شهد يوم الجمعة انفصال بريطانيا رسميا عن الاتحاد الأوروبي على الرغم من مستقبلها المجهول محاولة منها نحو تشكيل قوة عالمية بعد الحرب العالمية الثانية بهدف إعادة اللحمة بين البلدان الاوربية التي كانت في صراع دائم بين بعضها البعض.
وانشقت المملكة رسميا عن الاتحاد الأوروبي تحديدا عند الساعة 23:00 بتوقيت غرينتش (GMT) لتسجل أكبر نقلة نوعية لها سياسيا وجغرافيا بدأت منذ انهيار إمبراطورتيها وانتهت عضويتها الممتدة الى أكثر من 47 عاما كخطوة لولادتها من جديد كما وصفها رئيس الوزراء بوريس جونسون.
حيث قال جونسون قبل ساعة من انفصال المملكة المتحدة عن الاتحاد الأوروبي في خطابه الذى ألقاه على الامة ، على أنها ليست النهاية، بل البداية . وحان الوقت لتغيير وطني وتجديد حقيقي “..
ما هو البريكست؟ وهل انفصال بريطانيا هو نهائيتها؟
بدأت فكرة الانقسام منذ ان صوتت المملكة المتحدة في عام 2016م، على الخروج من الاتحاد الأوروبي، حيث ان معظم المواطنين في إنجلترا وويلز صوتهم اتجه نحو مغادرة الاتحاد الأوروبي وهو ما يشكل عدد الأغلبية في اسكتلندا وايرلندا الشمالية التي كان مع البقاء في الاتحاد الأوروبي.
لكن بعد هذا الاستفتاء وعلى مدار أكثر من ثلاثة سنوات، فشلت بريطانيا في الخروج الفعلي من الاتحاد الأوروبي، وتم تأجيل موعد الخروج النهائي للمرة الثالثة وكان اخرها في 31 أكتوبر وتم تأجيلها الى 31 يناير حتى أصبحت القضية موضع جدل داخل المجتمع البريطاني.
المشكلة العامة ان بريطانيا كانت ومازالت منقسمة على نفسها فيما يتعلق بعلاقتها بأوروبا خاصة منذ اللحظات الأولى لإنشاء الاتحاد الأوروبي.
فكان المجتمع البريطاني منقسم الى اثنين، فالبعض يرى مصلحته ضمن الاتحاد الأوروبي والأخر يراها في الاستقلال عنه.
حيث ان منطق المتحمسين في البقاء مع الاتحاد وجيه يعود لأسباب منها، ان ثلث التجارة البريطانية تتم مع الاتحاد الأوروبي أي انه بمثابة الشريك التجاري الأساسي واليه تتجه 46% من صادراته.
اما الجزء الذى يرغب في الانقسام منطقه قائم على أساس قومي، شعبي، سياسي، وان بريطانيا العظمي لا يجب ان تُقرر سياستها في بروكسيل او في أي عاصمة أوروبية أخرى، وانها يجب ان تكون صاحبة القرار وحدها بكافة السياسات والقرارات الداخلية الخاصة بها.
ماذا يعنى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي؟
تعنى ان الأوضاع ستعود كما كانت عليه سابقاً الامر الذى قد يسبب تراجع كبير في تجارتها ووقف الصادات والواردات من والى المملكة المتحدة، ومغادرة معظم الشركات الأوروبية التي كانت على ارض بريطانيا كخطوة لعدم دفعها للضرائب.
مما قد يأثر ذلك على الاقتصاد البريطاني الى حد ما وبالتالي سيعود بالضرر على الجنيه الإسترليني، أيضا ستواجه ارتفاع في الأسعار بسبب ارتفاع الجمارك على الاستيراد من الخارج بالمقابل سيتم تقييد الشركات البريطانية من تصدير منتجاتها الى الخارج الا اذا قامت بدفع ضرائب على إخراجها.
ايضاً عدم السماح لها من وضع حدود ما بين ايرلندا الشمالية التي هي جزء من المملكة المتحدة التي انقسمت عن الاتحاد الأوروبي وباقي ايرلندا حسب الاتفاق الذي وقع بين الطرفين في عام 1998م، والذي نص على بقاء الحدود مفتوحة بين ايرلندا الشمالية وباقي ايرلندا.
وبالتالي محاولتها وضع الحدود سيؤدى الى اندلاع الصراعات والخلافات التي لم تنطفئ تماماً والتي قد ينتج عنها حرب أهلية وتراجع كبير في تجارتها.
ختاما
ان خروج بريطانيا عن الاتحاد الاوروبي بمثابة طريق مجهول لها فأما ان تكون نقلة نوعية في حياتها جغرافيا وسياسيا وتجارياً او قد يكون اكبر قرار خاطئ تتخذه بحياتها وهى وحدها من سيدفع الثمن، وقد تضطر الى العودة مجددا تحت غطاء الاتحاد الاوروبي.
تابع دروس أكاديمية الفوركس المجانية من MENA لتعلم الفوركس من الصفر وحتى الاحتراف