ردود الصين والاتحاد الأوروبي بعد بدء تطبيق رسوم ترامب الجمركية حيث أعلن كل من الصين والاتحاد الأوروبي، يوم الأربعاء، عن اتخاذ مجموعة من التدابير والحواجز التجارية على السلع الأمريكية، للرد على الرسوم الجمركية المرتفعة التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ما أدى إلى تصعيد الحرب التجارية العالمية، وأثر على الأسواق ورفع احتمالات حدوث ركود اقتصادي.

وقد أعلنت الصين عن زيادة الرسوم الجمركية على الواردات الأمريكية إلى 84% بعد أن كانت 34%، وذلك بعد ساعات من بدء تنفيذ الرسوم الانتقامية بنسبة 104% على الواردات الصينية يوم الأربعاء، مع استمرار التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم دون أي إشارات على التوصل إلى حل.
تعرف على: استمرار هبوط الأسهم بعد الرسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة على الصين بنسبة 104%
وفي نفس الوقت، أعلن الاتحاد الأوروبي أنه سيفرض رسومًا جمركية بنسبة 25% على مجموعة من الواردات الأمريكية كأولى جولات التدابير المضادة، حيث يتم فرض رسوم من قبل التكتل المكون من 27 دولة بنسبة 20% على أغلب المنتجات، ورسوم أعلى على السيارات والفولاذ. كما بدأ تنفيذ التدابير المضادة في كندا، أقرب حلفاء الولايات المتحدة وأكبر شركائها التجاريين، يوم الأربعاء.
كما بدأ تنفيذ الرسوم الأمريكية المستهدفة على مجموعة من الدول الأخرى، من اليابان إلى مدغشقر، وهي آخر جولة من سلسلة الرسوم الجمركية التي تتسبب في تفكيك النظام التجاري العالمي الذي استمر لعقود.
بلغت الرسوم في أكبر سوق استهلاكي في العالم أكثر من 20% في المتوسط، وذلك حسب عدة تقديرات، بعد أن كانت 2.5% قبل تولي ترامب منصبه.
قال جيمي ديمون، الرئيس التنفيذي لبنك JPMorgan Chase، وأحد أبرز المتخصصين في القضايا الاقتصادية، إن الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على الأرجح ستؤدي إلى ركود اقتصادي وإفلاس المقترضين.
شاهد: رسوم ترامب الجمركية وتأثيرها على الاقتصاد العالمي وردود الفعل الدولية
التأثير السلبي للرسوم على الأسواق العالمية
تسببت هذه الرسوم في حدوث أضرار كبيرة للأسواق العالمية، حيث انتشرت الأضرار إلى ما هو أبعد من أسواق الأسهم التي شهدت اختفاء تريليونات الدولارات من القيمة السوقية على مدار الأسبوع الماضي.
انخفضت أسعار النفط إلى أدنى مستوياتها في أربع سنوات، كما قام المستثمرون ببيع أسهمهم في سندات الخزانة الأمريكية والدولار، بالرغم من اعتبارهما عادةً من الأصول الآمنة.
كما شمل التأثير السلبي للرسوم الجمركية أسواق تمويل الشركات، ما أدى إلى زيادة تكاليف الاقتراض حتى على الشركات منخفضة المخاطر.
أعلنت اليابان وكندا عن تعاونهما من أجل إعادة استقرار النظام المالي العالمي، وهي المهمة التي كانت الولايات المتحدة تتولاها غالبًا خلال أوقات الأزمات.
موقف الرئيس ترامب من تراجع الأسواق
أما الرئيس ترامب فقد تجاهل هذا التراجع الحاد في الأسواق، وأعطى إشارات متباينة للمستثمرين حول استمرار وجود الرسوم الجمركية على المدى الطويل، واصفًا إياها بـ “الدائمة”، لكنه قال أيضًا إنها تضغط على القادة الآخرين للمطالبة بالمفاوضات.
كتب على وسائل التواصل الاجتماعي: “كونوا هادئين! كل شيء سينتهي بشكل جيد. ستكون الولايات المتحدة أكبر وأفضل من أي وقت مضى!”
وأوضح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أيضًا أن الرسوم الجمركية سيكون لها دور هام في إعادة تأسيس قاعدة صناعية تراجعت على مدار عقود من تحرير التجارة، ولكنه في نفس الوقت أشار إلى أنه مستعد للتفاوض من أجل تخفيض هذه الحواجز مع الشركاء التجاريين كل على حدة.
وأوضح بعض المسؤولين في الإدارة الأمريكية أن هذه المحادثات قد تشمل أيضًا المساعدات الخارجية والعسكرية بالإضافة إلى الحواجز التجارية.
وكان الرئيس ترامب قد أجرى محادثات مع قادة اليابان وكوريا الجنوبية، ومن المقرر أن يتم إجراء لقاء يوم الأربعاء مع وفد من فيتنام مع مسؤولين أمريكيين.
كما أوضح بعض المسؤولين في الإدارة الأمريكية أن رفع الرسوم الجمركية قريبًا أصبح أمرًا غير متوقع، ولكن هناك احتمالات أن يكون هناك المزيد منها في المستقبل. وكرر ترامب يوم الثلاثاء خططه لفرض “رسوم جمركية كبيرة” على واردات الأدوية، مما أدى إلى تراجع أسهم شركات الأدوية العالمية بشكل حاد.
وقال المسؤولون الأمريكيون إن الأولوية في المحادثات لن تكون للصين.
قد يهمك: 10 خطوات لبناء محفظة استثمارية ناجحة
موقف الصين من الرسوم الجمركية
من جهة أخرى، أصدرت الصين تحذيرًا من أن لديها “العزيمة والوسائل” للاستمرار في المواجهة في حال استمر ترامب في فرض الرسوم على السلع الصينية.
وقامت بكين بفرض مجموعة من القيود على 18 شركة أمريكية، أغلبها في الصناعات المرتبطة بالدفاع، إلى جانب حوالي 60 شركة أمريكية تم فرض عقوبات عليها مسبقًا بسبب رسوم ترامب، بالإضافة إلى الرسوم الانتقامية.
وتعرضت العملة الصينية لضغوط كبيرة نحو الهبوط، لكن أوضحت بعض المصادر لـ”رويترز” أن البنك المركزي الصيني طلب من البنوك الكبرى المملوكة للدولة تقليص مشتريات الدولار الأمريكي، ولن يسمح بانخفاض حاد في قيمة اليوان.
وقال مصنعو أشجار عيد الميلاد البلاستيكية والزينة الأخرى في الصين – الذين يمثلون 87% من السوق الأمريكية – إنهم لم يتلقوا بعد أي طلبات من المستوردين الأمريكيين.
المعاناة الداخلية بسبب الرسوم
ارتفعت مؤشرات الأسهم الأمريكية قليلًا يوم الأربعاء مع إقبال المستثمرين على شراء أسهم التكنولوجيا الأرخص. وكان مؤشر S&P 500 (.SPX) قد سجل أكبر خسارة له منذ إنشائه في خمسينيات القرن الماضي، منذ أن أعلن ترامب عن رسومه الجمركية في 2 أبريل.
وأوضح بعض الاقتصاديين الأمريكيين أن رسوم ترامب الجمركية سوف تسبب ارتفاعًا في تكاليف المعيشة للأسرة الأمريكية العادية بعدة آلاف من الدولارات سنويًا، ما يعتبر عبئًا سياسيًا على الرئيس ترامب الذي وعد من قبل بخفض تكاليف المعيشة.
وحسب استطلاع أجرته “رويترز/إبسوس”، فإن ثلاثة من كل أربعة أمريكيين يتوقعون ارتفاع الأسعار بسبب هذه الرسوم.
وقد أعلنت بعض الشركات عن نيتها رفع الأسعار فورًا، في حين أوضحت شركات أخرى أن الأمر قد يستغرق بعض الوقت، لأن الرسوم لا تنطبق على البضائع التي هي حاليًا في طريق الشحن.
أما شركة “وولمارت”، أكبر الشركات التي تستورد السلع المعبأة في حاويات في الولايات المتحدة، فما زالت متمسكة بتوقعاتها السنوية للمبيعات وتعهدت بالحفاظ على انخفاض الأسعار.
أما الديمقراطيون المعارضون، الذين لا يملكون السلطة في واشنطن، فلم يتمكنوا من تقديم رد موحد. فقد هاجم بعضهم الرسوم الجمركية واعتبروها غير مجدية، بينما قال آخرون إن ترامب يبالغ في استخدامها.
وقالت حاكمة ولاية ميشيغان، غريتشين ويتمر، وهي حاكمة ولاية متأرجحة ويُنظر إليها كمرشحة رئاسية محتملة، خلال حدث في واشنطن:
“يجب استخدام الرسوم الجمركية كالمشرط، لا كالمطرقة”.
تمتع بتجربة تعلمية مميزة من خلال الأكاديمية الأقوى للفوركس و الأسواق العالمية MENA