الهند تقفز للمراتب الأولى اقتصادياً وتتفوق على قوى عالمية في العالم الأول، فبحسب تقرير لمركز World Population Review البحثي، الذي يتخذ من العاصمة البريطانية لندن مركزاً له يقول أن الهند استطاعت الخروج من الأجواء السلبية التي فرضتها حرب روسيا واكرانيا مطلع 2022 واتخذت موقف المحايد للحفاظ على حيوية اقتصادها وفرض استثنائية عن العقوبات المفروضة بشأن الواقع الجديد، وبناء على صندوق النقد الدولي تجاوز الهند اقتصاد المملكة المتحدة من جهة الحجم.
وبنظري ان شهادة الصندوق الدولي تعني ان الهند ستضع في حسبانها المنافسة الكبيرة التي تتسابق على وتيرة سريعة مع العالم المتنفذ في موارد حياتية وضعت يدها بالتصرف عليها، وتتمتع الهند بنفس طويل لهذا السباق الذي يشتد في التنافس على كل الأصعدة والتي استطاعت الهند تسجيل بصمة في الثلث الأخير للتقدم عن لندن وباريس خلال عام2022.
ما يفسر أن هناك نقلة نوعية في الاقتصاد الهندي وحرص متتالي كبير من رجالات الهند بان يكون علم الهند في مقدمة فرض السياسات والقبول والرفض في الأعوام المستقبلية القريبة ووضع ميزان هيمنة من قلب الهند الطامح للتغير الاقتصادي والنمو السريع في ظل تحديات كبيرة ودول سباقه في الاقتصاد مثل الولايات المتحدة الامريكية.
ومجموع المهتمين بالشأن الهندي بما انه فتي وصار له موطأ قدم والانظار عليه يتوقعون ان هذا العمق والوعي في الهند سيكون له ما بعده، وستضع راسها في مطلع العالم لتشكل أكبر رابع اقتصادي رادع لكل محاولات الاستثناء خلال 5 أعوام من هذا التاريخ. هذا التطلع كان سببه النهضة في أسباب قوة الدول وعصب حياتها فكانت اضافتها على الاقتصاد معتبرة ولها رؤية في التصنيع الذي صار اسم الهند يذكر وذاع سيطها في كل العالم وكل بيت وكل مصنع ومستثمر. لأنها عرفت من اين تؤكل الكتف عندما استوعبت الوسط من الطبقة المتعلمة والناشئة واخذت تعمل في صناعات التكنولوجيا وتطويرها وتقدمها والاضافة المميزة والأدوية التي غزت العالم وكان لها الأثر الكبير في ارتفاع اقتصاد الهند الشيء الذي أهلها لان تكون في المرتبة الأولى في عوالم الصناعات.
المزيد من بيانات الأسهم العالمية خلال أكاديمية MENA
وتخلت في السوق عن العقلية المتحجرة وتحررت من عبودية الاستثمار الداخلي لتفتح ذراعيها للاستثمار الخارجي وتدخل بعزم قوي مناطحات اقتصادية كبرى ولكن مع إصلاحات في السياسة ومنظومة الدولة وتحويل الهند من عبدة البقر الي سيادة العبيد الذي يريدون الهند في الخلف وبفضل تخفيض مستوى الضريبة بنسبة تصل الي عشرة بالمائة عزز هذا التخطيط الي تحرر كبير وملحوظ جعل رواد الاعمال ورجالاته يأتون الي الهند كأنهم قادمين الي شركاتهم الخاصة وشركائهم الحقيقين من هنا يقاس مستوى الوعي الاقتصادي التي برعت فيه قيادة الهند رئاسة وشعباً؟
من وقف صدمات السوق والتقليل من حالة التضخم والتشافِ من هذه الحالة المرضية التي ضربت الأرض شرقا وغرباً، كما كان هنالك تقدم نوعي في الاستثمار الجمعي والعام مع إبقاء الضمانات تحت السيطرة الحكومية نسبياً لزيادة الاقبال على الاستثمار الذي راعي الجدد في العمل وقام على سياسة الاعفاء من الكثير من الضرائب للمدنيين الذين أصبحوا ينتمون الي سياسة الدولة.
كذلك الاستفادة الجوهرية من العلاقة الروسية من تجارة معها وصلت الي 120بالمائة وعملت الهند على ترجيح كفة اقتصادها وشرائها للنفط والبترول بسعر اقل ما يخالف الحلفاء الغربيين ما ساعد الهند في اشراقها من مكان اخر وحافظت على منع ارتفاع الأسعار والاستغلال، هذا وقررت الهند، في حزيران/يونيو، استئناف المفاوضات مع أوروبا بهدف إبرام اتفاق تجارة حرة في نهاية العام 2023.
المزيد من بيانات النفط الخام عبر أكاديمية MENA
وتتهيأ الهند لمرحلة استقواء اقتصادي سيكون سباق عن اليابان والولايات المتحدة والصين وألمانيا خلال النصف قرن القادم بحسب البنك الأمريكي غول دمان ساكس، وهذا يعود الي ايمان الهند بقدرتها على التقدم التكنولوجي والابتكار وتغذية الإنتاج وزيادته في الهند وخارجها. وان مواصلة انشاء الصناعات والسكك الحديدية وإعطاء الأولوية لإنشاء بنى تحتية سيضع الهند في المقدمة وسيمنحها مكاناً بين الشعوب المتقدمة وسيكون لها استقرار يوصلها في وجود خلال مائة عام قادمة بنفس القوة. ويعتقد غولدمان ساكس أن هذا هو الوقت المناسب للقطاع الخاص لتوسيع نطاق خلق القدرات في التصنيع والخدمات من أجل خلق المزيد من فرص العمل واستيعاب القوى العاملة الكبيرة.
المزيد من الأخبار العالمية والعملات من خلال أكاديمية MENA
