الجنيه الإسترليني (GBP) يسجل أعلى مستوى جديد في أربعة أشهر عند 1.2980 مقابل الدولار الأمريكي (USD) خلال جلسة التداول في أمريكا الشمالية يوم الأربعاء وقد تعزز زوج الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي بعد صدور تقرير مؤشر أسعار المستهلكين (CPI) في الولايات المتحدة لشهر فبراير، والذي أظهر أن الضغوط التضخمية نمت بوتيرة معتدلة.
تباطؤ التضخم السنوي في فبراير يعزز توقعات خفض الفائدة
تراجع معدل التضخم السنوي الرئيسي إلى 2.8% من 3% في يناير، مقارنة بالتقديرات التي كانت تشير إلى 2.9% وخلال نفس الفترة، تباطؤ مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي – الذي يستثني أسعار الغذاء والطاقة المتقلبة – بوتيرة أسرع من المتوقع ليصل إلى 3.1%، مقارنة بالتوقعات التي كانت عند 3.2% والإصدار السابق الذي سجل 3.3%. وقد ارتفع كل من مؤشر أسعار المستهلكين الرئيسي والأساسي بنسبة 0.2% على أساس شهري، وهو أبطأ من التوقعات التي كانت عند 0.3%.
ضعف التضخم يعزز توقعات خفض الفائدة
من المتوقع أن تسهم بيانات التضخم الأمريكية الضعيفة في تعزيز توقعات الأسواق بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي (Fed) قد يعيد استئناف دورة التيسير النقدي التي توقفت في ديسمبر.
وفي يوم الجمعة أشار رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، إلى أن البنك المركزي قد يواصل سياسة “القيود النقدية لفترة أطول” إذا شهد تقدمًا بطيئًا في خفض التضخم.
الدولار الأمريكي يرتفع بشكل مفاجئ
من المثير للاهتمام أن الدولار الأمريكي شهد ارتفاعًا بعد صدور بيانات التضخم في الولايات المتحدة، على الرغم من التوقعات التي تشير إلى احتمال تعرضه لمزيد من التراجع بسبب ضعف بيانات مؤشر أسعار المستهلكين (CPI).
حيث ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي (DXY)، الذي يقيس قيمة الدولار مقابل ست عملات رئيسية، ليصل إلى حوالي 103.75 بعد أن سجل أدنى مستوى له منذ أكثر من أربعة أشهر عند 103.20.
اقرأ المزيد: الجنيه الاسترليني يواصل الانخفاض وبريطانيا والصين تفشل في طمأنة السوق
استقرار الجنيه الإسترليني قبيل بيانات الناتج المحلي الإجمالي البريطانية
يتداول الجنيه الإسترليني بهدوء مقابل العملات الرئيسية الأخرى يوم الأربعاء، حيث يترقب المستثمرون أي مؤشرات جديدة تتعلق باجتماع السياسة النقدية لبنك انجلترا (BoE) المقرر الأسبوع المقبل.
يبدو أن المتداولين واثقون من أن بنك إنجلترا سيحافظ على أسعار الفائدة عند مستوى 4.5%، حيث أشار عدد من المسؤولين إلى اتباع نهج “تدريجي وحذر” في تخفيف السياسة النقدية.
كما أوضح أربعة من صانعي السياسة في بنك إنجلترا، بما في ذلك المحافظ أندرو بيلي، أن البنك سيتبنى مسارًا تدريجيًا في “التراجع عن سياسة التشديد النقدي”، نظرًا لأن التضخم من غير المرجح أن يتراجع بشكل تلقائي.
من ناحية أخرى، تدعم عضو بنك إنجلترا كاثرين مان اتخاذ نهج أسرع في تخفيف السياسة النقدية بسبب “التقلبات الكبيرة” الناجمة عن الأسواق المالية، وخاصة نتيجة الآثار العابرة للحدود.
ترقب بيانات النمو والإنتاج الصناعي في المملكة المتحدة هذا الأسبوع
يتوجه اهتمام المستثمرين هذا الأسبوع نحو بيانات الناتج المحلي الإجمالي الشهري للمملكة المتحدة، بالإضافة إلى بيانات الإنتاج الصناعي والتصنيع لشهر يناير، والتي من المقرر إصدارها يوم الجمعة.
يتوقع أن يسجل الاقتصاد البريطاني نموًا معتدلاً بنسبة 0.1%، مقارنة بنمو قدره 0.4% في ديسمبر، كما يقدر أن بيانات المصانع الشهرية قد أظهرت تراجعًا في الشهر الأول من عام 2025.
على الصعيد الجيوسياسي
تستمر سياسة التعريفات الجمركية التي يتبناها الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” في إثارة القلق بين المستثمرين على مستوى العالم.
فقد هدد ترامب بزيادة الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألومنيوم من كندا، لكنه تراجع عن هذا القرار بعد أن وافق رئيس وزراء مقاطعة أونتاريو الكندية، “دوج فورد”، على إلغاء فرض رسوم إضافية بنسبة “25%” على الكهرباء المصدرة إلى الولايات المتحدة.
وفي مقابلة مع قناة CBS يوم الثلاثاء، أشار وزير التجارة الأمريكي هوارد لوتنيك إلى أن تعريفات ترامب تعتبر في الأساس استراتيجية تفاوضية تهدف إلى تحقيق مزايا أفضل أثناء إبرام الصفقات مع الشركاء التجاريين. وأضاف لو تنيك: دع صانع الصفقات يعقد صفقاته.
التحليل الفني: الجنيه الإسترليني يستهدف مستوى 1.3000
يهدف الجنيه الإسترليني إلى تعزيز مكاسبه فوق أعلى مستوى له في أربعة أشهر، والذي بلغ “1.2965” مقابل الدولار الأمريكي، وذلك بعد تسجيله يوم الثلاثاء.
تغيرت التوقعات طويلة الأجل لزوج الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي (GBP/USD) نحو الاتجاه الصاعد، حيث يستقر الزوج فوق المتوسط المتحرك الأسي لمدة 200 يوم (EMA) الذي يقع حول مستوى “1.2695”.
يحافظ مؤشر القوة النسبية (RSI) لفترة 14 يومًا على مستوى يتجاوز “60.00”، مما يدل على وجود زخم صعودي قوي.
بالنظر إلى المستويات الأدنى، فإن مستوى تصحيح فيبوناتشي بنسبة “50%” عند “1.2767” مستوى تصحيح فيبوناتشي بنسبة “38.2%” عند “1.2608” سيعملان منطقتين دعم رئيسيتين للزوج.
أما من الناحية العلوية، فإن المستوى النفسي “1.3000” سيشكل منطقة مقاومة رئيسية.
تمتع بتجربة تعلمية مميزة من خلال الأكاديمية الأقوى للفوركس و الأسواق العالمية MENA
