أوضح بعض المحللين الاقتصاديين أن استمرار هذا التراجع الشديد في أسعار النفط الخام بسبب حالة القلق الناتجة عن رسوم ترامب الجمركية، وانخفاض أسعار النفط يزيد الضغط على الدول النامية المصدرة للنفط، حيث تعتمد ميزانياتها بشكل كبير على عائدات النفط، كما أن احتمالات حدوث تباطؤ اقتصادي قد تتسبب في تقلص الفوائد التي قد تحصل عليها الدول المستوردة.
وقد تسببت حالة القلق المرتبطة بتأثير حرب التجارة بالمثل على النمو العالمي وطلب النفط في تراجع أسعار خام برنت بنسبة تزيد عن 20% خلال أسبوع واحد، ليصل إلى أدنى مستوى له في أربع سنوات بعد أن أعلن ترامب عن رسومه الجمركية الشاملة في 2 أبريل.
تعرف على: ملخص تداولات الإثنين 14 أبريل: انتعاش الأسهم الآسيوية وتعليق بعض الرسوم الجمركية الأمريكية
ومنذ ذلك الوقت، تمكنت الأسعار من استعادة جزء من قيمتها، حيث وصلت إلى حوالي 66 دولارًا للبرميل بعد أن كانت أقل من 60 دولارًا.
هناك توقعات بأن تشهد بعض الدول التي تعتمد على واردات النفط، مثل تركيا والهند وباكستان والمغرب وعدة دول أوروبية ناشئة، بعض المكاسب من تراجع أسعار النفط الخام. ولكن الدول المصدرة للنفط، مثل دول الخليج ونيجيريا وأنغولا وفنزويلا، وكذلك إلى حد ما البرازيل وكولومبيا والمكسيك، قد تشعر بالألم بسبب خسارة جزء من إيراداتها من العملات الصعبة، وفقًا للمستثمرين.
قال توماس هاوغارد، مدير محفظة الديون في الأسواق الناشئة في شركة “جانوس هيندرسون إنفستورز“:
“البلدان الخاسرة ستتأثر بشكل أكبر نسبيًا مقارنة بالفوائد التي شهدتها البلدان المستوردة”.
وأضاف: “غالبًا ما تسهم صادرات النفط بشكل كبير في المالية العامة، مما سينعكس على علاوات مخاطر الائتمان”.
وقد أظهرت حسابات “مورغان ستانلي” أن أسعار النفط الحالية أقل بكثير من افتراضات الميزانية المتوسطة، التي تبلغ 69 دولارًا في تقديرات السنة القادمة للدول الرئيسية المصدرة للنفط، مشيرًا إلى أن أنغولا والبحرين هما الأكثر تأثرًا.
شاهد: الصين وأوروبا تتحدان ضد السياسات التجارية الأمريكية: تحليل متعمق للأزمة وتداعياتها
أنغولا تشعر بالفعل بالضغوط
كان من المفترض أن تقوم أنغولا بدفع 200 مليون دولار الأسبوع الماضي، بعد أن أصدرت “جيه بي مورغان” نداءً للهامش على صفقة المبادلة العائدة بقيمة مليار دولار الخاصة بالدولة الواقعة في جنوب إفريقيا. وحسب إعلان وزارة المالية، فإن صفقة المبادلة عبارة عن قرض مدعوم بسندات أنغولا بالدولار، تم إصداره من قبل المقرض في ديسمبر الماضي.
وقالت الوزارة في تصريح لوكالة “رويترز” يوم الاثنين:
“لقد أثّر السياق الحالي على سوق السلع والسندات الأوروبية للأسواق الناشئة، بما في ذلك مستوى تداول سندات أنغولا الأوروبية، مما أدى إلى حدوث نداء للهامش. وقد أوفت أنغولا بالتزامها في الوقت المحدد وبالدفع النقدي”.
دول الخليج أكثر قدرة على التحمل… ولكن
بحسب رأي الاقتصاديين، فإن دول الخليج مثل السعودية والإمارات العربية المتحدة يمكنها تحمل تلك الموجة الهبوطية بصورة أفضل، بسبب انخفاض ديونها ومستويات احتياطاتها المالية نسبيًا، إلى جانب بعض التقدم في جهود التنويع الاقتصادي.
لكن، وعلى الرغم من ذلك، فإن انخفاض الإيرادات قد يحد من قدرة هذه الدول على الإنفاق على مشاريع جديدة، وخاصة السعودية التي تُعتبر فعليًا القيادة في منظمة أوبك.
قد يهمك: 10 أيام من الذعر داخل الأسواق العالمية بسبب التعريفات الجمركية
الدول المستوردة للنفط… استفادة محفوفة بالمخاطر
وفقًا للبيانات، فإنه من المفترض أن تتمتع الدول المستوردة للنفط في الأسواق الناشئة بفوائد من تراجع أسعار النفط، من بينها انخفاض فواتير الواردات، وتحسن العجز في الحساب الجاري، وتراجع ضغوط
التضخم. لكن، في الواقع، فإنها تواجه أيضًا مخاطر حقيقية.
قالت مونيكا مالك، كبيرة الاقتصاديين في بنك أبوظبي التجاري:
“التوقعات بانخفاض أسعار النفط إيجابية بالنسبة للمستوردين، على الرغم من أنها من غير المحتمل أن تعوض الرياح المعاكسة الكبيرة الناتجة عن حرب التجارة والمخاطر الهبوطية الكبيرة”.
تمتع بتجربة تعلمية مميزة من خلال الأكاديمية الأقوى للفوركس و الأسواق العالمية MENA
