تترقب الأسواق الأسبوع المقبل الإعلان عن نتائج أرباح الشركات الأمريكية، والتي من المتوقع أن تعكس تطورات سوق الأسهم الذي شهد توترات متزايدة في الآونة الأخيرة نتيجة التغيرات الكبيرة في السياسة التجارية الأمريكية. وقد أدت هذه التغيرات إلى تباين في التوقعات المتعلقة بالشركات الأمريكية والاقتصاد العالمي.
لا يزال المستثمرون في حالة من الترقب والقلق منذ الإعلان المفاجئ للرئيس دونالد ترامب عن فرض رسوم جمركية شاملة في 2 أبريل، وهو القرار الذي أثار صدمة في الأسواق وأسفر عن تقلبات حادة في التداولات، وذلك منذ بداية جائحة كوفيد-19 قبل خمس سنوات.
تعرف على: التحليل الفني لزوج اليورو مقابل الدولار 18 أبريل 2025
مؤشرات الأسهم الأمريكية تحت الضغط
شهد مؤشر ستاندرد آند بورز 500 (S&P 500) تعافيًا جزئيًا خلال الأسبوع الماضي، إلا أنه عاد للهبوط هذا الأسبوع، حيث تراجع بنسبة 14% عن أعلى مستوى قياسي له سُجّل في فبراير.
ورغم تراجع مستويات التقلب مقارنة بالذروة التي وصلت إليها خلال السنوات الخمس الماضية، فإنها لا تزال مرتفعة مقارنة بالمعدلات التاريخية.
ترقّب لنتائج “السبعة العظماء” بقيادة تسلا وألفابت
تُعتبر شركتا تسلا (TSLA.O) وألفابت (GOOGL.O) من أبرز الشركات المنتظرة نتائجها ضمن ما يُعرف بـ”السبعة العظماء” من شركات التكنولوجيا الكبرى، خاصة بعد تراجع أسهمها بشكل ملحوظ عقب عامين من تصدّرها الأسواق.
يسعى المستثمرون للحصول على مؤشرات واضحة بشأن تداعيات الرسوم الجمركية المتغيرة باستمرار، خاصة على شركات التكنولوجيا.
أهمية تصريحات الرؤساء التنفيذيين
قال جيه جيه كيناهان، الرئيس التنفيذي لشركة IG North America ورئيس شركة Tastytrade:
“لم تكن لرؤية الرؤساء التنفيذيين حول المستقبل أهمية أكبر من الآن.”
يؤكد كيناهان أن التوجيهات الصادرة من قادة الشركات باتت حاسمة في ظل بيئة السوق المضطربة، حيث لا تزال الرسوم الجمركية تُلقي بظلالها على حركة الأسواق والتجارة العالمية.
شاهد: تصريحات باول لم تُنصف الأسهم المتضررة من الرسوم الجمركية
التوترات التجارية مع الصين لا تزال قائمة
رغم إعلان إدارة ترامب تعليق جزء من الرسوم الجمركية المفروضة على الواردات، إلا أن الولايات المتحدة ما زالت في خضم حرب تجارية مع الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم، مما يفرض ضغوطًا إضافية على أداء الشركات الكبرى.
مخاوف من ركود اقتصادي في الأفق
أشارت نتائج استطلاع أجرته وكالة رويترز هذا الأسبوع إلى أن احتمالية حدوث ركود اقتصادي في العام المقبل قد ارتفعت إلى 45%، مقارنة بـ25% في الشهر الماضي فقط.
وقد أعلنت شركة يونايتد إيرلاينز (United Airlines) عن سيناريوهين محتملين لعام 2025، أحدهما يتوقع ركودًا حادًا وتأثيرًا سلبيًا كبيرًا على الإيرادات والأرباح.
قال جوليان إيمانويل، رئيس استراتيجية الأسهم والمشتقات في شركة Evercore ISI:
“التوقع المزدوج الذي قدمته يونايتد يُعد بمثابة خريطة طريق لأنه يعترف بالمخاطر ويحددها كمياً.”
قد يهمك: دور الذهب في الأزمات المالية العالمية: دراسة حالة 2025
ترقب لنتائج تسلا وألفابت
تحظى نتائج شركة تسلا، التي يرأسها الملياردير إيلون ماسك، باهتمام كبير، خصوصًا في ظل العلاقة الوثيقة التي تربطه بالرئيس ترامب. ومن المقرر إعلان النتائج في 22 أبريل.
أما نتائج شركة ألفابت، فستُتابع عن كثب للحصول على معلومات تتعلق بإنفاقها الإعلاني وتكاليف مشاريع الذكاء الاصطناعي، خاصة بعد صدور حكم قضائي يُدين جوجل بالسيطرة غير القانونية على سوقين من تقنيات الإعلانات عبر الإنترنت.
وقد تراجعت أسهم “السبعة العظماء” بشكل حاد خلال عام 2025، حيث انخفض سهم ألفابت بحوالي 20%، وسهم تسلا بنسبة 40%.
نتائج شركات صناعية كبرى تحت المجهر
من المتوقع إعلان نتائج شركات كبرى خلال الأسبوع المقبل، أبرزها:
بوينغ، IBM، ميرك، إنتل، وبروكتر آند غامبل.
وتواجه بوينغ ضغوطًا متزايدة بعد تقارير تفيد بأن الصين أمرت شركات الطيران بعدم استلام المزيد من طائراتها.
انخفاض في توقعات نمو الأرباح
تشير بيانات LSEG IBES إلى انخفاض توقعات نمو أرباح الشركات المدرجة في مؤشر S&P 500 إلى 9.2% لعام 2025، بعد أن كانت التقديرات تشير إلى 14% في بداية العام.
الأنظار نحو الاحتياطي الفيدرالي
دعا الرئيس ترامب إلى إنهاء ولاية جيروم باول، رئيس الاحتياطي الفيدرالي، مطالبًا بخفض أسعار الفائدة. في المقابل، أكد باول أن الفيدرالي سينتظر المزيد من البيانات قبل اتخاذ قرار بشأن تعديل أسعار الفائدة.
مؤشر VIX يُظهر بقاء التقلّبات في السوق
ارتفع مؤشر تقلبات السوق (VIX) إلى 60 عقب إعلان ترامب عن الرسوم الجمركية، ثم تراجع إلى حوالي 30، لكنه لا يزال أعلى بكثير من المتوسط طويل الأجل البالغ 17.6.
قالت أياكو يوشيوكا، كبيرة استراتيجيي الاستثمار في شركة Wealth Enhancement:
“يجب أن يتراجع المؤشر إلى منتصف العشرات حتى يمكن القول إن التقلبات قد بدأت في الانحسار قليلاً. أما إذا ظل حول 30، فهذا يعني أننا ما زلنا لم نتجاوز مرحلة الخطر بعد.”
تمتع بتجربة تعلمية مميزة من خلال الأكاديمية الأقوى للفوركس و الأسواق العالمية MENA
