الرئيس ترامب يستكمل الحرب التجارية على الصين بالرغم من قراره بوقف الرسوم الجمركية المرتفعة التي فرضها مؤخرًا على عشرات الدول، ما ساعد على صعود في الأسواق المالية العالمية يوم الخميس، حتى مع تصعيد حرب التجارة مع الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
تعرف على: الرئيس الأمريكي ترامب يتعهد بفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 50% على الصين مع تصاعد دورة الانتقام
تأثير الرسوم الجمركية على الاقتصاد العالمي
وقد حدث هذا التغيير المفاجئ في قرار ترامب يوم الأربعاء، بعد أقل من يوم من دخول الرسوم الجمركية الجديدة على معظم الشركاء التجاريين.
تسببت تلك الاضطرابات التجارية إلى خسائر تعدّت تريليونات الدولارات من أسواق الأسهم، ما تسبب في حدوث زيادة غير مريحة في عوائد سندات الحكومة الأمريكية، ويبدو أن ذلك جذب انتباه ترامب.
وقال ترامب للصحفيين بعد الإعلان: “كنت أعتقد أن الناس كانوا يبالغون قليلاً، وكانوا يشعرون بالقلق، كما تعلمون”، مشيرًا إلى الاضطرابات التي يشعر بها الاقتصاديون في بعض الأحيان.
الأسهم الأمريكية
ارتفعت مؤشرات الأسهم الأمريكية بعد الإعلان عن هذا الخبر، أغلق مؤشر S&P 500 القياسي (.SPX) مرتفعًا بنسبة 9.5%، مع استمرار حالة الارتياح خلال تداولات يوم الخميس في أسواق الأسهم الآسيوية، حيث قفز مؤشر نيكاي الياباني (.N225) بنسبة 8%.
الأسواق الأوروبية
أشارت العقود الآجلة الأوروبية أيضًا إلى حدوث مكاسب وارتفاعات كبيرة، وبالرغم من ذلك كان هناك العديد من الدلالات على أن ذلك الصعود قد يكون قصير الأجل، بسبب انخفاض العقود الآجلة للأسهم الأمريكية.
شاهد: استمرار هبوط الأسهم بعد الرسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة على الصين بنسبة 104%
الأسهم الصينية
ساعد الشعور بالتفاؤل تجاه دعم الحكومة تعزيز مكانة الأسهم الصينية، ولكن بالرغم من ذلك فقد تراجع اليوان الصيني إلى أدنى مستوياته منذ الأزمة المالية العالمية.
تهديدات ترامب المستمرة
بدأت تهديدات الرئيس ترامب منذ أن بدأت ولايته الثانية وعودته إلى البيت الأبيض في يناير، حيث إنه هدد عدة مرات بأنه سوف يقوم باتخاذ بعض الإجراءات العقابية ضد شركائه التجاريين، والتي قام بإلغاء بعضها في آخر لحظة. ما تسبب في حالة من الذهول بين قادة العالم ووجود حالة من القلق بين المديرين التنفيذيين في عالم الأعمال.
أكد وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت أن هذا التراجع عن تطبيق الرسوم الجمركية، هو ضمن خطة الرئيس ترامب منذ البداية، حتى تضطر الدول إلى اللجوء إلى طاولة المفاوضات.
ولكن بالرغم من ذلك، بعد هذا التصريح، أوضح الرئيس ترامب أن حالة القلق التي حدثت داخل الأسواق منذ إعلاناته في 2 أبريل أثرت في تفكيره.
وذلك بالرغم من أنه أكد عدة مرات أنه لن يغير سياساته، وقد صرح للصحفيين يوم الأربعاء: “يجب أن تكون مرنًا”.
قد بهمك: وول ستريت تصعد رغم تصاعد الحرب التجارية بين أمريكا والصين
حرب ترامب مع الصين
مازال الرئيس ترامب يستكمل الحرب التجارية على الصين، ثاني أكبر مزود للواردات الأمريكية. حيث قام برفع الرسوم الجمركية على الواردات الصينية إلى 125% من نفس النسبة التي بدأ تطبيقها يوم الأربعاء والتي بلغت 104%.
قال رئيس أكبر جمعية للتجارة الإلكترونية في الصين إن الشركات الصينية التي تبيع منتجاتها على أمازون (AMZN.O) تستعد للانسحاب من الأسواق الأمريكية أو لرفع الأسعار فيها بسبب الرسوم الجمركية.
هناك احتمالات أن تقوم بكين بالرد مرة أخرى بالمثل بعد فرضها رسومًا جمركية بنسبة 84% على الواردات الأمريكية يوم الأربعاء من أجل التصدي للهجوم الجمركي الذي يشنه ترامب، حيث إنها تعهدت من قبل “بالقتال حتى النهاية” في الحرب التجارية المتصاعدة بين أكبر اقتصادين في العالم.
وقال كريس تورنر، رئيس الأسواق العالمية في ING: “الولايات المتحدة والصين حاليًا في لعبة مناورات حافة الهاوية.”
إغواء الصين
لم يتراجع ترامب عن الرسوم الجمركية التي فرضها من قبل على بعض الدول بشكل كامل، ولكنه أعلن الإبقاء على الرسوم الجمركية بنسبة 10% على جميع الواردات الأمريكية، وذلك وفقًا لما أعلنه البيت الأبيض.
وبالإضافة إلى ذلك، فمن الواضح أن الإعلان لم يكن واضحًا تجاه الرسوم الجمركية المفروضة على السيارات والفولاذ والألومنيوم التي تم فرضها بالفعل.
ويبدو أيضًا أن التجميد لمدة 90 يومًا لا ينطبق على الرسوم الجمركية التي يتم تنفيذها على كندا والمكسيك، حيث يستمر خضوع السلع الواردة من تلك الدول لرسوم جمركية بنسبة 25% تتعلق بالفنتانيل، في حالة عدم التزام هذه الدول بقواعد المنشأ في اتفاقية التجارة بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك (USMCA). ومن المقرر أن تستمر هذه الرسوم قيد التنفيذ حتى الوقت الحالي، مع إعفاء غير محدد للسلع المطابقة للـ USMCA.
تسببت الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب في حدوث موجة بيع استمرت لعدة أيام، وأدت إلى خسائر تبلغ تريليونات الدولارات من أسواق الأسهم العالمية، كما تسببت في زيادة الضغط على الدولار وسندات الخزانة الأمريكية، وهما يعتبران العمود الفقري للنظام المالي العالمي.
وقد صرحت كل من كندا واليابان بأنهما قد يتدخلان من أجل حدوث الاستقرار إذا اضطروا إلى ذلك، وقد كانت الولايات المتحدة تقوم بهذه المهمة سابقًا في فترات الأزمات الاقتصادية.
توقعات النمو الاقتصادي
وفي رأي المحللين، فإن هذا الصعود المفاجئ في أسعار الأسهم قد لا يعوض كافة الخسائر التي حدثت. وقد عكست الاستطلاعات حدوث تباطؤًا في إنفاق الأسر، واستثمار الأعمال نتيجة المخاوف من تأثير الرسوم الجمركية.
كما أظهر استطلاع لرويترز/إيبسوس أن ثلاثة من كل أربعة أمريكيين يتوقعون زيادة الأسعار في الأشهر القادمة.
قللت جولدمان ساكس توقعاته بحدوث الركود إلى 45% بعد خطوة ترامب بتعليق الرسوم، مقارنة بـ 65%، حيث أوضحت إن الرسوم الجمركية المتبقية قد تتسبب في حدوث زيادة قدرها 15% في إجمالي معدل الرسوم الجمركية.
لكن وزير الخزانة، بيسينت، لم يجب عن أي أسئلة لها علاقة باضطراب الأسواق ولكنه أوضح أن هذا التراجع المفاجئ عن الرسوم الجمركية كان مكافأة للدول التي التزمت بنصيحة ترامب لعدم الرد بالمثل، مضيفًا أنه كان يستخدم الرسوم الجمركية لخلق أقصى قدر من النفوذ في المفاوضات. “كانت هذه استراتيجيته طوال الوقت”، قال بيسينت للصحفيين. “وقد تقول حتى إنه أغوى الصين إلى موقف سيء.”
وزير الخزانة هو المسؤول في المفاوضات مع الدول التي قد تتضمن على المساعدات الخارجية والتعاون العسكري إلى جانب القضايا الاقتصادية. وكان ترامب قد أجرى حديثًا مع قادة اليابان وكوريا الجنوبية، كما حدث لقاء يوم الأربعاء بين وفد من فيتنام مع المسؤولين الأمريكيين من أجل إجراء مناقشات حول الأمور التجارية، حسب ما أعلنه البيت الأبيض.
لم يوافق بيسينت على تحديد الوقت الذي قد تستغرقه المفاوضات مع أكثر من 75 دولة التي تواصلت.
كما صرح ترامب أنه من الممكن التوصل إلى حل مع الصين، ولكن المسؤولين أوضحوا أن الأولوية لديهم في المحادثات مع دول أخرى.
قال ترامب: “الصين تريد إبرام صفقة، فقط لا يعرفون كيف يفعلون ذلك بالضبط.”
وفي يوم الاثنين الماضي، قال ترامب للصحفيين إنه يفكر في التوقف لبضعة أيام، كما أدان البيت الأبيض التقرير الذي كانوا يفيد أن الإدارة كانت تفكر في مثل هذه الخطوة، حيث وصفها بـ”الأخبار الزائفة”.
وفي وقت متأخر من يوم الأربعاء قبل الإعلان عن تعليق الرسوم، حاول ترامب طمأنة المستثمرين عبر حسابه على “تروث سوشيال”، قائلاً: “كونوا هادئين! كل شيء سيسير على ما يرام. الولايات المتحدة ستكون أكبر وأفضل من أي وقت مضى!”
ثم أضاف: “هذه وقت رائع للشراء!!!”
تمتع بتجربة تعلمية مميزة من خلال الأكاديمية الأقوى للفوركس و الأسواق العالمية MENA
