الصين تندد بـ”ابتزاز” ترامب التعريفي حيث أعلنت الصين، يوم الثلاثاء، أنها لن ترضخ للابتزاز من الولايات المتحدة، مع عدم ظهور أي مؤشرات على تراجع الحرب التجارية العالمية التي أشعلها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية واسعة النطاق، وذلك رغم استقرار أسواق الأسهم التي كانت قد تعرضت لضغوط شديدة.
وصدر هذا الرد الحاد من بكين بعد تصريح ترامب بنيته فرض رسوم إضافية بنسبة 50% على الواردات من الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم، ردًا على قرار بكين فرض رسوم “انتقامية” بنسبة 34%، كانت قد أعلنت عنها لمعادلة الرسوم التي فرضها ترامب في الأسبوع الماضي.
وقالت وزارة التجارة الصينية: “تهديد الجانب الأميركي بتصعيد الرسوم الجمركية ضد الصين هو خطأ فوق خطأ، ويكشف مرة أخرى عن الطبيعة الابتزازية للجانب الأميركي”، وأضافت: “إذا أصرت الولايات المتحدة على المضي في طريقها، فإن الصين ستقاتل حتى النهاية”.
رد الاتحاد الأوروبي على رسوم ترامب
من جهة أخرى، اقترحت دول الاتحاد الأوروبي فرض رسوم جمركية مضادة للرد على الهجوم الجمركي الذي شنه ترامب على عشرات الدول، والذي تسبب في حدوث اضطرابات بالأسواق المالية، كما أثار توقعات بحدوث ركود اقتصادي عالمي خلال فترة قصيرة.
مؤشرات الأسهم الآسيوية
شهدت الأسواق تحسنًا خلال تداولات الثلاثاء، حيث بدأت تستعيد بعض الاستقرار بعد أيام عصيبة للمستثمرين، دفعت العديد من قادة الأعمال – بمن فيهم المقربون من الرئيس ترامب – إلى مطالبته بتغيير مساره.
ارتفع مؤشر نيكي الياباني بنسبة 6% يوم الثلاثاء، مرتدًا من أدنى مستوى له في عام ونصف، وذلك بعد اتفاق الرئيس ترامب ورئيس وزراء اليابان شيغيرو إيشيبا خلال مكالمة هاتفية في وقت متأخر من يوم الإثنين على فتح محادثات تجارية.
كما ارتفعت الأسهم الصينية القيادية (CSI000300) بنسبة 0.7%، مستردة جزءًا بسيطًا من خسائرها التي تجاوزت 7% يوم الإثنين.
وقفز مؤشر هانغ سينغ في هونغ كونغ (HIS) بنسبة 2% بعد أن شهد أسوأ يوم له منذ عام 1997، نتيجة ما وصفه زعيم المركز المالي بـ”الرسوم الجمركية القاسية”.
كما ارتفعت العقود الآجلة للأسهم الأميركية بعد أن هبطت إلى أدنى مستوياتها منذ أكثر من عام.
أما الأسواق الإندونيسية فقد تلقت ضربة قوية، حيث تراجعت الأسهم بنسبة 9%، وهبطت الروبية الإندونيسية إلى أدنى مستوى لها على الإطلاق، مع استئناف التداول يوم الثلاثاء بعد عطلة طويلة.
هدف ترامب من الرسوم الجمركية
أوضح الرئيس ترامب أن الرسوم الجمركية التي يفرضها على الواردات الأميركية، بحد أدنى 10% ونسب مستهدفة تصل إلى 50%، تهدف إلى استعادة القاعدة الصناعية الأميركية التي يرى أنها تدهورت خلال عقود من تحرير التجارة.
وقال في حديثه للصحفيين في البيت الأبيض:
“هذه هي الفرصة الوحيدة لبلدنا لإعادة ترتيب الأوراق. لا يوجد رئيس آخر سيكون على استعداد للقيام بما أفعله أو حتى لخوض هذه التجربة.”
أبرز القطاعات المتأثرة بالرسوم الجمركية
شهد قطاع معدات التشخيص الطبي ارتفاعًا في الأسعار بنسبة 10%، كما ارتفعت أسعار قطاع قطع غيار الكمبيوتر بنسبة 30%، وقطاع الألعاب وألعاب الفيديو بنسبة 30%.
قد بهمك : الرئيس الأمريكي ترامب يتعهد بفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 50% على الصين مع تصاعد دورة الانتقام
أوروبا تتجه لإجراءات مضادة
حسب وثيقة اطّلعت عليها رويترز، قدمت المفوضية الأوروبية اقتراحًا بفرض رسوم انتقامية بنسبة 25% على مجموعة من السلع الأميركية، من بينها فول الصويا، والمكسرات، والنقانق، ولم تتضمن القائمة بعض السلع مثل مشروب “بوربون” الويسكي.
وقال مفوض التجارة الأوروبي “ماروش شيفكوفيتش” في مؤتمر صحفي:
“عاجلًا أم آجلًا، سنجلس إلى طاولة المفاوضات مع الولايات المتحدة ونتوصل إلى حل وسط مقبول للطرفين.”
وقد تم فرض رسوم جمركية من قبل الاتحاد الأوروبي على السيارات والمعادن، ويواجه التكتل تهديدًا بفرض رسوم بنسبة 20% على منتجات أخرى بدءًا من يوم الأربعاء، كما يهدد ترامب بفرض رسوم على المشروبات الكحولية الأوروبية.
هل الرسوم تكتيك ضغط أم سياسة دائمة؟
لم يتمكن المستثمرون وقادة الأعمال حتى الآن من تحديد ما إذا كانت الرسوم الجمركية سياسة دائمة أم مجرد وسيلة ضغط للحصول على تنازلات من الدول الأخرى.
وذكرت صحيفة “بوليتيكو” أن وزير الخزانة الأميركي “سكوت بيسنت” التقى ترامب في فلوريدا يوم الأحد لتشجيعه على الاهتمام بإبرام اتفاقيات تجارية، من أجل طمأنة الأسواق بأن هناك هدفًا استراتيجيًا واضحًا.
وأوضح بعض المسؤولين في الإدارة الأميركية أن عشرات الدول حاولت التواصل مع واشنطن لإيقاف الرسوم قبل دخولها حيّز التنفيذ.
وقال “كيفن هاسيت”، كبير الاقتصاديين في البيت الأبيض:
“الرئيس يضاعف جهوده لأنه يعلم أن هذا الأسلوب فعّال، لكنه سيستمع أيضًا إلى شركائنا التجاريين. وإذا قدموا عروضًا ممتازة لصالح الصناعة الأميركية والمزارعين الأميركيين، فبالتأكيد سيأخذها بعين الاعتبار.”
شاهد: انهيار أسواق الأسهم العالمية ومطالبات شديدة بخفض أسعار الفائدة
قلق من قادة الأعمال
أصدر كبار قادة “وول ستريت” تحذيرًا من تأثير الرسوم الجمركية الأميركية.
قال الرئيس التنفيذي لبنك “جي بي مورغان“، جيمي ديمون، إن لهذه الرسوم عواقب سلبية كثيرة وطويلة الأجل.
أما مدير الصناديق بيل أكمان، فقد قال إنها قد تؤدي إلى “شتاء اقتصادي نووي”.
كما انضم الملياردير إيلون ماسك إلى عدد قليل من داعمي ترامب في التشكيك بهذه الاستراتيجية، حيث حثه على إلغاء الرسوم بين الولايات المتحدة وأوروبا.
لكن مستشار ترامب التجاري بيتر نافارو وصف ماسك يوم الإثنين بأنه “مجرد مجمّع سيارات”.
تعرف على: الرئيس الأمريكي ترامب يتعهد بفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 50% على الصين مع تصاعد دورة الانتقام
الرهانات على خفض الفائدة تزداد
يتوقع المستثمرون الآن أن يضطر الاحتياطي الفيدرالي الأميركي إلى خفض أسعار الفائدة في أقرب وقت ممكن، لتجنّب مخاطر تصاعد الركود.
وكان ترامب قد دعا الاحتياطي الفيدرالي مجددًا إلى خفض الفائدة، لكن
رئيسه جيروم باول أشار إلى أنه ليس في عجلة من أمره حاليًا.
تمتع بتجربة تعلمية مميزة من خلال الأكاديمية الأقوى للفوركس و الأسواق العالمية MENA
