ارتفاع الين والفرنك كملاذات آمنة حيث اتجه المستثمرون خلال التداولات اليوم الاثنين إلى شراء العملات الآمنة مثل الين الياباني والفرنك السويسري، وفي نفس الوقت شهد الدولار الأسترالي الحساس للمخاطر عمليات بيع مكثفة، وذلك بسبب موجة الانهيار المتزايدة في الأسواق نتيجة الرسوم الجمركية الواسعة التي يفرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والمخاوف المتصاعدة من حدوث ركود اقتصادي عالمي.

وقد حدثت حالة من الفوضى الشديدة خلال التعاملات اليوم الاثنين، حيث انهارت العقود الآجلة في وول ستريت، وتراجعت الأسهم الآسيوية بشدة، مع ارتفاع احتمالات حدوث ركود اقتصادي بين المستثمرين، ما قد يجعل الاحتياطي الفيدرالي يقرر تخفيض أسعار الفائدة في أقرب وقت، ربما في مايو.
تعرف على: ما هي فوائد ومميزات تعويم العملة؟
أسعار العملات
انخفض الدولار بنسبة 0.63% أمام الين ليصل إلى 145.92، بعد أن هبط بأكثر من 1% في وقت سابق من الجلسة، مواصلًا انخفاضه بنسبة 2% مقابل العملة اليابانية منذ الأسبوع الماضي.
وقال برنت دونيلي، رئيس شركة صناعة السوق والتحليلات “سبيكترا ماركتس”:
“الموضوع الرئيسي كان بيع زوج الدولار/الين، لأنه يُعد مؤشرًا جيدًا على توقعات الركود في الولايات المتحدة، وكذلك على عوائد السندات الأميركية — وقد انهارت هذه العوائد مؤخرًا.”
ارتفع الفرنك السويسري بأكثر من 0.8% ليصل إلى 0.8531 مقابل الدولار، ليستمر ارتفاعه بنسبة 2.3% أمام العملة الأميركية الأسبوع الماضي.
ويمكن اعتبار كل من الين والفرنك أكبر العملات التي استفادت من تداعيات الرسوم الجمركية الأخيرة التي أطلقها ترامب الأسبوع الماضي، حيث قام المستثمرون ببيع الأصول عالية المخاطر واتجهوا نحو الملاذات الآمنة، مثل الذهب وسندات الحكومة.
ومن جهة أخرى، انخفض الدولار الأسترالي — الذي يُعتبر مؤشرًا على شهية المخاطر في أغلب الأوقات — إلى أدنى مستوى له في خمس سنوات في بداية الجلسة، حيث تم تداوله آخر مرة بانخفاض بنسبة 0.5% عند 0.6014 دولار.
تراجع الدولار النيوزيلندي بنسبة 0.43% ليصل إلى 0.5572 دولار، بعد أن انخفض بأكثر من 1% في وقت مبكر من الجلسة.
وقال توني سيكامور، محلل السوق في شركة IG:
“الأمور تحولت من سيئ إلى أسوأ.”
وأضاف: “إذا لم يكن هناك نوع من التراجع عن هذه الإعلانات، فإننا نتجه نحو حدث سيولة، وستتم سحب السيولة من هذه الأسواق بشكل كبير عبر جميع فئات الأصول.”
شاهد: التطورات الاقتصادية خلال الأسبوع من 21 مارس إلى 4 أبريل
هبوط الدولار الأمريكي
ارتفاع الين والفرنك كملاذات آمنة في الوقت الذي تتراجع فيه مكانة الدولار الأمريكي كأصل آمن، ولكن أصبحت هذه المكانة تتراجع بسبب حالة عدم اليقين المتصاعدة حول الرسوم الجمركية والمخاوف بشأن تأثيرها على النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة.
انخفض الدولار الأمريكي أمام سلة من العملات، حيث وصل إلى 102.64، بعد أن انخفض بنسبة 1% الأسبوع الماضي.
ارتفع اليورو بنسبة 0.18% إلى 1.0985 دولار، بينما تراجع الجنيه الإسترليني بنسبة 0.1% إلى 1.28925 دولار.
وقال رودريغو كاتريل، كبير استراتيجيي العملات في بنك أستراليا الوطني:
“نظرًا لأن الولايات المتحدة في مركز الحرب التجارية، فإن الدولار الأميركي يعاني من تدفقات خارجة”، مشيرًا إلى أن المستثمرين “يتطلعون إلى تنويع استثماراتهم بعيدًا عن الأصول الأميركية.”
قد يهمك:
اليوان الصيني
تراجع اليوان الصيني المحلي إلى أدنى مستوى له في شهرين ونصف، حيث بلغ 7.3192 مقابل الدولار.
وقد دعم البنك المركزي الصيني اليوان، مما ساعد على تخفيف سرعة التراجع إلى حد ما، حيث استمر تحديد المستوى الرسمي اليومي عند مستوى أقوى من توقعات السوق.
كما تراجع اليوان الخارجي بأكثر من 0.3% إلى 7.3205 مقابل الدولار.
العملات الرقمية
شهدت العملات الرقمية تراجعات شديدة، حيث انخفضت بيتكوين إلى أدنى مستوى لها في خمسة أشهر، حيث وصلت إلى 76,638.54 دولار، مع تراجع شهية المخاطرة لدى المستثمرين.
كما هبطت إيثيريوم إلى أدنى مستوى لها في ستة أشهر، مسجلة 1,526.19 دولار.
تأثير التعريفات الجمركية على الأسهم الأمريكية
تسبب إعلان الرئيس ترامب عن الرسوم الجمركية في خسارة حوالي 6 تريليونات دولار من القيمة السوقية للأسهم الأميركية الأسبوع الماضي.
وعند سؤال ترامب عن تأثير ذلك يوم الأحد، قال إن “الدواء أحيانًا يكون ضروريًا لإصلاح الأمور”، وأضاف أنه لم يتعمد التسبب في حدوث بيع في الأسواق.
زيادة الآمال في خفض سريع لأسعار الفائدة
ارتفعت الرهانات بين التجار على قيام الاحتياطي الفيدرالي بإجراء خفض لأسعار الفائدة خلال العام الحالي، حيث يتوجب على صناع السياسات النقدية التخفيف من حدة التشديد النقدي، ودعم النمو في أكبر اقتصاد في العالم.
ازدادت احتمالية خفض أسعار الفائدة بنحو 55% في مايو، كما تشير العقود الآجلة إلى أكثر من 100 نقطة أساس من تخفيضات الفائدة بحلول ديسمبر من هذا العام. وقد توقع المستثمرون في وقت سابق أن يحافظ الفيدرالي على أسعار الفائدة دون تغيير الشهر المقبل.
وفي يوم الجمعة، أوضح رئيس الفيدرالي جيروم باول أنه ما زال من المبكر معرفة ما هو الرد المناسب من البنك المركزي.
وتستمر محاولات ما يزيد عن 50 دولة للتواصل مع البيت الأبيض من أجل بدء المحادثات التجارية والتفاوض فيما يتعلق بالرسوم الجمركية. ومن جانب آخر، قامت الصين بالرد من خلال مجموعة من التدابير المضادة، والتي من بينها فرض رسوم إضافية بنسبة 34% على جميع السلع الأميركية، وقالت يوم السبت: “لقد قالت الأسواق كلمتها”.!
تمتع بتجربة تعلمية مميزة من خلال الأكاديمية الأقوى للفوركس و الأسواق العالمية MENA