انتعش الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي يوم الجمعة ليصل إلى مستوى 1.3320 بعد ثلاثة أيام من التصحيح مدعوما بتحسن شهية المستثمرين للمخاطرة وسط آمال بتخفيف حدة الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين وقد تراجع مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل ست عملات رئيسية إلى نحو 99.85 بعد أن بلغ أعلى مستوى له خلال أسبوعين عند 100.38.

شاهد: الجنيه الاسترليني يواصل الانخفاض وبريطانيا والصين تفشل في طمأنة السوق
الاحتياطي الفيدرالي يثبت الفائدة
من المتوقع أن يبقي مجلس الاحتياطي الفيدرالي (Fed) أسعار الفائدة دون تغيير بينما تتزايد التوقعات بأن يقوم بنك إنجلترا (BoE) بخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس إلى 4.25% خلال اجتماعه المقبل.
هذا التباين في السياسات النقدية بين البنكين يعزز من تقلبات زوج الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي (GBP/USD) حيث أن تثبيت الفائدة الأمريكية يصب في مصلحة الدولار بينما خفض الفائدة البريطانية يمثل ضغطًا على الجنيه.
ترقب لبيانات الوظائف الأمريكية وتأثيرها على السياسة النقدية
يترقب المستثمرون صدور تقرير الوظائف غير الزراعية (NFP) الأمريكي لشهر أبريل في الساعة 12:30 بتوقيت غرينتش حيث يتوقع أن يضيف الاقتصاد الأمريكي 130 ألف وظيفة جديدة وهو رقم أقل بكثير من قراءة شهر مارس التي بلغت 228 ألفا كما يتوقع أن يظل معدل البطالة عند 4.2%.
- أما متوسط الأجور في الساعة وهو مؤشر مهم على نمو الأجور فينتظر أن يسجل نموا سنويا بنسبة 3.9% مقارنة بـ3.8% سابقا مع نمو شهري ثابت عند 0.3%.
اقرأ المزيد: ارتفاع الجنيه الاسترليني الأربعاء في السوق الأوروبية
الضغوط التضخمية تقلل فرص التيسير النقدي
أظهر مؤشر “أسعار المدخلات في التصنيع” (ISM Manufacturing Prices Paid) يوم الخميس أن تكلفة المواد الخام ما زالت ترتفع بسرعة ما يعني أن أصحاب الأعمال قد ينقلون هذه الزيادات إلى المستهلكين مما يغذي التضخم ويقلص فرص تخفيف السياسة النقدية من قبل الاحتياطي الفيدرالي لكن في حال أظهرت بيانات الوظائف تباطؤا فقد يضطر الفيدرالي إلى إعطاء الأولوية للتوظيف على حساب مكافحة التضخم.
تفاؤل بمحادثات تجارية بين الصين وأمريكا
تحسن المزاج العام في السوق جاء أيضا بعد تصريحات من وزارة التجارة الصينية والتي أعربت عن استعداد بكين لمناقشة شروط التجارة مع واشنطن بشرط أن تكون المحادثات مبنية على “الصدق” وقد فسرت هذه التصريحات بأنها خطوة بناءة نحو تسوية النزاع التجاري هذا التفاؤل دفع المستثمرين لشراء العملات التي ينظر إليها على أنها عالية المخاطر مثل الجنيه الإسترليني بينما قلل المخاوف من أن تغرق الصين أسواق أوروبا وآسيا بمنتجاتها الرخيصة إذا استمرت الحرب التجارية.
اقرأ أيضا: تراجع الجنيه الاسترليني بسبب ترقب قرارات بنك انجلترا
الجنيه تحت الضغط أمام العملات الأخرى
على الرغم من ارتفاعه أمام الدولار إلا أن الجنيه الإسترليني لا يزال يعاني أمام العملات الأخرى نتيجة التوقعات القوية بأن بنك إنجلترا سيقوم بخفض الفائدة.
وتستند هذه التوقعات إلى عدة عوامل منها: حالة الغموض الاقتصادي العالمي بسبب الرسوم الجمركية الأمريكية تراجع سوق العمل البريطاني نتيجة زيادة مساهمات أصحاب العمل في برامج الضمان الاجتماعي إضافة إلى بيانات التضخم الضعيفة في المملكة المتحدة لشهر مارس.
التحليل الفني: الجنيه يحافظ على المتوسط المتحرك
يتعافى الجنيه الإسترليني من أدنى مستوياته الأسبوعية عند 1.3260 بعدما تراجع خلال الأيام الثلاثة الماضية من أعلى مستوى خلال ثلاث سنوات عند 1.3445 وتظل النظرة العامة إيجابية حيث تميل جميع المتوسطات المتحركة قصيرة إلى طويلة الأجل نحو الأعلى.
- يحاول مؤشر القوة النسبية (RSI) لمدة 14 يوما العودة فوق مستوى 60.00 وإذا نجح في ذلك فقد نشهد انطلاقة صعوديا جديدة.
- وعلى الجانب الصعودي يعتبر مستوى 1.3445 حاجزا رئيسيا بينما يمثل مستوى 1.3200 دعما قويا.
تمتع بتجربة تعلمية مميزة من خلال الأكاديمية الأقوى للفوركس و الأسواق العالمية MENA