبب ارتفاع احتمالات خفض أسعار الفائدة إلى تراجع الدولار بنسبة 0.5% أمام الين الياباني (إلى 146.16 ين).
استقر اليورو عند 1.0966 دولار.
انخفض الدولار بنسبة 0.6% أمام الفرنك السويسري.
وتراجع الدولار الأسترالي—الحساس للتجارة—بنسبة 0.4%.
التوقعات المستقبلية
يتوقع المستثمرون أن يتغلب التهديد بحدوث ركود على ضغوط التضخم بسبب الرسوم الجمركية.
وهناك توقعات أن يحدث ارتفاع آخر في بيانات أسعار المستهلكين الأميركية هذا الأسبوع بنسبة 0.3% في مارس.
ولكن يرى المحللون أن هذه البيانات سوف تتغير مع الوقت، حيث إن الرسوم الجمركية سوف تؤدي إلى رفع الأسعار بشكل حاد، من الغذاء إلى السيارات.
كما تسبب ارتفاع التكاليف في الضغط على هوامش أرباح الشركات، في الوقت الذي يتم فيه انطلاق موسم نتائج الأعمال، ومن المقرر أن تقوم البنوك الكبرى بالإعلان عن نتائجها يوم الجمعة.
وهناك توقعات أن تُعلن حوالي 87% من الشركات الأميركية عن نتائجها بين 11 أبريل و9 مايو.
وقال محللو “غولدمان ساكس” في مذكرة:
“نتوقع أن تقدّم شركات أقل من المعتاد توجيهًا ماليًا للربع الثاني وعام 2025 بالكامل خلال مكالمات الأرباح المقبلة.”
وحذروا قائلين: “الرسوم الجمركية المرتفعة ستجبر العديد من الشركات إما على رفع الأسعار أو قبول هوامش أرباح أقل. ونتوقع مراجعات سلبية لتقديرات هوامش الأرباح خلال الأرباع المقبلة.”
تراجع الذهب
شملت موجة البيع الحادة في الأسواق الذهب أيضًا، حيث تراجع بنسبة 0.3% إلى 3026 دولارًا للأوقية.
أدى هذا الانخفاض إلى تساؤلات المتعاملين عمّا إذا كان المستثمرون يقومون بجني الأرباح من الذهب بعد الارتفاعات السابقة، من أجل تغطية الخسائر ونداءات الهامش (margin calls) في أصول أخرى، في ما قد يتحول إلى “بيع ناري” تغذيه نفسه.
تمتع بتجربة تعلمية مميزة من خلال الأكاديمية الأقوى للفوركس و الأسواق العالمية MENA