التحليلات الأسبوعية للذهب: الأنظار تتجه إلى الفيدرالي بعد تسجيل مستوى قياسي جديد

آخر تحديثمارس 22, 2025

الذهب خلال الأسبوع الحالي بدأ بانخفاض محدود، ولكن بعد ذلك وصل إلى معدلات قياسية أعلى من 3000 دولار يوم الجمعة. وتشير التوقعات إلى توجيه الاهتمام في الأسواق نحو قرارات الاحتياطي الفيدرالي المتعلقة بالسياسة النقدية، مع توقع الاهتمام بالسياسة.

تعرف على: وول ستريت تستعد لافتتاح منخفض مع تلاشي تأثير دعم الفيدرالي

تعافي الذهب بسبب ضعف الدولار

كانت بداية الذهب خلال الأسبوع الحالي ضعيفة إلى حد ما بسبب الضغوط البيعية التي واجهها، حيث تم إغلاق جلسة الاثنين في المنطقة السلبية. ولكن حالة التوتر وعدم اليقين المنتشرة بالأسواق، خاصة تجنب المخاطر، وزيادة المخاوف بشأن احتمالات تباطؤ الاقتصاد في الولايات المتحدة بالإضافة إلى النزاعات التجارية العالمية، أدت إلى زيادة الاستثمارات على أهم الأصول الآمنة خلال النصف الأول من الأسبوع، حيث تمكن الذهب من الصعود مقابل الدولار (XAU/USD) واستعادة زخمه.

وكان الرئيس الأمريكي قد سئل خلال مقابلة في عطلة نهاية الأسبوع الماضي إذا كانت سياساته لها تأثير سلبي على النشاط الاقتصادي، فأجاب أنه سوف يكون هناك “فترة انتقالية”.

شهدت مؤشرات الأسهم الرئيسية في وول ستريت خسائر حادة عند افتتاح جلسة يوم الاثنين، وفي يوم الثلاثاء، حدثت عدة تقلبات مع تقييمات أخبار السياسة التجارية للرئيس ترامب.

وفي يوم الثلاثاء، أعلن ترامب أنه ينوي فرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 25%، إلى جانب الرسوم السابقة المعلنة بنسبة 25%، على واردات الصلب والألمنيوم من كندا. وقام رئيس وزراء مقاطعة أونتاريو، دوج فورد، بالرد على ذلك بفرض رسوم إضافية بنسبة 25% على الكهرباء التي يتم توريدها إلى أكثر من مليون منزل في الولايات المتحدة.

نتيجة لذلك، اضطر ترامب إلى التراجع عن قراره وأعلن أن الرسوم الجمركية السابقة المخطط لها بنسبة 25% فقط على منتجات الصلب والألمنيوم من كندا وجميع الدول الأخرى سيتم تنفيذها يوم الأربعاء، دون استثناءات أو إعفاءات.

وكانت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، قد أعلنت يوم الأربعاء أن الاتحاد الأوروبي أطلق “تدابير مضادة سريعة ومتناسبة” على الواردات الأمريكية كرد على رسوم الصلب.

كما صرح وزير التجارة البريطاني، جوناثان رينولدز، أنه يشعر بخيبة أمل نتيجة قرار الولايات المتحدة بالاستمرار في فرض رسوم جمركية عالمية على الصلب والألمنيوم، كما أوضح أن بريطانيا سوف تتيح كافة الخيارات، وسترد بالطريقة التي تناسب المصلحة الوطنية.

شاهد:المعادن الصناعية استثمار واعد بين الفرص الذهبية والمخاطر المحتملة

تأثير التوترات الاقتصادية على الذهب

أدت المخاوف المتزايدة من حدوث حرب تجارية على مجموعة من الدول إلى زيادة الطلب على الذهب خلال الأسبوع الحالي كملاذ آمن.

وفي الوقت نفسه، أعلن مكتب إحصاءات العمل الأمريكي يوم الأربعاء أن معدلات التضخم السنوي في الولايات المتحدة، حسب مؤشر أسعار المستهلك (CPI)، قد تباطأت إلى 2.8% في فبراير مقارنة بنسبة 3% في يناير.

أما مؤشر أسعار المستهلك الأساسي (Core CPI)، الذي يستثني أسعار المواد الغذائية والطاقة المتقلبة، فقد ارتفع بنسبة 3.1% على أساس سنوي. جاء هذا الرقم بعد ارتفاع بنسبة 3.3% تم تسجيله في يناير، وكان أقل من تقديرات المحللين التي بلغت 3.2%. وعلى أساس شهري، ارتفع مؤشر أسعار المستهلك الأساسي بنسبة 0.2%.

لم تتمكن هذه البيانات من إحداث رد فعل واضح في السوق، واستمر ارتفاع الذهب، حيث تجاوز مستوى 2,900 دولار.

بعد أن تخطى الذهب المستوى القياسي السابق البالغ 2,956 دولارًا يوم الخميس، تمكن من جذب عدد أكبر من المشترين الفنيين وارتفع فوق مستوى 3,000 دولار يوم الجمعة.

كما أن الأحاديث المتداولة في السوق حول احتمال قيام بنك الشعب الصيني (PBoC) بخفض نسبة متطلبات الاحتياطي (RRR) بمقدار 25 أو 50 نقطة أساس (bps) دعمت مكاسب الذهب.

ترقب مستثمرو الذهب لقرار الفيدرالي

من المرتقب أن يقوم الاحتياطي الفيدرالي بالإعلان عن قراراته الخاصة بالسياسة النقدية، كما سيتم نشر ملخص التوقعات الاقتصادية المعدلة (SEP)، والذي يطلق عليه أيضًا مخطط النقاط، بعد اجتماع مارس الذي استمر لمدة يومين يوم الأربعاء.

وحسب الأداة التي تقيس تسعير خفض الفائدة الأمريكية CME FedWatch، فإن الأسواق ترى أنه لا توجد فرصة تقريبًا لخفض أسعار الفائدة في مارس. لذلك، يترقب المستثمرون عن كثب بيان السياسة النقدية، ومخطط النقاط، بالإضافة إلى تعليقات رئيس المجلس، جيروم باول، خلال المؤتمر الصحفي الذي يعقب الاجتماع.

توقعات سعر الفائدة

أظهر مخطط النقاط لشهر ديسمبر أن صناع السياسة يتوقعون خفضًا إجماليًا بمقدار 50 نقطة أساس (bps) في معدل الفائدة في عام 2025، وتوقعوا أيضًا نمو الناتج المحلي الإجمالي (GDP) بنسبة 2.1% سنويًا، بالإضافة إلى ارتفاع شديد في نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE) بنسبة 2.5% بحلول نهاية العام.

في حالة كان ملخص التوقعات الاقتصادية المعدل لا يتضمن تغييرًا في توقعات أسعار الفائدة ولكن خفض توقعات النمو، فإن ذلك سوف يسبب موجة قوية لبيع الدولار الأمريكي (USD) ويساعد على ارتفاع سعر الذهب (XAU/USD).

توقعات الدولار الأمريكي

إذا تضمنت التوقعات المعدلة ارتفاع توقعات التضخم وعدم وجود تغيير ملحوظ في تقديرات الناتج المحلي الإجمالي، فقد يسبب ذلك دعم الدولار الأمريكي وانخفاض سعر الذهب.

حدوث أي تغيير في توقعات أسعار الفائدة، بخلاف توقعات الناتج المحلي الإجمالي والتضخم، قد يكون له تأثير كبير على قيمة الدولار الأمريكي. فإذا قرر صناع السياسة إجراء ثلاث تخفيضات بمقدار 25 نقطة أساس في بقية العام، فقد تحدث ضغوط هبوطية قوية على الدولار الأمريكي.

ومن جهة أخرى، قد يحدث انتعاش لأسعار الدولار الأمريكي، إلى جانب حدوث تصحيح هبوطي كبير في سعر الذهب (XAU/USD) في حالة قرر أغلب المسؤولين خفض سعر الفائدة مرة واحدة فقط خلال عام 2025.

تعليقات باول أيضًا قد يكون لها تأثير على تقييمات الذهب. فإذا قلل من المخاوف بشأن احتمالات حدوث تباطؤ اقتصادي وركز على حالة عدم اليقين المتعلقة بالتضخم بشكل أكبر، وإذا أشار إلى أن الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب قد تؤثر على التضخم، فمن المحتمل أن يتفوق الدولار الأمريكي على منافسيه في المدى القريب.

التحليل الفني للذهب

يستمر الذهب داخل قناة انحدار صاعدة لمدة ثلاثة أشهر، كما يبقى مؤشر القوة النسبية (RSI) على الرسم البياني اليومي بالقرب من مستوى 70، مما يشير إلى استمرار التحيز الصعودي.

عندما يستقر الذهب فوق مستوى 3,000 دولار (مستوى نفسي، ونقطة منتصف القناة الصاعدة) ويؤكد هذا المستوى كدعم، يمكن تحديد مستوى 3,060 دولار (الحد العلوي للقناة الصاعدة) كهدف صعودي تالي قبل الوصول إلى مستوى 3,100 دولار (مستوى نفسي).

هناك احتمالات أن يشعر المشترون الفنيون بخيبة أمل في حالة لم يتمكن الذهب (XAU/USD) من تحويل مستوى 3,000 دولار إلى دعم. ويمكن اعتبار مستوى 2,920 دولار (المتوسط المتحرك البسيط لمدة 20 يومًا، والحد السفلي للقناة الصاعدة) ومستوى 2,900 دولار (مستوى نفسي ومستوى ثابت) كمستويات دعم تالية.