تعتبر التوقعات الاقتصادية للجنة الاحتياطي الفيدرالي(FOMC)، أداة لفهم الوضع الاقتصادي الحالي وابعاده المستقبلية في الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك لا يقتصر فقط على الولايات المتحدة بل ينعكس على الأسواق العالمية، لأن لجنة الاحتياطي الفيدرالي تصدر تقريرات موثوقة حول النمو الاقتصادي، والتضخم، ومعدلات البطالة؛ مما يساعد صانعي السياسات، والمستثمرين، وصناع القرار على اتخاذ قرارات صحيحة.
ما هو مؤشر التوقعات الاقتصادية للجنة الاحتياطي الفيدرالي؟
مؤشر التوقعات الاقتصادية هو تقرير تصدره لجنة السوق المفتوحه الفيدرالية FOMC بشكل ربع سنوي ويتضمن هذا التقرير تقديرات وتوقعات الأعضاء حول مؤشرات الاقتصاد الرئيسية. ويُعرف أيضًا باسم 《التوقعات الاقتصادية》 أو《التوقعات المستقبلية للاقتصاد الأمريكي》.
موعد صدور المؤشر
يصدر مؤشر التوقعات الاقتصادية للجنة الاحتياطي الفيدرالي كل ثلاثة أشهر، بعد اجتماعات اللجنة في أربعة أشهر مارس، يونيو، سبتمبر، وديسمبر. وفي الغالب يُعلن عن هذه التوقعات بعد انتهاء اجتماع اللجنة مباشرةً، والذي يستمر لمدة يومين، وغالبًا ما يتم الإعلان عن التقرير إلى جانب بيان اللجنة الصحفي وقرارها بخصوص معدلات الفائدة.
قوة المؤشر
مؤشر التوقعات الاقتصادية للجنة الاحتياطي الفيدرالي يُعد من أقوى المؤشرات الاقتصادية التي تؤثر بشكل كبير على الأسواق المالية، وذلك يرجع لعدة أسباب منها توجيه السياسة النقدية، والتأثير على الأسواق المالية.
نوع المؤشر
لا يعتبر هذا المؤشر عاديًا بل هو مؤشر استشرافي أو مؤشر توقعات مستقبلية، ويصنف من ضمن المؤشرات الاقتصادية القيادية. يقدم توقعات للأداء المستقبلي للاقتصاد الأمريكي بناءً على تقديرات لجنة الاحتياطي الفيدرالي.
مصدر المؤشر
يأتي مؤشر التوقعات الاقتصادية للجنة الاحتياطي الفيدرالي دائمًا من لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية(FOMC)، وهي إحدى اللجان الأساسية داخل الاحتياطي الفيدرالي.
تأثير المؤشر
يُعد مؤشر التوقعات الاقتصادية للجنة الاحتياطي من أكثر المؤشرات تأثيرًا في الأسواق المالية والاقتصاد الأمريكي، وذلك يرجع إلى ما يقدمه من نظرة مستقبلية حول مسار الاقتصاد والسياسة وفيما يلي بعض منها:
- التأثير على أسعار الفائدة: يشير التقرير إلى توقعات الفيدرالي حول معدلات الفائدة المستقبلية.
- أسواق الأسهم: توقعات الفيدرالي تؤثر على أسعار الأسهم.
- العملات: ارتفاع الفائدة تدعم ارتفاع قيمة قيمة الدولار الأمريكي.
- التأثير على سوق السلع: مع ارتفاع أسعار الفائدة، قد تنخفض أسعار السلع مثل الذهب والنفط وغيرهم.
ماذا تقيس التوقعات الاقتصادية للجنة الاحتياطي الفيدرالي؟
تقيس التوقعات الاقتصادية عدة مؤشرات اقتصادية رئيسية حيث تقدم صورة شاملة عن الأداء المتوقع للاقتصاد الأمريكي. تشمل هذه التوقعات الناتج المحلي الإجمالي (GDP)، معدل البطالة، التضخم و معدلات الفائدة الفيدرالية.
معدل النمو الاقتصادي والتوقعات المستقبلية
تُعتبر معدلات النمو الاقتصادي أحد المؤشرات الاقتصادية التي تعكس جدارة الاقتصاد وأدائه. عادةً يُقاس الناتج المحلي الإجمالي (GDP)، وهو القيمة الإجمالية للسلع والخدمات المنتجة داخل بلد معين خلال فترة زمنية محددة، فيما يلي بعض التوقعات المستقبلية للناتج المحلي:
- النمو المتوقع
تتوقع اللجنة أن يحقق الناتج المحلي نموًا متوازيًا خلال السنوات المقبلة، وتشير التقديرات إلى أن النمو سيظل مدعومًا بتعزيز الاستهلاك الخاص واستقرار سوق العمل.
- العوامل المؤثرة في النمو
- الإنفاق الاستهلاكي: يمثل أحد المحركات الرئيسية للنمو، حيث يعكس قدرة المستهلكين على الإنفاق.
- الاستثمار: يعلب دورًا مهمًا في دفع النمو، حيث يشمل الاستثمارات في البنية التحتية والتكنولوجيا.
- السياسات النقدية: تؤثر عليها أسعار الفائدة والسياسات النقدية العامة على القرارات الاستثمارية للشركات والأفراد.
- التحديات المستقبلية
قد تواجه التوقعات بعض التحديات مثل التوترات التجارية العالمية، وتأثيرات التغير المناخي، وارتفاع أسعار الطاقة، كل هذه التوقعات يمكن أن تؤثر على النمو الاقتصادي.
- التوقعات على المدى القصير والبعيد
على المدى القصير، قد تُشير التوقعات إلى استقرار معدلات النمو وذلك يرجع إلى التعافي من آثار الأزمات الاقتصادية السابقة. أما على المدى البعيد، فتظل هناك بعض المخاطر المتعلقة بالاستدامة والتكيف مع التغيرات الهيكلية في الاقتصاد.
- أهمية التقديرات
تُعتبر التوقعات المتعلقة بالنمو الاقتصادي والناتج المحلي مهمة للسياسات المالية والنقدية، حيث تساعد في تحديد استراتيجيات التحفيز والتعديلات اللازمة لدعم الاقتصاد وتعزيز النمو المستدام.
