يوجد نوعان أساسيان من الصناديق الاستثمارية، هما صناديق الاستثمار المتداولة (ETFs) وصناديق الاستثمار التقليدية (الصناديق المشتركة). وصناديق الاستثمار هي أحد أهم الأدوات الاستثمارية التي يتم الاعتماد عليها من قبل الكثير من المستثمرين للحماية من مخاطر تقلبات السوق عن طريق تنويع وتوسيع المحفظة الاستثمارية الخاصة بهم.

يتشابه هذان النوعان من الصناديق في تحقيق نفس الأهداف، وتقليل المخاطر، وتنويع المحفظة الاستثمارية، ولكن هناك عدة اختلافات أساسية بينهما، أهمها تكاليف الاستثمار، وطريقة هيكلة الأداء، وطريقة الاستثمار، وسوف نتناول في هذا المقال أهم الاختلافات بين صناديق الاستثمار المتداولة وصناديق الاستثمار التقليدية.
ما هو الفرق بين صناديق الاستثمار المتداولة وصناديق الاستثمار التقليدية؟
فيما يلي أهم الاختلافات بين صناديق الاستثمار:
1. التداول والسيولة
طريقة تداول الصناديق هي أحد الفروق بين صناديق الاستثمار المتداولة وصناديق الاستثمار التقليدية.
– صناديق الاستثمار المتداولة (ETFs):
طريقة تداول الصناديق المتداولة ETFs في البورصة تمامًا مثل الأسهم، ما يعني منح المستثمرين إمكانية بيع وشراء وحدات الصندوق خلال فترة التداول المعتادة، بنفس طريقة تداول الأسهم، ما يجعلها أكثر مرونة عند اتخاذ القرارات الاستثمارية بأسعار السوق الفورية، وفي وقت قياسي.
– صناديق الاستثمار التقليدية (الصناديق المشتركة):
طريقة تداول صناديق الاستثمار التقليدية تختلف تمامًا عن الصناديق المتداولة، حيث يتم بيع وشراء الصناديق المتداولة فقط مع انتهاء اليوم، وفقًا لسعر الإغلاق، وهو السعر الصافي لأصول الصندوق خلال هذا اليوم، وبذلك لا يمكن للمستثمر أن يقوم بالبيع أو الشراء خلال فترة التداول.
شاهد: تداول الخيارات | رهان المستثمرين المستقبلي
2. الهيكل الإداري للصندوق
هناك اختلافات معينة بين الهيكل الإداري للصناديق الاستثمارية، فيما يتعلق بطريقة إدارة الصندوق.
– صناديق الاستثمار المتداولة (ETFs):
في الغالب يتم إدارة صناديق الاستثمار المتداولة بصورة سلبية، حيث أنها تتبع لمؤشرات محددة، مثل مؤشر (“S&P 500” أو “Nasdaq-100“) كبديل عن مدير الاستثمارات الذين يتخذون القرار بالبيع والشراء. أي أن صناديق ETFs لا تحتاج إلى عدة أفراد لإدارة الأموال، ما يقلل تكاليف التشغيل.
إقرأ المزيد: ما الفرق بين السوق الفوري والعقود الآجلة؟
– صناديق الاستثمار التقليدية (الصناديق المشتركة):
وبالعكس، صناديق الاستثمار التقليدية يتم إدارتها بصورة نشطة أو سلبية. ففي الصناديق التي يتم إدارتها بشكل سلبي، فإن الصندوق يتبع مؤشرات معينة، ولكن لا تزال الصناديق التقليدية بحاجة إلى فريق إداري كبير ما يسبب ارتفاع تكاليف التشغيل مقارنة بـ ETFs.
أما في صناديق الاستثمار التقليدية المدارة بشكل نشط، فإن مدير الصندوق هو من يتولى مهمة اتخاذ القرارات الاستثمارية معتمدًا على التحليل والبحث.
3. ـ التكاليف والرسوم
تكاليف الصندوق هي أحد أهم العوامل التي يجب الانتباه إليها عند اختيار الصناديق الاستثمارية.
– صناديق الاستثمار المتداولة (ETFs):
أهم ما يميز صناديق ETFs هو الانخفاض النسبي في تكاليفها مقارنة بالصناديق التقليدية. والسبب في ذلك الهيكل الإداري الخاص بها، الذي يتسم بالبساطة، حيث أن الرسوم الإدارية لهذه الصناديق، وهي النسبة المئوية للأصول التي تدفع كرسوم سنوية، منخفضة لدرجة كبيرة، حيث تتراوح عادة بين 0.03% و 0.5% من قيمة الأصول، وبذلك تصبح اختيارًا جذابًا للمستثمرين الذين يفضلون الاستثمارات قليلة التكاليف.
– صناديق الاستثمار التقليدية (الصناديق المشتركة):
أما صناديق الاستثمار التقليدية فهي مختلفة تمامًا، حيث أنها مرتفعة التكاليف، وتعتمد تكاليفها على إذا كان الصندوق يتم إدارته بصورة سلبية أو نشطة. ولكن بشكل عام، فإن رسوم الصناديق المدارة بشكل نشط أغلى من 1% سنويًا، أما الصناديق المُدارة بشكل سلبي فإن تكلفتها أقل، ولكنها أعلى من صناديق ETFs.
4. الحد الأدنى للاستثمار
الحد الأدنى للاستثمار أيضًا أحد أهم العوامل التي تؤثر على اختيار الاستثمار في الصناديق المتداولة أو الصناديق التقليدية:
– صناديق الاستثمار المتداولة (ETFs):
تتيح صناديق ETFs إمكانية شراء الوحدات بشكل فردي، وبنفس أسعار السوق، أي أن المستثمر يستطيع شراء جزء ضئيل من الصندوق بما يناسب ميزانيته.
– صناديق الاستثمار التقليدية (الصناديق المشتركة):
غالبًا تحتاج صناديق الاستثمار التقليدية إلى تحديد حد أدنى للاستثمار، حسب حالة الصندوق. هناك صناديق يتراوح الحد الأدنى بها ما بين 500 دولار إلى 3000 دولار أو أكثر، وقد تكون هذه المبالغ حملًا كبيرًا على المستثمرين أصحاب الميزانيات الصغيرة.
5. التوزيعات والأرباح
– صناديق الاستثمار المتداولة (ETFs):
عند توزيع الأرباح داخل صناديق ETFs يتم توزيعها في حساب المستثمر مباشرة، كما تتيح هذه الصناديق إمكانية إعادة استخدام أرباح الاستثمار مرة أخرى في شراء وحدات استثمار إضافية، وتحقيق عائد مركب.
– صناديق الاستثمار التقليدية (الصناديق المشتركة):
أما صناديق الاستثمار المشتركة، فإنها تتيح للمستثمرين إمكانية الحصول على توزيعات الأرباح بشكل نقدي أو استثمارها مرة أخرى بشراء وحدات إضافية، ويتم دفع توزيعات الأرباح بصورة منتظمة على فترات سنوية أو نصف سنوية أو ربع سنوية.
6. الشفافية والمرونة
– صناديق الاستثمار المتداولة (ETFs):
من أهم ميزاتها أنها تتيح للمستثمر إمكانية التعرف على جميع محتويات الصندوق وطريقة استثماراته بصورة دورية، كما يمكن للمستثمرين بيع وشراء وحدات بسهولة عن طريق التداول في البورصة، ما يجعلها أكثر مرونة.
– صناديق الاستثمار التقليدية (الصناديق المشتركة):
الشفافية في صناديق الاستثمار التقليدية تكون غالبًا أقل من الصناديق المتداولة، حيث لا يستطيع المستثمر بيع أو شراء وحدات إلا مع انتهاء اليوم، ما يجعل مرونة اتخاذ القرارات أقل.
ولذلك يمكن القول إن هناك عدة عوامل مشتركة بين صناديق الاستثمار المتداولة وصناديق الاستثمار التقليدية، تنحصر هذه العوامل في الهدف الأساسي لهذين النوعين من الصناديق، وهو أنها تتيح التنويع بين الوحدات إلى جانب انخفاض معدلات المخاطرة. ولكنها تختلف في الهيكل الإداري الخاص بكل منهما وطريقة تداولها، ومرونتها، وتكاليفها.
تتميز صناديق ETFs بأنها أكثر مرونة وشفافية، كما أنها منخفضة التكاليف، وبذلك فهي الاختيار المناسب للمستثمرين أصحاب الميزانيات المنخفضة.
أما صناديق الاستثمار التقليدية فهي أكثر ملاءمة للمستثمرين الذين يفضلون الاستثمارات طويلة الأمد، ويعتمد اختيار نوع الصندوق المناسب على مدى خبرة المستثمر، وأهدافه، ومدى استعداده لتحمل المخاطر.
تمتع بتجربة تعلمية مميزة من خلال الأكاديمية الأقوى للفوركس و الأسواق العالمية MENA