هبطت العقود الآجلة لأسعار خام النفط بما يفوق الواحد بالمائة خلال الجلسة الآسيوية متغاضية عن ارتداد مؤشر الدولار للجلسة التاسعة في ثلاثة عشرة جلسة من الأعلى له منذ 28 من سبتمبر 2020 وفقاً للعلاقة العكسية بينهم على أعتاب البيانات الاقتصادية المرتقبة اليوم الخميس من قبل الاقتصاد الأمريكي أكير منتج ومستهلك للنفط في العالم.
العقود الآجلة لأسعار خام النفط
تراجعت العقود الآجلة لأسعار خام النفط عند الساعة 06:08 بتوقيت جرينتش “نايمكس” تسليم ديسمبر القادم 1.27% لتتداول عند مستويات 81.22$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند مستويات 82.25$ للبرميل
واستهلت العقود تداولات الجلسة على فجوة سعرية منخفضة بعد إغلاق تداولات الأمس عند مستويات 82.66$ للبرميل.
علاوة على ذلك انخفضت العقود الآجلة لأسعار خام برنت تسليم ديسمبر 1.47% لتتداول عند مستويات 82.27$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 83.48$ للبرميل، وبدأت العقود التداولات أيضا على فجوة سعرية متراجعة بعد إغلاق تداولات الأمس عند 84.58$ للبرميل
هبط مؤشر الدولار الأمريكي 0.07% إلى مستويات 93.82 مقارنة بالافتتاحية عند 93.88، مع العلم أن المؤشر أغلق تداولات الأمس عند 93.80.
تقارير معلومات الطاقة الأمريكية
أظهر تقرير إدارة معلومات الطاقة الأمريكية لمخزونات النفط للأسبوع الماضي في 22 من أكتوبر فائض بنحو 4.3 مليون برميل مقابل عجز بنحو 0.4 مليون برميل، عكس التوقعات التي أشارت إلى فائض 2.0 مليون برميل، لترتفع المخزونات إلى 430.8 مليون برميل، بينما لا تزال المخزونات 6% أقل من متوسط الخمسة أعوام الماضية لمثل هذا الوقت من العام.
كما أوضح تقرير إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أمس الأربعاء انخفاض مخزونات وقود المحركات لدى الولايات المتحدة أكبر مستهلك للطاقة عالمياً، 2.0 مليون برميل، لتعد بذلك المخزونات 3% أقل من متوسط الخمسة أعوام الماضية لمثل هذا الوقت من العام، كما تراجعت مخزونات المشتقات المقطرة 0.4 مليون برميل، لتعد بذلك المخزونات 8% أقل من متوسط الخمسة أعوام الماضية لمثل هذا الوقت من العام.
ساهم ارتفاع الفائض في مخزونات النفط الأمريكية الأسبوعية بصورة فاقت التوقعات في تعزيز العمليات التصحيحية التي تشهدها العقود الآجلة لأسعار النفط بعد أن عكست الأسبوع الماضي عقود خام نايمكس ثامن مكاسب أسبوعية لها على التوالي وعقود خام برنت عشر مكاسب أسبوعية لها على التوالي ما يعد أطول مسيرات مكاسب أسبوعية لها في عدة أعوام.
أزمة الطاقة العالمية
ويأتي ذلك في ظلال أزمة الطاقة العالمية بسبب أزمة الغاز الطبيعي في أوروبا على مشارف الشتاء وأزمة الفحم الحراري في الصين التي أدت لأزمة في توليد الكهرباء في أكبر دولة صناعية في العالم وثاني أكبر اقتصاد عالمياً، نظراً لكون 70% من محطات توليد الكهرباء في الصين تعتمد على الفحم الذي تراجع انتاجه بسبب قيود الحد من التلوث البيئي والاحتباس الحراري ولتجميد الصين وارداتها من الفحم من استراليا لتوتر العلاقات بين البلدين.
ونود الإشارة، لكون مستشار الرئيس الأمريكي جو بايدن لأمن الطاقة أموس هوكستين نوه مطلع الأسبوع لكون الرئيس الروسي فيلاديمير بوتين يقترب من استخدام الغاز الطبيعي كسلاح سياسي وذلك إذا لم تقوم روسيا بإرسال الغاز لأوروبا والتي تعاني من أزمة بالطاقة، معرباً عن كون روسيا بإمكانها أن تضخ المزيد من الغاز ولكنها اختارت إلا تقوم بذلك، وبالتالى تقترب من استخدامه كأداة للضغط على أوروبا لتحقيق مطالب أخرى.
كما تطرق هوكستين لكون أسعار الغاز بأوروبا ترتفع ليس فقط بسبب الاحداث بالمنطقة وإنما بسبب موسم الجفاف بالصين والتي خفضت إنتاجها من المصادر المائية بالإضافة لتزايد المنافسة العالمية على الغاز، ويذكر أن الرئيس الروسي بوتين صرح مسبقاً أن بلاده لا تستخدم الغاز كسلاح اقتصادي وأنها زودت أوروبا بالغاز خلال الحرب الباردة، مضيفاً أن إنتاج الغاز الأوروبي سيستمر في التراجع، بينما انتاج روسيا سيرتفع الفترة المقبلة.
تراجع الإنتاج الأمريكي للنفط
أظهر تقرير لشركة بيكر هيوز انخفاضاً في منصات الحفر والتنقيب على النفط العاملة في أمريكا بواقع 2 منصة إلى 443 منصة، وعلاوة على ذلك تراجع الإنتاج الأمريكي للنفط خلال الأسبوع السابق بواقع 100 ألف برميل يومياً في أولى انخفاض أسبوعي في شهر ونصف إلى نحو 11.3 مليون برميل يومياً.
وهبط الإنتاج الأمريكي للنفط 1.8 مليون برميل يومياً أو 16% من الأعلى له على الإطلاق عند 13.1 مليون برميل يومياً في مارس 2020 وذلك من جراء إغلاق بعض منصات حفر وتنقيب خلال الآونة الأخيرة نظراً لاتساع الفجوة بين تكلفة الاستخراج وسعر البيع وبالأخص عقب جائحة كورونا، مع العلم، أن الإنتاج الأمريكي للنفط بلغ أدنى مستوى له في أغسطس 2020 عند 9.7 مليون برميل يومياً قبل أن يشهد تعافي مؤخراً.