يواجه سوق العملات الرقمية انخفاضًا حادًا خلال التعاملات اليوم، حيث انخفض سعر البيتكوين إلى أقل من 90,000 دولار. ويتوقع آرثر هايز، المؤسس المشارك لشركة BitMEX، أن يصل معدل انخفاض البيتكوين إلى 70,000 دولار في حال قيام صناديق التحوط الكبيرة بتصفية مراكزها الخاصة بعملة البيتكوين في صناديق التداول بالولايات المتحدة.

وقد بدأت صناديق التحوط المستفيدة من صناديق التداول المتداولة (ETF) في الابتعاد عن مراكزها، مما تسبب في زيادة الضغوط البيعية على البيتكوين. وهناك عدة صناديق قامت بشراء وحدات ETF ثم باعت العقود الآجلة للبيتكوين في بورصة شيكاغو التجارية (CME) لتقليل المخاطر وزيادة نسبة العوائد، مقارنةً بسندات الخزانة الأمريكية قصيرة الأجل.
اقرأ المزيد : تأثير النزاعات التجارية على العملات الرقمية والبيتكوين
يُستخدم مصطلح “goblin town” في عالم العملات الرقمية للإشارة إلى الأسواق الهابطة أو الانخفاضات الحادة في الأسعار. ويتوقع آرثر هايز حدوث تدفقات كبيرة في صناديق البيتكوين المتداولة في البورصة (ETFs)، مثل iShares Bitcoin Trust (IBIT) التابع لشركة BlackRock. وأوضح أنه في حالة تراجع سعر البيتكوين وانخفاض الفارق السعري (الأساس)، فإن هذه الصناديق ستقوم ببيع حصصها في IBIT وشراء العقود الآجلة للبيتكوين في بورصة CME مرة أخرى.
وأشار إلى أن تلك الصناديق يمكنها حاليًا تحقيق أرباح، ولكن مع تقليل الفجوة بين عوائد سندات الخزانة الأمريكية، فقد تصفي مراكزها خلال جلسة التداول الأمريكية لتحقيق الأرباح، مما قد يؤدي إلى هبوط البيتكوين إلى أقل من 70,000 دولار.
وفي حال حدوث ذلك، فقد يؤدي هذا التفكك إلى عمليات بيع مكثفة من صناديق الاستثمار المتداولة، وصعود سعر العقود الآجلة تحت هذه الضغوط البيعية، مما قد يؤدي إلى هبوط سعر البيتكوين إلى مستويات منخفضة خلال الفترة الحالية، ودفع العديد من الصناديق للخروج من مراكزها الاستثمارية.
أسعار صناديق البيتكوين المتداولة
سجلت صناديق البيتكوين المتداولة ثاني أكبر تدفقات خارجة لها هذا العام في بورصة الولايات المتحدة. وأوضحت بيانات السلسلة أن 516.4 مليون دولار قد خرجت من صناديق البيتكوين المتداولة في البورصة (BTC ETFs) يوم الاثنين، وهو ثاني أكبر تدفق خارجي هذا العام، والتاسع ضمن عشرة أيام من التدفقات الخارجة الصافية.
وقد بدأ المستثمرون بفقدان الثقة تدريجيًا في البيتكوين، حيث استمر سعرها بين 94,000 و100,000 دولار أغلب الشهر.
حدثت بعض التدفقات البيعية التقنية الكبيرة في صناديق البيتكوين المتداولة في البورصة (ETFs)، حيث سجل صندوق Fidelity’s FBTC تدفقًا خارجيًا أسبوعيًا صافيًا بقيمة 165.51 مليون دولار، بينما فقد Ark 21 Shares’ ARKB ما مجموعه 107 ملايين دولار، وانخفض حجم أصول Bitwise بمقدار 105 ملايين دولار.
كما سجلت صناديق Grayscale’s GBTC وBTC تدفقات أسبوعية خارجة بقيمة 93.6 مليون دولار و61.1 مليون دولار على التوالي. ومن بين النقاط الإيجابية القليلة خلال الفترة الحالية، صندوق Vaneck’s HODL، الذي سجل تدفقات داخلة صافية بقيمة 4.31 مليون دولار.
تراجع الفارق السنوي لعقود البيتكوين الآجلة
في نفس الوقت، تقلص الفارق السنوي لعقود البيتكوين الآجلة في بورصة CME إلى 4%، وهو الفرق بين أسعار العقود الآجلة والسعر الفوري، وهو أدنى مستوى له منذ بداية تداول صناديق البيتكوين المتداولة في البورصة في يناير 2024.
عند هذا المستوى، أصبحت تجارة الفارق السعري أقل من “معدل العائد الخالي من المخاطر”، وهو 5% لعوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات. بسبب هذا الفارق، قد يختار المستثمرون إغلاق استثماراتهم في البيتكوين لصالح أصول ذات عوائد أعلى.
شهدت البيتكوين انخفاضًا ملحوظًا إلى 88,200 دولار في وقت مبكر من اليوم، وهو أدنى مستوى لها منذ منتصف نوفمبر. جاء هذا التراجع وسط موجة بيع واسعة في سوق العملات المشفرة، حيث خسرت السوق ما يقرب من 1.34 مليار دولار، وتمت تصفية 367,500 مركز تداول خلال الـ 24 ساعة الماضية.
تابع معنا : توقعات بارتفاع البيتكوين والعملات الرقمية رغم التقلبات السوقية
أكبر عمليات التصفية والخسائر الأخيرة
كانت أكبر عملية تصفية فردية على منصة بينانس لزوج BTC/USDT بقيمة 20.80 مليون دولار. بالإضافة إلى ذلك، تعرضت منصة Bybit لاختراق أمني مؤخرًا، مما أدى إلى فقدانها حوالي 2 مليار دولار من أصول البيتكوين.
وفي سياق متصل، أشار آرثر هايز إلى احتمال انخفاض البيتكوين إلى 70,000 دولار إذا قررت صناديق التحوط الكبيرة الخروج من مراكزها في صناديق التداول المرتبطة بالبيتكوين في الولايات المتحدة. وأوضح أن هذه الصناديق قد تبدأ في بيع حصصها في صناديق البيتكوين المتداولة واسترداد عقودها الآجلة في بورصة CME، مما يزيد من الضغط البيعي على العملة.
الإيثر (ETH) والذهب في ظل تقلبات الأسواق
من ناحية أخرى، شهدت صناديق الإيثر (ETH) تدفقات صافية أسبوعية إيجابية بقيمة 1.6 مليون دولار، مما يعكس اهتمامًا طفيفًا من المستثمرين بالأصول المرتبطة بالإيثر.
على الصعيد الاقتصادي الأوسع، أعلنت إدارة الرئيس دونالد ترامب عن فرض رسوم جمركية جديدة على الواردات من كندا والمكسيك والصين، بهدف حماية الصناعات الأمريكية وتعزيز فرص العمل المحلية. ومع ذلك، أثارت هذه الخطوة مخاوف من تأثيرها السلبي على النمو الاقتصادي وزيادة التضخم.
البيتكوين يهبط والذهب يستقر
انخفضت عملة البيتكوين إلى ما دون 90,000 دولار للمرة الأولى منذ نوفمبر الماضي، حيث تراجعت بنسبة 6.5% لتصل إلى 89,896 دولارًا.
وهناك عدة أسباب لهذا التراجع، أبرزها موجة البيع الشديدة في أسواق العملات الرقمية، وحالة عدم اليقين بسبب التطورات الاقتصادية العالمية، إلى جانب اختراق منصة Bybit وسرقة 1.4 مليار دولار.
وفي المقابل، استطاع الذهب الاستقرار بالقرب من أعلى مستوياته التاريخية، حيث سجل 2,954.69 دولارًا للأوقية يوم الخميس الماضي. ووفقًا لتوقعات غولدمان ساكس، قد تصل أسعار الذهب إلى 3,100 دولار للأوقية بحلول نهاية عام 2025، نتيجة زيادة مشتريات البنوك المركزية وارتفاع الاستثمارات في الصناديق المرتبطة بالذهب.
تحولات في توجهات المستثمرين
توضح هذه الاختلافات في أسعار العملات الرقمية والذهب أن بعض المستثمرين بدأوا بتحويل استثماراتهم إلى الذهب كملاذ آمن تقليدي وسط القلق الاقتصادي المنتشر حاليًا.
تمتع بتجربة تعلمية مميزة من خلال الأكاديمية الأقوى للفوركس و الأسواق العالمية MENA